لا تقارنوا لاعبيكم معهم7 أبريل 2016
جمال القاسمي
إذا ما اقتنع صاحب القرار مع المنتخبات والأندية في الدول الخليجية خاصة، أن لاعبهم الذي يعيش في المجتمع والبيئة الخليجية، يمكن أن يقدم ذات المردود الذي يقدمه اللاعب السوري والعراقي، فهو بذلك يشارك في تظليل نفسه وفي قرارات مفصلية كثيرة، ذلك أن المقارنة الصعبة والتي تتوقف على العديد من الأركان والمختلف من المعايير، لا يمكن أن تمنح صاحب القرار في الدول الخليجية لا الدقة المناسبة ولا حتى الموضوعية، ومن شأنها أن تتسبب في المزيد من القرارات المغلوطة التي لا تتوافق لا مع أهداف ولا مع طموحات.!
إن ما يمكن استثناؤه من حالات يمكن أن تظهر في أي من المنتخبات والاتحادات الخليجية، على مستوى المواهب التي تقدم نفسها كحالات نادرة، لا يمكن أن تكون التقييم الحقيقي للواقع والمضمون العام، ومن الصعب التوقف عندها على أن توضع بموجبها الخطط والاستراتيجيات، فهي ليست أكثر من حالة يمكن أن تظهر في مواسم، وتختفي أكثر منها في سنوات، وبالتالي الضروري الوقوف دائما على الصورة العامة التي تتكرر وتستمر، حتى يكون صاحب القرار في الاتحادات والأندية الخليجية أكثر دقة وموضوعية، ولا يذهب لتضليل نفسه بصور وحالات نادرة، لا يعرف مستقبلاً كيف ظهرت، أو حتى من أين جاءت.!
إن ما يقدمه اللاعب في سوريا والعراق تحديدًا وفي دولتين عربيتين من آسيا، إن كان على مستوى الموهبة، أو حتى التضحيات والكفاح والعطاء في المباريات، هو في النهاية مكونات خاصة بالمجتمع والبيئة في تلك الدولتين، وتم بناؤه على مجموعة من التفاصيل، من المؤكد أن ناتجها ان كان مع المنتخب أو الأندية، يكون مختلفا عن ناتج ومردود أي لاعب في أي من الدول الخليجية، لا يمكن بأي حال معادلته أو التكافؤ معه، في الوقت الذي يظل اللاعب في نفس البيئة والمجتمع، وتظل البيئة والمجتمع مثلما هي دون أي تغيير.!
من خلال الواقع الذي تابعناه وفي سنوات طويلة ماضية، وتجسدت من خلاله الصورة الحقيقية للاعب الذي يعيش في المجتمع الخليجي، وذلك الذي يتعامل مع واقع ومكونات مختلفة في سوريا والعراق، كان من المفترض ان تكون القناعة حاضرة مع اصحاب القرار في الاتحادات والاندية الخليجية، لتقييم اكثر دقة للاعبهم، بعيدا عن أية مطالبات أو اعتقادات إن اللاعب الذي يخضع لقراراهم يمكن أن يقدم نفس الأداء الذي يقدمه اللاعب السوري والعراقي، ذلك أن البقاء في نفس الدائرة والقناعات، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تقدم الجديد، ليس لهم وفقط، بل وحتى لمؤسساتهم التي دون شك ستظل في نفس المستوى من العقبات والتحديات الداخلية، ليست من أطراف خارجية.!
* نقلاً عن صحيفة الأيام البحرينية