19th July 2012
القرن الحادي والعشرون عصر النقود الافتراضية بامتياز
يتميز الكتاب بحرص المؤلف على الربط بين تطور دور النقود عبر التاريخ وبين صلة هذا التطور بحقيقة التحولات وجوهر المتغيرات التي طرأت على الحضارة البشرية وذلك منذ اكتشاف واستخدام النقود كوسيلة للتبادل السلعي والخدمي بدلا من أسلوب المقايضة المتخلف وكان ذلك كما يوضح الكتاب في مملكة «ليديا» الآسيوية القديمة منذ نحو 3 آلاف سنة.
وبعد ذلك ظلت النقود عاملا جوهريا في تطور مؤسسات التمويل والاقتصاد عبر العصور المختلفة ما بين الإقطاع الى الرأسمالية التجارية الى النظام الرأسمالي بشكله المتبلور، في إطار الثورة الصناعية التي اكتمل فيها نضج البنوك والبورصات وأسواق التعامل والمضاربة في الأوراق المالية من أسهم وسندات وصكوك، شكلت بدورها أدوات مالية موازية للنقود، التي كانت قد تحولت عبر مراحل تاريخية سبقت من العملات المعدنية المصكوكة نحاسا أو فضة أو ذهبا الى حيث سادت الأوراق النقدية (البنكنوت) .
ومن ثم جاءت أحدث المستجدات مع السنوات الاستهلالية من هذا القرن الحادي والعشرين على شكل النقود الإلكترونية التي تحولت بدورها من دنيا المعادن النفيسة أو الأوراق النقدية الى ما يشبه العالَم «الأثيري» أو النقود «الافتراضية» التي يتوقع لها مؤلف الكتاب أن تدخل بالبشرية في الفترة القريبة المقبلة عصرا جديدا يستوجب بدوره أفكارا وتعاملات ومؤسسات جديدة.
الدولار يحتضر، والين يحتضر أيضا.
هكذا يفتتح المؤلف سطور هذا الكتاب، وهو يشير بهذا الى أن الأزمة الاقتصادية التي ما برحت تنشب مخالبها في بنية هذا العالم، لا يمكن لأحد أن ينجو من عقابيلها، حتى ولو كان الحديث عن المارك، بوصفه العملة القوية المعتمدة عند الألمان.
على كل حال يرى المؤلف، وهو الباحث الأميركي «جاك رذرفورد»، أن النقود مهما تنوعت أسماؤها أو تباينت قيمتها الشرائية أو تأرجحت أوزانها في ترتيب العملات في عالمنا إلا أنها مازالت تمارس دور الهيمنة على مقاليد مجتمعاتنا.
يرى المؤلف أيضا أن هذا الدور الأساسي للنقود في الحضارة الإنسانية ظل قائما وفاعلا، وخاصة منذ عصر النهضة الرينسانس في أوروبا، الذي كان بشيرا بإرهاصات العصر الحديث.وفي هذا الإطار كان طبيعيا أن تزدهر صناعة الصيرفة، وأن يتعامل البشر مع مؤسسات استجدت بعد أيام العصور الوسطى، وحملت منذ تلك الفترة اسم «البنوك».
إلا أن هذه المؤسسات المالية العتيدة ما لبثت أن أصابتها حمّى الأزمة المالية، التي بدأت تطل بكآبتها منذ أواخر سنوات القرن العشرين، الى أن اكتملت عواملها السلبية كي تتحول الى أزمة مستحكمة خانقة وخاصة منذ عام 2008 وحتى اللحظة الزمانية الراهنة، حيث زادت فداحة خسائرها لتصل الى أحجام باتت تقدر بحجم البلايين من الدولارات.
