بين أكل اللحم الني وكسر الأضلاع وحبس الذات.. هكذا خلّد نجوم هوليوود أسماءهم
لا يأتي نجاح الممثلين العالميين الذين نحبهم بين يومٍ وليلة، فخلف كل الأضواء وحياة النجومية التي يعيشون كدٌ حقيقي لمن أراد منهم أن يخلّد كمبدع.
وعلى قدر الجهد، يأتي التقدير الأدبي والمادي وحب الجمهور والنجومية، لكن ما يخفى على المشاهد في كثير من الأحيان أن من هؤلاء النجوم من عرّض حياته لخطر حقيقي في سعيه للتميز وتقديم الأفضل.
فيما يلي نستعرض بعض نجوم هوليوود الذين أبدعوا في أدوار لا تنسى، أقدموا فيها على إجبار أنفسهم على ما لا يطيقون، فكانت النتيجة إبداع حقيقي:
دي كابريو ولحم الثور النيء
معروف عن ليوناردو دي كابريو وضع نفسه في مخاطر عديدة أثناء أدائه لأدواره الصعبة، ففي فيلم Django Unchained أصيبت يده بجرح غائر، وفي فيلم The Wolf of Wall Street تعرض للضرب على وجهه ما يزيد عن 70 مرة بقطعة من اللحم حتى تخرج اللقطة بالطريقة التي ترضيه.
لكن فيلمه الأخير The Revenant كان الأصعب في مشواره الفني، حيث اضطر في أحد مشاهده إلى أكل لحم ثور نيء، رغم أنه نباتي، كما أنه تعرض لظروف تصوير صعبة كاد أن يصاب بحالة تجمد حقيقية حين صور مشاهد في بيئة جليدية وصلت فيها درجة الحرارة تحت الصفر بدرجات.
وقال دي كابريو في إحدى المقابلات عن دوره "أستطيع أن أعدّ من 30 إلى 40 موقفاً مررت بها سواء من السباحة في أنهار جليدية أو النوم داخل جلد بقايا جثث حيوانات أو ما اضطررت إلى أكله. عرضت نفسي لحالة هايبرثيميا - انخفاض درجة حرارة الجسم - بطريقة قاتلة".
بري لارسن والحبس الانفرادي
أما بري لارسن الفائزة بجائزة أوسكار أفضل ممثلة في العام 2016 عن دورها في فيلم Room، الذي لعبت فيه دور أم محتجزة مع طفلها في غرفة لسنوات، فاضطرت إلى معايشة تجربة الانعزال عن الناس المعروفة بـ Silent Retreats لتستطيع محاكاة الشخصية، كما جلست مع متخصص في علاج تلك الحالات.
وللانغماس في معايشة دورها قامت لارسن طوعاً بحبس نفسها انفرادياً لمدة شهر، حيث وصفت الحالة التي وصلت إليها بعدها بالحزن الشديد الذي دفعها لأن تجهش بالبكاء فترات طويلة.
وقالت لارسن عن التجربة بأنها "قاسية جداً ومنهكة للجسد، لكني مقتنعة بما أفعل، وصارحت أصدقائي وعائلتي بأنني على وعي كامل بما أقوم به، وهم أيضاً قاموا بمساندتي".
ماثيو ماكونهي كاد أن يفقد بصره
ليس غريباً على الممثل ماثيو مكانوهي تضحيته ببنية جسمه الرياضي من أجل لعب أدوار تتطلب ذلك كما فعل في فيلمي Magic Mike و Reign of Fire.
لكنه في العام 2013 لعب دور مريض بالإيدز في فيلم Dallas Buyers Club، ومن أجل التحضير للدور خسر ماكونهي 50 باونداً من وزنه وروى أنه أصيب بضعف شديد جراء ذلك حيث قال أنه لم يكن قادراً على الركض.
