العباءة الاسلامية :-
موضوع أخذ الكثير من النقد بالسلب والإيجاب في مختلف تفرعاته كما يراها البعض ، حتى أُستهلك محتواه ، فلما الخوض به مجدداً ! ولكن الأمر وإن طال طرحه وكثر الى مستوى الملل من غير نتيجة ما ، فأنه لا يزال مطروحاً .
أضيفوا لذلك أختلاف الطرح هنا وبساطته كبساطة صاحبه والدعوة المباشرة لأصلاح الأمور المتعلقة به ، بلا فلسفة أو زخرفة تضيع جوهر الموضوع .
العباءة الأسلامية ( كما يسمونها ) ؛ ما هو أنعكاسها بالشارع العراقي - على أقل تحديد - وما مدى صلتها أو تطبيقها لذلك المُسمى الذي أُطلق عليها ؟
وماذا حلل البعض ( كما سمعت منهم ) لمصدرها وأسباب تواجدها .. ؟ فلـ نقرءه معـاً :
العباءة والمسماة بالإسلامية والتي تلتصق بجسد المراءة ، لتوضح مفاتنه ، حتى يصل الأمر الى أنك تستطيع تقدير وزن المراءة المرتدية لتلك العباءة ، بل تستطيع حتى تقدير قياساتها الخاصة - هل ذلك مضحك ! أم مقزز ! أم تراه غير مناسب لذكره هنا !
ولكن تمهل .. وأكمل القراءة لتعرف الغاية من ذلك الطرح .
دائماً ما تكون الأمور المُهلكة ، شبه مضحكة أو مقززة في بعض الأحيان ، لذلك قالوا شر البلية ما يضحك . ولكن لا يكفي الضحك هنا ، أو النظر بسلبية والوقوف جانباً بصمت ، بل يحتاج الأمر لأكثر من ذلك .
ما هو تحليل البعض ( كما قلت لكم بأني سمعته ) بخصوص ذلك ؟
- العباءة اللاأسلامية هي من صناعة اليهود ، لضرب ألأسلام من خلال جهة ضعيفة ( ويقصد المراءة ) وبالتالي تشويه الدين الأسلامي وجره الى الشهوات من خلال التقليد لذلك اللباس المصبوغ بصبغة أسلامية .
- قرأتم ذلك ؟ طيب تعالوا نناقش ذلك المحلل ( وهو رأي لأكثر من شخصية بارزة في مجتمعنا ) ويمكن مناقشة ذلك من عدة جهات :
الأمر الأول :
_________
لقد صنع اليهود أشياء أكثر أهمية من تلك العباءة ( لو أفترضنا صحة التحليل ! ) فلماذا لا نقلدهم بما هو أكثر أهمية من ذلك ! كالصناعة في مختلف المجالات والتطور في مجالات أوسع ! والذي هو واقع ملموس ، مع الأحتفاظ طبعاً بموقفنا منهم ، كونهم أعداء ، ولكن ذلك لا يمنع من أخذ العلم منهم ولو بشكل غير مباشر .
الأمر الثاني :
__________
ليس اليهود بهذه السذاجة ( وأقصد الحكومات منها ) ليقوموا بضرب ألأسلام من خلال عباءة - ربما هو أمر مقبول لو أنطوى تحت مسمى الجنس ، ولكن بات ذلك الموضوع ( الجنس ) أكثر تطوراً وعمقاً مما نتصور ، ربما هو أشبه بالماء الذي يسيل تحت ( التبن ) فلا يُرى ! رغم وجوده أو تواجده بالاصح لأنه مستحدث ومُصطنع ، وإن قدم تأريخه . فيجب الالتفات الى ذلك وغيره ، فالعدو أكثر مكراً وأوسع حيلة ، ونحن أقل حرصاً وأضعف حصانة .
الأمر الثالث ؛
_________
من الذي أخبرك يا صديقي بأن المرأة جهة ضعيفة ! رغم أنك تلبس لباس ألأسلام ولكن ما أبعدك عن جوهره الحقيقي !
المراءة نصف مجتمعك ، وبأمرٍ من الله وشهادة نبيه ، كما أنها لاتقل أهمية عن الرجل في تكوين الصورة الصحيحة والجميلة عن الدين الأسلامي ، ولها باع طويل في ذلك ، والمسميات كثر سواء كقصص أو شخصيات ، لا يسع المقال ذكرها هنا .
الأمر الرابع ؛
_________
هل تعتقد أو يعتقد القارىء بأن الأمر مناط بالتقليد ؟ بشكل أبسط : هل العيب هو في العباءة ! في وجودها !
أم العيب في مرتديها ! هل العيب في النبتة ( والتي لم تُسقى ماءاً ) بأنها أمست ميتة ! هل العيب في الشمس حين لا تراها لأنك تحت سقف ما !
هذه الأمر ( الرابع ) سأترك أجوبة تساؤلاته - الشبه واضحة لكم ، بينكم وبين أنفسكم ، أجيبوها - لتروا كم نحن مقصرون بحق ديننا ، وأن العيب لو وجد ( وهو متواتر ) ليس في ديننا - مطلقاً - ولكن في الناطقين بأسمه ، مع شديد الأسف ، أضافة لمن هم أسوء ! هؤلاء المُقدسين لهم ، فتعساً لمن باع آخرته بدنيـا غيره .
والحمد لله الذي أنعم علينا بنور البصر والبصيرة .
أخوكم الفقير : جواد الزهيراوي .