بغداد/سكاي برس:

تتوالى الأزمات على قطاع السياحة في مصر، منذ عام 2011، وبشكل أكثر تعقيداً منذ حادث تحطم الطائرة الروسية فوق شمال سيناء نهاية تشرين الأول/أكتوبر الماضي، ثم تصاعد أزمة الدولار التي أثرت على السوق المصري، ومن ضمنه تعاملات شركات خطوط الطيران الأجنبية، ونهايةً بحادث اختطاف الطائرة المصرية في قبرص، الأسبوع الماضي، حسبما يصف العاملون في مجال السياحة بمصر.

الحكومة المصرية ترى الحل في التوّجه للسياحة الداخلية، بينما تنتقد شركات السياحة تلك الاستراتيجية، لأنها "في الوقت الذي تجبر فيه الفنادق على تخفيض أسعارها وبالتالي تخفيض جودة الخدمة، فشلت في تحقيق نسبة إشغال عالية، ولا تزال معظم الفنادق خالية"، حسبما أوضحت ماهيناز الحسيني، مدير قسم السياحة الداخلية في أحد شركات السياحة المصرية.

وكانت هيئة تنشيط السياحة، التابعة لوزارة السياحة المصرية، أطلقت عقب حادث الطائرة الروسية، وإعلان روسيا، التي ترسل العدد الأكبر من السائحين إلى مصر، إيقاف رحلاتها الجوية من وإلى مصر، مبادرة "مصر في قلوبنا"، لتشجيع المصريين على السياحة الداخلية، عن طريق تخفيض تكاليف السفر.

مدير عام شركة مصر للسياحة الحكومية، هناء حامد، أوضحت لـ"سبوتنيك"، أن المبادرة لم تحل الأزمة الأكبر المترتبة على تراجع حركة السياحة، وهي إدخال العملة الصعبة إلى البلاد، لأن المبادرة تستهدف المصريين، "ولكنها على الأقل ضمنت استمرار الفنادق بالمناطق السياحة في العمل، وعدم إغلاق أبوابها".

وأشارت حامد إلى "تبني وزارة السياحة المصرية لسياسات تستهدف الأسواق الآسيوية، واجتذاب السائحين من الصين والهند واليابان، وغيرها من الدول الآسيوية، إلا أنه لم تتخذ بعد خطوات عملية في هذه الاتجاه"، معربةً عن أسفها لاستمرار تعليق روسيا لنشاطها السياحي مع مصر، ووصفته بأنه قرار "سياسي، يكمن حله في تحسين الصورة الخاطئة المنتشرة عن مصر عالمياً".

كما اتهمت الحسيني هيئة تنشيط السياحة بالتأخر في سداد مستحقات شركات السياحة الخاصة التي تعاونت معها في إطار مبادرة "مصر في قلوبنا"، الأمر الذي "ينذر بمشكلة كبيرة في قطاع السياحة الداخلية، وهو ملاذنا الأخير، في المستقبل القريب".

من جانبه رأى مدير إدارة التدريب في شركة مصر للطيران، محمد عفيفي، أنه على قطاع السياحة في مصر أن "يعتاد الأزمات، والعمل في أضيق الحدود، لأنه يبدو أن تلك الأزمات لن تُحل قريباً"، وأضاف "يجب أن نبدأ في تخفيض أسعار الحجوزات، واستغلال فترة تراجع السوق لتدريب العاملين، وزيادة التنسيق ما بين القطاعات".

وأعلن مدير عام شركة "أماديوس — مصر" الدولية للحلول التكنولوجية للشركات السياحية، خالد جاد، أنه بالرغم من تراجع حركة السياحة في مصر في السنوات الأخيرة، إلا أن الأعمال في قطاع تكنولوجيا السياحة زادت، خلال عام 2015، بنسبة 10 %، عمّا كانت عليه عام 2014.

جاء ذلك في المؤتمر السنوي الذي تعقده "أماديوس — مصر"، بحضور شركات السياحة المحلية والدولية، وممثلي خطوط الطيران العالمية.

ودعا جاد، في كلمته أمام المؤتمر، الشركات العاملة في قطاع السياحة إلى الاستثمار في مجال التكنولوجيا والتدريب "لنكون جاهزين حين تعود سوق السياحة للعمل"، مؤكداً أن مستقبل حركة السياحة العالمية يتوجّه نحو التكنولوجيا، عبر مواقع الحجز عن طريق الإنترنت، وتطبيقات خدمات الطيران والإقامة.

وأصدرت وزارة السياحة المصرية، نهاية آذار/مارس الماضي، إحصائية كشفت فيها عن تراجع أعداد السائحين الوافدين إليها خلال شهر شباط/فبراير الماضي بنسبة 46 %، مقارنةً بالشهر نفسه من عام 2015، كما يُعد شباط/فبراير الماضي، الأسوأ بين نظرائه في السنوات العشر الأخيرة.

وانخفض عدد السائحين في مصر من 14.7 مليون سائح عام 2010 إلى 6.06 مليون سائح عام 2015، بحسب وزارة السياحة، التي حددت نسبة السائحين الروس بـ31 % من مجمل السائحين الذين تستقبلهم مصر سنوياً.