100 كاتب أميركي يرفضون دعم إسرائيل لمهرجان أدبي بنيويورك.. فماذا حدث؟
وجَّه أكثر من 100 كاتب ومؤلف أميركي منهم حمَلة جائزة بوليتزر أليس ووكر وريتشارد فورد ويونوت دياز، رسالة غاضبة مفتوحة إلى رئاسة رابطة القلم الأميركية PEN American Center رفضاً منهم لتقديم سفارة إسرائيل الدعم للرابطة.
الرسالة بُعثت في شهر مارس/آذار الماضي إلى رئاسة الرابطة وإلى مشاركين آخرين في مهرجانها الاحتفالي، لكنها نُشرت اليوم الخميس 7 أبريل/نيسان 2016 على الإنترنت لأول مرة، وهي تستنكر تقديم إسرائيل الدعم والرعاية لمهرجان الرابطة السنوي "مهرجان أصوات العالم" PEN’s annual World Voices Festival (PWVF) الذي يستمر 7 أيام في نيويورك حتى أواخر شهر أبريل/نيسان 2016.
وذكر تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية أن رابطة القلم كانت قد أدرجت في منشوراتها الترويجية للمهرجان سفارة إسرائيل ضمن رعاة المهرجان في دعمها لأحداثه وفعاليته، خاصة الندوة المسماة "90 دقيقة" Ninety Minutes التي تجمع 3 مفكرين وعقول في جلسة مناقشة، حيث تستضيف الندوة هذا العام من بين ضيوفها الكاتبة الإسرائيلية المولودة في إثيوبيا داليا بيتولين-شيرمان.
وكتبت الرسالة التي شارك فيها أكثر من 100 مؤلف مجموعة "عدالة نيويورك" Adalah-NY وهي مجموعة تقود حملة مقاطعة إسرائيل في نيويورك، قالت فيها: "من المؤسف أن المهرجان قَبِل رعاية ودعم الحكومة الإسرائيلية رغم أنها تكثف حملاتها التي امتدت عقوداً من حرمان الفلسطينيين من أبسط الحقوق، منها استهداف الكُتاب والصحفيين الفلسطينيين".
ومن بين جملة الكُتاب الذين وقّعوا رسالة الاحتجاج الرئيس السابق ونائب رئيس رابطة القلم الإنكليزية غيليان سلوفو وكاميليا شمسي، والشاعرة آيلين مايلز والمؤلفان لويز إردريتش وأهداف سويف، فضلاً عن الكاتب الفلسطيني أحمد قطامش الذي سجنته إسرائيل بلا تهمة محددة، ما أثار حفيظة وانتقادات رابطة القلم العالمية.
وقالت آليس ووكر مؤلفة كتاب "اللون البنفسجي": "بصفتي عضوة في (رابطة القلم) أريد من هذه المنظمة التي يجدر بها الانتصار لحقوق الكُتاب والمؤلفين أن تقف وقفة حق مع الكُتاب والأكاديميين والطلبة الفلسطينيين الذين يعانون تحت وطأة نظام إسرائيلي قمعي يحرمهم من حقهم في حرية التعبير".
دفاعاً عن الرعاية الإسرائيلية
ورداً على الرسالة بعثت رابطة القلم الأميركية رسالة إلكترونية لكل أعضائها وجهها الكاتب كولم تويبين، الذي يترأس هيئة المهرجان لعام 2016، وموجهة أيضاً من جيكب أورسوس، مدير المركز، حيث جاء في نص الجواب أن "المهرجان عملاً بسياسته المعتمدة رسمياً عام 2007 لن يشارك بأي مقاطعات ثقافية من أي نوع من شأنها عرقلة حرية التعبير الشخصية مهما كان السبب".
وجاء كذلك في الجواب: "على مر الـ12 عاماً منذ انطلق المهرجان تلقت اللجنة القائمة عليه تمويلاً من عدة جهات مثل عدة حكومات ابتعثت مؤلفيها وكُتابها من عندها متكفلة بتكاليف سفرهم وغيرها، والأمر ينطبق على الدعم الذي تلقته لجنة مهرجان أصوات العالم لعام 2016. إن تنوع مصادر تمويلنا يضمن لنا حرية القرار في مضمون برامجنا، والدعم الحكومي للكُتاب والمؤلفين الدوليين لا يعني دعم سياسات تلك الحكومات ولا يمسّ بقرارات رابطة القلم التي تتبنى حرية التعبير".
وإثر هذا الرد سارعت ماريلين هاكر، التي تلقت جائزة فولكر التي تمنحها الرابطة لإبداعاتها في مجال الشعر فضلاً عن جائزة أخرى هي جائزة الرابطة للإبداع في الشعر المترجم، بقولها: "حتى لو عارضت الرابطة كل أشكال المقاطعات، ينبغي عليها أن تتبنى تطبيق سياسات ومعايير أخلاقية تحظر التعاون مع الجهات التي تخرق حقوق الإنسان خرقاً صارخاً، وبناء على ذلك وحده على رابطة PEN أن تلغي التعاون مع الحكومة الاسرائيلية".
من جهتها، قالت سارة إدكينز، المتحدثة باسم رابطة القلم الأميركية، إن الدعم والرعاية من السفارة الإسرائيلية "لا يغطيان نفقات المهرجان عامة"، بل "يغطيان فقط نفقات السفر التي سيتكبدها الكُتاب الإسرائيليون الذين وقع عليهم اختيار اللجنة للمشاركة".
وأضافت أن ذلك الدعم المالي قد ذهب لأجور ونفقات الطيران والإقامة الفندقية والمترجمين للكتاب الإسرائيليين.
وسبق أن شاركت السفارة الإسرائيلية بضع مرات في المهرجان منذ عام 2006، حيث أدرجت ضمن رعاة المهرجان جنباً إلى جنب مع حكومة أستراليا والمجلس الثقافي البريطاني British Council عام 2015.
وغداة حرب غزة عامي 2008 و2009 مُنِحت الخارجية الإسرائيلية مليوني دولار إضافية من أجل تحسين صورة إسرائيل حول العالم، فتحدث إلى صحيفة "نيويورك تايمز" آريه ميكيل الذي كان حينها نائب المدير العام للشؤون الثقافية بوزارة الخارجية الإسرائيلية، وقال: "سنقوم بابتعاث مؤلفين وكُتاب وروائيين مشهورين إلى الخارج للمشاركة في المعارض والعروض المسرحية وما إلى ذلك، فبهذه الطريقة يظهر وجه إسرائيل الأجمل ولا ينظر الجميع إلينا من منظار الحرب فقط".
وليست هذه المرة الأولى التي تطال الانتقادات فيها الرابطة الأميركية للقلم، بل لطالما انتقدته أفرع أخرى من هذه المنظمة التي تعنى بحرية تعبير المؤلفين، ففي 2015 احتج أكثر من 200 كاتب ومؤلف بعدما منحت جائزة حرية التعبير للمجلة الفرنسية الساخرة "شارلي إيبدو" غداة الاعتداء على مكاتبها مطلع ذاك العام.
وجاء في رسالة الاحتجاج تلك آنذاك أن رابطة القلم الأميركية باختيارها لـ"شارلي إيبدو" لتفوز بالجائزة تكون قد "أعطت قدراً وقيمةً للمواد العنصرية المشينة التي تؤجج مشاعر كراهية ومعاداة الإسلام ودول المغرب والعرب التي تملأ عالم دول الغرب أساساً".
- هذه المادة مترجمة بتصرف عن صحيفة The Guardian البريطانية. للاطلاع على النص الأصلي اضغط هنا.