في يوم نوروز في منطقة قناة كميل ـ ماذا يريد منّا الشهداء؟
عليرضا بناهيان: البلد الذي حرّره الشهداء، لا يقدر على إعماره سوى أمثال هؤلاء الشهداء!

الزمان: 20/03/2016

المكان: منطقة قناة كميل ـ محل استشهاد الشهيد إبراهيم هادي و300 نفر من رفقائه في الحرب

سماحة الشيخ عليرضا بناهيان:

كان شهداؤنا أفضل الناس في زمانهم. وأينما كان أفضل الناس فهم محترمون بطبيعة الحال، حتى وإن لم يستشهدوا. ولكن يجب علينا أن نصل إلى درجة بحيث يكون أمثال هؤلاء الأفضلين، مدراءنا السياسيّين وإلا فلن نحظى بالعمران والخير الكثير.

عندما تسمعون ذكريات الشهداء، فلا تظنوا أن جميع الناس كانوا مثل هؤلاء الشهداء. حتى لم يكن جميع المجاهدين مثل الشهداء. كان هؤلاء الشهداء قلّة ومصطفين ولم يزدد عددهم يوما، ولا يزالون قلّة قليلة. فإن هؤلاء هم (السَّابِقُونَ السَّابِقُون‏) بتعبير القرآن الكريم.

لا تنسوا أنه عندما بدأت الحرب، كان هناك عدد قليل من الناس لم ينظروا إلى الآخرين وتركوا حياتهم المألوفة وانطلقوا إلى الجبهات! فلو كان هؤلاء باقين في زماننا لكانوا أفرادا قليلين، ولكانوا غرباء وجديرين بالتقديس. ابحثوا اليوم عن الرياضي البطل الذي يهوى أن يكون مجهولا مثل الشهيد إبراهيم هادي حيث كان يصارع بفتوّة ولا يهاجم نقاط ضعف الخصم إن وجد جرحا أو علّة في أحد أعضائه! فإنكم إن وجدتم مثل هذا الإنسان فالتمسوا منه الدعاء فإنه شهيد حي! كان وما زال أمثال هؤلاء الناس قليلين. إنهم درر عالم الخلق وقد حظي بهم زماننا.

كان شهداؤنا من فلتات الدهر. ولكن يجب علينا أن نصل إلى درجة بحيث يكون أمثال هؤلاء الأشخاص الذين استشهدوا هنا، رجالنا السياسيّين. فإن البلد الذي يريد أن يتّصل بحكومة الإمام صاحب العصر(عج) يجب أن يكون رجاله السياسيّون من أمثال الشهيد باكري والحاج أحمد متوسليان والشهيد همت والشهيد رداني بور وأمثالهم. يجب أن يتصاعد مستوى توقّع الناس من المسؤولين ويعرف المسؤولون ذلك.

إن كان البلد ما زال يعاني من بعض المشاكل فثقوا بأن من أهمّ علل ذلك هو أن مسؤولينا السياسيّين ومدراءنا العامّين ليسوا بمستوى الشهيد برونسي.، فقد كان الشهيد برونسي رجل العمل والإخلاص، بحيث عندما كان يواجه مشكلة فوق طاقته، كان اللّه يحلّ مشكلته. لابدّ أن يصبح مسؤولونا السياسيّون مثل هؤلاء، فإن البلد الذي حرّره الشهداء، لا يقدر على إعماره سوى أمثال هؤلاء الشهداء! فأينهم؟

نحن في بداية الحرب قد قبضنا على الكثير من التجهيزات العسكرية من يد العدوّ. كان حرس الثورة قد قبض على تجهيزاته العسكرية عبر انتزاعها غنيمة من البعثيين. فلم يكن يملك دبابة، وقد كنّا محاصرين ونعاني من حظر حتى في الأسلاك الشائكة. أفهل يصدّق أحد بأن البلد الذي طوى مرحلة الدفاع المقدّس وفي ظروف قلّة السلاح والعتاد، أن يعجز عن مقاومة تحدّياته الراهنة؟! نحن أساسا لسنا بحاجة إلى أعدائنا، إذ لا تقاس قوّتنا اليوم بقوّتنا في الأمس. إن قوّتنا في هذه المنطقة أكثر من أن تعدّ وتحصى. فلابدّ لرجالنا السياسيّين أن يستغلّوا هذه الفرص.

لقد منع أمير المؤمنين(ع) من أن يذهب الرجل الجبان إلى جبهات القتال، لأنه ينهزم بسرعة ويخرّب أجواء الجبهة! فلابدّ أن يبقى في الخلف ويجهّز القوّات الأماميّة. «الْجَبَانُ‏ لَا يَحِلُ‏ لَهُ‏ أَنْ‏ يَغْزُوَ لِأَنَّ الْجَبَانَ يَنْهَزِمُ سَرِيعاً وَ لَكِنْ يَنْظُرُ مَا كَانَ يُرِيدُ أَنْ يَغْزُوَ بِهِ فَلْيُجَهِّزْ بِهِ غَيْرَه‏» [الجعفريات/79]

لقد صدرت في عمليّات «والفجر التمهيدية» خيانة، بحيث انكشفت العمليات وقدّمنا أكثر عدد من الشهداء. والخيانة هي نفس الشيء الذي عبّر عنه سماحة السيد القائد أخيرا بالاختراق. أنتم الآن بجوار قناة كميل وحنظلة وتصبّون دموعكم على مثل هؤلاء الشهداء. فإذا أردتم أن تدعوا الله أن يقطع أيادي الاختراق الممتدّة إلى هذا البلد، فادعوه هنا. ادعوا أن لا يتسنّى لأحد أن يخون نائب إمام العصر(عج)، ومن أراد الخيانة فليفضحه اللّه.