وبحكم مكانة أميركا في عالمنا، فقد اختار مؤلفنا في الطروحات الاستهلالية من هذا الكتاب أن يسلط الأضواء على «الحالة» الأميركية موضحا أن الولايات المتحدة مازالت تعاني مشكلات الديْن الداخلي (القومي) المطرد الارتفاع، وما برحت تكابد النتائج الناجمة عن اختلالات عديدة أصابت الميزان التجاري الذي مازال يواصل اختلاله في مضمار الاستيراد والتصدير، ولصالح الطرف الصيني على وجه الخصوص، هذا فضلا عن مشاكل يصفها المؤلف بأنها «نوبات» فادحة من التضخم وانخفاض مشهود وطويل الأجل أيضا في قيمة الدولار الذي ظل يتمتع بموقع القيادة أو الصدارة بين عملات عالمنا، وخاصة منذ أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها عند منتصف عقد الأربعينات من القرن الماضي.
في ضوء هذا كله، قرر مؤلفنا أن يطرح كتابه وقوامه 18 فصلا صاغها بإيجاز فكري مشهود، خاصة وأن مادة كتابنا تعمد الى تقصّي تاريخ ومسار النقود بوصفها أداة المعاملات الأساسية في المجتمع البشري.
ثلاثة أجيال
من هنا يقسم المؤلف تلك الحقبة الزمنية التي عاشتها النقود في حياتنا الى ثلاثة أجيال:
* الجيل الأول
هو ذلك الذي شهد «اختراع» العملة النقدية في مملكة «ليديا» الآسيوية منذ 3 آلاف سنة أو نحوها وهو ما أفضى في رأي مؤلفنا الى نشوء «أول نظام للأسواق الحرة والمفتوحة»، وقد أدى هذا بدوره الى قيام منظومة ثقافية ومعرفية واتصالية فريدة عرفها المؤرخون تحت الوصف التالي: الحضارات الكلاسيكية (القديمة العريقة) في منطقة البحر الأبيض المتوسط. والحاصل أن انتقلت هذه المنظومة السوقية من البحر المتوسط الى سائر أنحاء العالم.
* الجيل الثاني
هو جيل النقود والعملات الذي ساد ابتداء من عصر النهضة الأوروبية وما ارتبط بها من انهيار نظام الإقطاع القديم وبزوغ حقبة الرأسمالية التجارية الميركانتيلية كما يسمونها أحيانا وصولا الى الحقبة الأحدث والأخطر، تلك التي شهدت الانفلات التقني الذي حمل بدوره اسم «الثورة الصناعية» وهو ما أدى كذلك الى قيام النظام الرأسمالي بشكله المتبلور وقوانين حركته المعروفة على نحو ما جسدته تنظيرات أكبر مفكري هذه السوق الحرة وهذا النظام الرأسمالي وهو «آدم سميث» في كتابه الأشهر الصادر عام 1776 بعنوان «ثروة الأمم».
في سياق الحقبة المذكورة، يتابع مؤلف كتابنا كيف أدى هذا كله الى نشوء المؤسسة البنكية الحديثة في ربوع إيطاليا أولا، وخاصة على يد تجار مدينة البندقية ومدينة جنوه وعلاقاتهما التجارية استيرادا وتصديرا مع دول غرب وجنوب وشرق آسيا وخاصة بواسطة «طريق الحرير» الشهير.
وفي هذا السياق كان لابد وأن تتحول النقود من حيز العملات المسبوكة أو المصكوكة من المعادن الكريمة النفيسة بالذات الى حيث أضيفت ظاهرة النقود الورقية المرتبطة بالمصارف كي تحمل بداهة لقب مذكرة أو صك بمعنى وثيقة البنك أو البانكنوت.
يقول المؤلف في هذا الخصوص: لقد جاء اختراع الصيرفة وما ارتبط بها من التوصل الى نظام النقود الورقية ليمثل معول التدمير للنظام الاقطاعي القديم (الذي طالما ساد في ربوع أوروبا خلال حقبة العصور الوسطى وما تلاها من فترات زمنية) وليقضي تماما من ثم على أساليب المقايضة أو المبادلة بين السلع أو الخدمات.
