نبذة تاريخية عن اكتشاف عنصر الألمنيوم..
المعدن الأكثر وفرة في القشرة الأرضية، الألمنيوم، والذي يتحد بسهولة مع عناصر أخرى ليُشكل مركبات مثل أكسيد الألمنيوم أو كبريتات الألمنيوم والبوتاسيوم، حيث تُشير التقديرات إلى أن كل كليو غرام من القشرة الأرضية يحتوي على 82.3 غرام ألمنيوم. ولم يتواجد الألمنيوم كعنصر معزول بمفرده إلا في عام 1825م عندما قام العالم الدنماركي “هانز كريستيان أورستد” بعزل العنصر على حدة وإنتاج كميات قليلة منه.
ومع حلول عام 1845م، قام كيميائي ألماني يدعى “فريدريك وولر” بإنتاج كميات كافية من عنصر الألمنيوم للدراسة. وفي عام 1854م، قام الكيميائي الفرنسي “هنري سانت اتيان كلير” بتحسين طريقة العالم “وولر” وتطوير إنتاج العنصر، وكانت الطريقة باهظة الثمن حتى أنها كانت كانت أغلى من إنتاج الذهب.
وقام كلا العالمين الكيميائيين “تشارلز هيرولت” و “مارتن هول” عام 1886م بإدخال تحسينات أخرى على عملية عزل عنصر الألمنيوم، وفي نهاية عام 1888م، أصبح الحصول على عنصر الألمنيوم أكثر سهولة بفضل التطور في عمليات عزله الكيميائية من البوكسيت، كما أصبح عزله سهلا من مركب أكسيد الألمنيوم.
هذا التطور أدى إلى انخفاض كبير في تكاليف الألمنيوم، ما شجع العالم “تشارلز مارتن” على افتتاح شركة الألمنيوم الأمريكية (ألكوا) لإنتاج خط ألمنيوم خام. وبلغ الإنتاج اليومي قرابة 41 ألف كغم من العنصر. وبحلول عام 1910م، تم افتتاح أول مصنع لتصنيع وإنتاج رقائق الألمنيوم في سويسرا.
أما اليوم، فأصبحت مصانع إنتاج ورق الألمنيوم منتشرة بشكل كبير في مناطق واسعة من البلاد، خاصة مع الانخفاض الكبير في أسعار العنصر الخام وقدرة الحصول عليه بسهولة. ولعل الملاحظ في إنتاج أوراق الألمنيوم أنها لامعة من جانب واحد فقط، فلماذا يختلف كلا الوجهين لورق الألمنيوم عن بعضهما البعض في اللمعان؟
ليش يظهر أحد جانبي ورق الألمنيوم لامع والثاني غير لامع؟
تُعرف هذه العملية بـ “عملية باير”، فبعد الحصول على الألمنيوم المصهور النقي من أكسيد الألمنيوم، يتم وضع العنصر في الفرن مع إضافة كميات قليلة من عناصر أخرى، (حيث يتكون المنتج النهائي في النهاية من 99.8% أو 99.9% من الألمنيوم والباقي العناصر الأخرى).
بعد ذلك، يتم سكب السائل في أجهزة تبريد، حيث يُبرد السائل على ألوح كبيرة تُسمى “السبائك”، ثم يتم معالجة كل سبيكة بالحرارة ثم تُلف على شكل أسطواني. يتم إرسال اللفات الأسطوانية عبر المزيد من البكرات التي تعمل على تقليل سماكة الورقة الواحدة حتى تصل إلى السماكة المطلوبة.
أما عن السبب بكون أحد الوجهين لامع والآخر معتم، فذلك بسبب أنه وخلال عملية ترقيق ورق الألمنيوم عند تصنيعه، يتطلب لصق ورقتين معا بسبب رقة الورقة الواحدة، وخلال عملية الترقيق، يمس أحد جانبي الورقة الآلات والبكرات التي تجعل من الورقة لامعة في النهاية، أما الوجه الآخر الملاصق لأسطوانات ورق الألمنيوم فإنه يبقى غير لامع.