ولكن عندما وصل وزنه إلى 143 باونداً قال ماكونهي "بدأت أفقد بصري”، ولم يستطع أن يسترجع قدرته على الإبصار جيداً إلا بعد سنة من لعبه للدور.
لويس كسر ضلعين من أضلاعه
أما دانييل دي لويس فقد ولد ممثلاً محترفاً، حيث ذكر في أحد لقاءاته أنه لعب دور شجرة في مسرحية مدرسية عندما كان في الصف الثالث الابتدائي، فوقف في باحة منزله متسمراً لمدة أسبوع لدرجة أن الطيور ألقت بفضلاتها عليه.
وعندما لعب دور الرئيس الأميركي إبراهام لنكولن، رفض أن يعود إلى شخصيته الطبيعية في الاستراحات ما بين التصوير، إذ روى زميله جوزيف غوردون لفيت الذي قاسمه البطولة في الفيلم "لم أر في حياتي أداءً كهذا، لم أستطع أن اصدق أن من أمامي كان ممثلاً. لقد كنت أقف أمام لنكولن ذاته".
كما حمله تجسيده لدور شخصية الشاعر الآيرلندي كريتي براون في فيلم My Left Foot وكان مقعداً، على أن يبقي نفسه جالساً على الكرسي المتحرك طوال فترة تصوير العمل، ما أدى إلى كسر ضلعين من أضلاعه بسبب إجبار نفسه على الجلوس طوال الوقت.
بل وقام لويس بالطلب من فريق العمل أن يحملوه كلما أراد القيام، وسجل عنه قوله بعد هذه التجربة أنه أراد القول أن الشعور بالعجز الكامل هو أحد أهم مكونات شخصية الشاعر وأنه أراد معايشة ذلك قلباً وقالباً.
سوانك.. التهاب كاد يفقدها حياتها
من أجل تجسيد دورها في Million Dollar Baby والذي أدت فيه دور الملاكمة المحترفة ماغي فيتزجيرلاد، أصبحت هيلاري سوانك بالفعل ملاكمةً محترفة.
فقد تلّقت تدريباً في نادي "غليسون" الرياضي والذي تدرب فيه الملاكم الأسطوري محمد علي كلاي، وبسبب تدريبها العنيف والذي تطلب الكثير من الوقوف والقفز، أصاب قدمها دمّل عملاق بحجم قبضة يدها، حسب ما ذكرت في أحد لقاءاتها.
لم تعر سوانك الدمل اهتماماً فأصيبت بالتهاب انتشر في كل جسدها، وعندما ذهبت إلى الطبيب قال لها "لو تأخرتِ لكانت السموم وصلت إلى قلبك وفقدتِ حياتك”.
وعندما عرف المخرج كلينت ايستوود الذي قاسمها بطولة العمل وأخرجه بذلك، قال معلقاً "إنها خطوة على طريق تخليد عظمتها".
هيث ليدجر ودور الجوكر
اجتهد الممثل الأسترالي الشاب الراحل هيث ليدجر من أجل تقمص شخصية الجوكر في فيلم The Dark Night، فوصل الممثل إلى مرحلة أصبح فيها يتصرف كما الجوكر بالفعل.
فقد روى في أحد مقابلاته "أقمت في فندق في لندن لمدة شهر. قمت بعزل نفسي لأجرب عدة أصوات تصلح للشخصية، وتسجيل كل ملاحظاتي في مفكرة، فأصبحت شخصيتي تميل إلى السيكوباتية، شخص لا يشعر بأحد ولا يعبأ بتصرفاته مع الآخرين. كان ذلك ممتعاً لأنه لا حدود لما يمكنك فعله".
قبل عرض The Dark Night بـ 6 أشهر عثر على ليدجر فاقد الوعي في شقته بمنطقة "سوهو" بنيويورك، ثم أعلنت وفاته في ذات اليوم، وعندما قرأت مذكرته التي سجل فيها ملاحظاته حول شخصية الجوكر، كانت آخر كلمة فيها هي الوداع.
منقول