في 2015، شهد العالم زخمًا كبيرًا للعمل المناخي، توج باتفاقية تاريخية في ديسمبر لخفض انبعاثات الكربون واحتواء ظاهرة الاحتباس الحراري. لقد كانت أيضا سنة من التحولات المستمرة في قطاع الطاقة. لأول مرة في التاريخ، يتم اعتماد هدف عالمي للتنمية المستدامة، يخص فقط الطاقة ويستهدف الولوج إلى طاقة: بأسعار معقولة، يعتمد عليها (تغطي الطلب)، مستدامة، حديثة ومتاحة للجميع.
ولتحويل هذا الهدف إلى حقيقة من خلال التخفيف من الآثار المؤلمة للتغير المناخي، مزيد من البلدان يرفعون حدة معركتهم ويمضون قدمًا على طريق الطاقة الشمسية، والطاقة الريحية، والطاقة الحرارية الأرضية وغيرها من مصادر الطاقات المتجددة. ونحن نستهل 2016 هذه القصص من مختلف أنحاء العالم تقدم لنا نكهة عن كيفية قيادة المسيرة نحو مستقبل صديق للمناخ.
1- المغرب
المغرب آخذ في الصعود ليكون “قوة عظمى في الطاقة الشمسية” على حافة الصحراء، أكبر مستورد للطاقة في الشرق الأوسط نجح بالفعل في بناء واحدة من أكبر حقول الطاقة الشمسية المركزة في العالم. مجمع “نور 1” للطاقة (المشيد بمدينة ورزازات)، سينتج طاقة كافية لأكثر من مليون مغربي وسيقلل من الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية (الطاقات الأحفورية: النفط والغاز خصوصًا) بنسبة 2.5 مليون طن من النفط.
الصورة من صفحة مؤسسة السلام الأخضر Green Peace
2- بنغلاديش
في بنغلاديش، عدد المنازل التي تعمل بالطاقة الشمسية يرتفع، بشكل يجعلها أسرع انتشار في العالم للطاقة الشمسية. حوالي 3.5 مليون منزل أو ما يعادل 18 مليون مواطن بنغلاديشي الآن لديهم الكهرباء بفضل الأنظمة المنزلية التي تعتمد على طاقة الشمس. وهذا يعني إنه إلى جانب خفض انبعاث الكربون، فإن هذه النظم ستساعد الأطفال في المنزل، وستجعل الأمر أكثر أمانًا للنساء للتنقل ليلًا، وستساعد العائلات على التوصل بالتحويلات المالية بسهولة أكثر، كما ستساعد أشخاصًا أكثر للحصول على الوظائف.
3- الصين
الصين بصدد تحويل 800 مدرسة تعليم أولي ومتوسط إلى “مدراس شمس مشرقة”. بمجرد اكتمال هذا المشروع ستغطى أسطح المدارس بألواح شمسية ستنتج 100 ميغاواط موجهة للفصول لفائدة المعلمين والطلبة، مما يعبد الطريق نحو سماء أكثر زرقة وهواء صحي أكثر لفائدة السكان المحليين ومزيد من الوعي حول البيئة في القلوب والعقول الشابة. وهذا سوف يساعد على دعم جهود الصين لزيادة الإقبال على الطاقات المتجددة وبلوغ أهدافها المناخية الطموحة التي وضعتها في قمة المناخ الأخيرة COP21.
برنامج مدارس الشمس المشرقة بالصين…
4- المكسيك
جهود المكسيك لترويج إضاءة منزلية أكثر فعالية تتم على مستوى البلاد كاملة. لقد استطاعت البلاد بلوغ انجاز كبير في مستوى الكفاءة الطاقية وذلك بتوزيع أكثر من 23 مليون مصباح كهربائي اقتصادي (موفر للكهرباء) مجانا. أكثر من 5.5 مليون عائلة مكسيكية تستخدم الآن المصابيح الموفرة للطاقة. وهذا ساعد هذه العائلات على توفير 18% من فواتير الكهرباء، كما ساعد على الحد من انبعاث ثاني اوكسيد الكربون CO2 بمقدار 1.4 مليون طن سنويا.
5- تنزانيا
تمتلك تنزانيا إمكانات ضخمة في مجال الطاقة الشمسية والريحية، حسب دراسة خرائطية للطاقة أجريت في 12 بلدًا. خلصت الدراسة إلى أن البلاد لديها مصادر للطاقة الشمسية تعادل اسبانيا وإمكانياتها في طاقة الرياح تتجاوز تلك التي تمتلكها ولاية كاليفورنيا. ما الذي يعنيه هذا بالنسبة لأولئك الذين يجدون صعوبة في الولوج إلى الطاقة في تنزانيا؟ قصة النجاح الأهم هي أن مئات من نقاط ضح المياه القروية سوف تعمل بالطاقة الشمسية قريبًا، مما سيجعل أسعار المياه معقولة بالنسبة للمزارعين للعمل وللحفاظ على أنظمة الري القروية.
6- تركيا
تمكنت تركيا من بلوغ نمو كبير للطاقات المتجددة في السنوات الأخيرة. منذ 2001، تزود البلاد القطاع الخاص ب 16 ألف ميغاوط من طاقات المياه والرياح والطاقة الحرارية الأرضية ومصادر أخرى من الطاقة المتجددة، اليوم استثمارات خاصة تستمر في الدخول إلى تركيا لدفع القطاع الطاقي نحو العصرنة مدعومة من طرف صندوق التكنولوجيا النظيفة، القطاع الخاص ومشاريع النجاعة الطاقية الممولة من طرف البنك الأوروبي، مؤسسة المالية الدولية والبنك الدولي مما يساعد على تجنب انبعاث ثاني اوكسيد الكربون بما يقدر ب 5 ملايين طن سنويا.
نتائج مماثلة تتحقق في الهند، كينيا، منغوليا ودول أخرى عديدة حول العالم. الآن حيث الاتفاق المناخي مازال يتردد في الأذهان، حان الوقت للدول لترفع إيقاع العمل لجعل نموها الاقتصادي أكثر استدامة ومتلائما بشكل كامل مع المناخ.
المصدر
www.weforum.org