وأدى ذلك بالتالي يضيف المؤلف الى تغير جذري طرأ على أسس القدرة أو القوة الاقتصادية من الحرص القديم على امتلاك الأرض بوصفها رأس الأصول الاقتصادية الى حيث أصبح المعمول به، ولا يزال، هو الحرص على امتلاك أو اقتناء الأسهم والسندات والشركات والمؤسسات التي تتعامل في هذه الصكوك، وهي الأوراق المالية كما يسمونها في زماننا.
* أما عن الجيل الثالث
من أساليب التعامل مع النقود فيؤكد المؤلف أنه ابن شرعي لتطور الأحوال مع السنوات الأولى من هذا القرن الحادي والعشرين: تلك هي حقبة «النقود الالكترونية» كما يسميها مؤلف هذا الكتاب، وهي الحقبة التي يراها كفيلة بحدوث تغييرات جذرية من شأنها أن يستمر تأثيرها في بنية وتعاملات المجتمع البشري في الحاضر وفي المستقبل، وبحيث تخلّف مؤثراتها العميقة على هذا المجتمع بل وعلى سلوكيات أفراده، تماما على نحو ما حدث بالنسبة لما فعل الجيلان الأول والثاني في هذا المضمار.
عن النقود الالكترونية يقول المؤلف:
هذه «النقود المستجدة» سوف تؤدي الى تغييرات كاسحة في النظم السياسية، وفي تنظيم وإنشاء المشاريع التجارية بل وفي طبيعة نظام الطبقات في أي مجتمع معاصر.ثم نلاحظ من جانبنا أن المؤلف يعمد الى إطلاق تسمية نراها دقيقة وبليغة على هذه النقود، الالكترونية المستجدة في حياتنا حين يقول: إنها النقود، الافتراضية.
وهي جديرة بأن تطرح صياغتها الفريدة الخاصة للحضارة، بحيث تكون مختلفة عن الحضارة التي عهدناها في هذا العالم الحديث، تماما كما جاء العالم الحديث نفسه مختلفا كل الاختلاف عن عالم قدامى شعوب الأزتك في الأميركيتين أو قدامى شعوب الفايكنغ من أهل الشمال النورديين في القارة الأوروبية.
عن النقود وأهميتها
لكل هذا يحرص المؤلف على تأكيد الأهمية المحورية التي ما برحت النقود تمثلها في حياة الإنسان المعاصر، تماما كما سبق ومثّلتها في ماضي الإنسان على اختلاف الثقافات والحضارات.
وفي هذا السياق يستشهد المؤلف بعبارة بالغة الدلالة أدلت بها يوما الكاتبة الأميركية «غرترود شتاين» (1874-1946) حين قالت: النقود هي الشيء (الوحيد) الذي يميّز الإنسان عن الحيوانات.
في هذا الصدد يحاول كتابنا تفسير هذه المقولة موضحا أن النقود، بالأدق اكتشاف النقود كوسيلة لتبادل السلع والخدمات، جاء ليحدث تغييرا في هيكل وأساليب الحياة في الحضارات القديمة.وقد يتجسد هذا التغيير في خطوة جذرية نقلت المجتمع من قصر «الحكم» كمحور للاهتمام الى ساحة «السوق» كموئل للتواصل والتفاعل بين الناس ويرى المؤلف أن هذه النقلة الى السوق أفادت في التبشير بأفكار جديدة والتحاور بشأن دعوات وعقائد جديدة، وأن هذه الأفكار والدعوات والعقائد حملت منذ سنوات الميلاد الأولى عنوان الديانة المسيحية، وبمعنى أن دخول النقود حياة الناس، وبروز السوق كمحور جوهري في المجتمع الإنساني كان له الأثر الكبير وقتها في نشر الدعوة الجديدة للتصديق برسالة جاء بها المسيح عليه السلام.
وسواء اتفقنا أم اختلفنا مع ما يذهب إليه مؤلف هذا الكتاب، إلا أننا نتفق من واقع تاريخ العصور العربية الأولى على أن الاسواق كان لها دورها الرائد والمهم في حياة العرب حتى قبل الإسلام، وكان أشهرها، كما هو معروف، سوق عكاظ وسوق ذي المجاز وسوق المربد حيث كان اكتشاف نوابغ الشعراء وأبلغ الخطباء وصفوة المبدعين في ذلك الزمن البعيد.
نيرون أول الغشاشين
وبمناسبة تلك العصور البعيدة، يسجل لنا المؤلف كيف تم ارتكاب أول جرائم الغش المالي من خلال تزييف العملة. ويؤكد على أن أول من اقترف هذه الجريمة لم يكن سوى الإمبراطور «نيرون» إياه عاهل روما القديمة الذي عمد في عام 64 ميلادية الى التدليس على جماهير شعبه حين أمر بإنقاص مثقال الذهب والفضة في وزن العملة المعدنية.
يومها أمر نيرون بجمع العملات من الأسواق والخزائن ثم أعاد طرحها بعد تقليل أحجارها النفيسة الكريمة، ولم تشفع له صورته التي لم ينس أن يثبتها على ظاهر كل عملة إمعانا في خداع المتعاملين، ورغم أن عهد نيرون إياه انقضى الى غير رجعة على وهج الحريق الذي أشعله في جنبات عاصمة الإمبراطورية الرومانية، إلا أن «نيرون» سّن بذلك قاعدة سيئة.حين عمد كثير من خلفائه من أباطرة الرومان الى خدعة إنقاص وزن الذهب أو الفضة نفسها في عملات الإمبراطورية، وخاصة حين يتهدد النضوب أو الإفلاس خزائن الدولة الامبراطورية بجلالة قدرها.
يبقى ذلك البعد الانفعالي الشعوري أو العاطفي الذي ظل يرتبط عبر العصور بالنقود رغم كل ما طرأ عليها كما توضح فصول هذا الكتاب من تغييرات وتحولات على مدار الثلاثة آلاف سنة السابقة، بحيث بدأت كما يقول المؤلف من السبائك الذهبية والمصكوكات الفضية والعملات النحاسية.
ثم ورق البنكنوت ومنها الى عالم الأرقام (الديجيتال) المصمتة في دفاتر الحسابات المصرفية أو على شكل رموز مودعة في قوائم وتشكيلات شرائح السيليكون المستخدمة في التعامل الالكتروني الذي يوشك في زماننا الراهن أن يتحول بالنقود من عالم المادة الى عالم الأثير.على مدار كل هذه المراحل من تاريخ التعاملات البشرية كانت النقود محورا للفرح والحزن، التآلف والصراع، التوافق والنزاع، الطموح الى حد الشره، أو الارتياح الى حد الرضا بالرزق والمقسوم.
زمن النقود الافتراضية
والنقود في هذا كله هي التي توجد المنشآت أو المؤسسات المسؤولة عن التعامل معها، فقد أوجدت المصارف العائلية في مدينة البندقية واختلقت نظيرات لها في جوجارات الهندية التي كان يفضي إليها طريق التجارة من شواطئ أوروبا المتوسطية الى تلك الأصقاع الآسيوية قرب نهايات طريق الحرير الشهير، كما أنها أبدعت النوعيات الأحدث من المؤسسات النقدية والمالية وهي البنوك كما عرفها عالمنا منذ العصر الحديث.
ومعها كان لابد من إنشاء البورصات وأسواق التبادل والمضاربة ومؤسسات التعامل في الأوراق المالية التي مازال بإمكانها أن تسقط حكومات وأن ترفع شأن هذا النظام الحاكم أو تنال من سمعة ذلك النظام، وهي في هذا كله تشكل في التحليل الأخير ترمومتراً يقيس عافية المجتمع واقتصاده من خلال رصد ايقاعات نبضه ودقات قلبه على نحو ما يحدث مثلا في دوائر «وول ستريت» في نيويورك وما يماثلها من ساحات ومؤسسات في شرق عالمنا وغربه على السواء.قوة النقود
وربما نلاحظ في هذا الخصوص مدى تحمس المؤلف الى ما يصفه بأنه «قوة النقود» ولاسيما في عالم اليوم الذي تطورت فيه أدوارها الى حيث المجال الالكتروني عبر استخدامات الحاسوب والشبكة العنكبوتية وفي إطار قرية يصغر حجمها كل يوم ومازالت تحمل اسم «العالم» الذي نعيش فيه، هنالك يتصور المؤلف أن ثمة أجيالا سوف تجد طريقها الى ساحة النفوذ وتشكيل مسارات الأمور في هذه القرية العولمية التي تحدق بها الشبكة العنكبوتية الكوكبية من كل حدب وصوب.
وفي هذا السياق بالذات يختتم المؤلف مقولات كتابه بسطور يقول فيها:
إن الثورة الالكترونية الراهنة في عالم النقود تبشر بأنها ستؤدي الى المزيد من دور النقود في حياتنا العامة والخاصة على السواء، وبما يتجاوز أواصر القرابة ووشائج العقائد وعلاقات المهنة أو المواطَنة وبحيث يصبح هذا كله عنوانا لحياتنا في ما يأتي من أيام، ولدرجة يجوز معها القول اننا نقف الآن عند فجر «عصر النقود».
وقد نبادر الى تعليق ختامي نقول فيه: إن علينا مع هذا كله أن نظل في حال من اليقظة كي لا يتحول «عصر النقود» الى حقبة لا يسمع فيها صوت غير رنين العملات أو حفيف أوراق المليارات، فالنقود مهمة لا شك ولكن ينبغي أن يظل الأهم متمثلا في استمرار تأثير القيم والأخلاق والشيم والمثل العليا كي تشكل المحور الأسمى في حياة الإنسان.
المؤلف في سطور
قبل تقاعده، عمل البروفيسور «جاك رذرفورد» أستاذا للأنثروبولوجيا في جامعة «مينسوتا» بالولايات المتحدة. وكان قد خدم في الجيش الأميركي ودرس العلوم السياسية وعلم الاجتماع الى أن حصل على الماجستير والدكتوراه من جامعة «سان دييغو» بكاليفورنيا في علم الأجناس ثم استكمل دراسات ما بعد الدكتوراه في علم السياسة بجامعة «ديوك» المرموقة بالولايات المتحدة ومازالت تحرص وسائل الإعلام المسموع والمرئي في أميركا على استضافته في العديد من البرامج والأحاديث الحوارية.
وبحكم دراساته الانثربولوجية حرص البروفيسور «رذرفورد» على العمل العلمي الميداني وخاصة في حوض نهر الأمازون في بوليفيا بأميركا اللاتينية حيث استقى جانبا كبيرا من مادة كتابه الذي وضعه عن سكان الأميركيتين الأصليين بعنوان:
«عطاء الهنود: كيف غيّر هنود الأميركيتين العالم»، كما زار منغوليا في وسط آسيا لجمع وتحقيق مادة كتابه المهم الآخر الذي اختار له عنوانا هو: «جنكيز خان وتشكيل العالم الحديث».
واتسمت زياراته لكل من أميركا الجنوبية ولآسيا الوسطى بأنها تمت ضمن مجموعات من العلماء الاختصاصيين في تاريخ وأحوال تلك المناطق التي تعد بعيدة نسبيا عن محور اهتمامات العالم. وبفضل هذه الاهتمامات منحته دولة منغوليا أرفع أوسمتها الرسمية في عام 2012 كما حصل على أكثر من ميدالية وتكريم في أميركا كان في مقدمتها جائزة الرابطة الأميركية للعلوم الانثربولوجية.
عدد الصفحات: 288 صفحة
تأليف: جاك رذرفورد
عرض ومناقشة: محمد الخولي
الناشر: راندوم هاوس- نيويورك-2012