قال الشاعر
تواضع تكن كالبدر لاح لناظر.
على صفحات الماء وهورفيع
التواضع... ما اجلها من نعمة خص الله بها كبار النفوس!
يالكرم النفوس المتواضعه! كم تتعلق فيها القلوب؛ وتسمع لها
الأذان وتسعد بها المجالس.
المتواضع يأبى ان يظهر بين الناس على غير حقيقته.. فلا
يخجل بفقره بين الأثرياء ولابضعفه بين الأقوياء...
وإن كان على شيء من العلم والثروة والقوة...
ماتفاخر بذلك بين الجهلاء و الفقراء والضعفاء.
المتواضع مثل الشجرة الحانية بأغصانها...
دانية بقطوفها وارفة الظلال؛ أليس التواضع صفة
الانبياء؟بلى وربي إذن استمع لرب العباد
قال تعالى(ولو كنت فظآ غليظ القلب لانفضوا من حولك)
أليس الماء ينساب بهدوء ومن غير ضجيج ولا غرور ليسقي
الحقول والمروج؟ أنظر الى هذا التواضع!
قال الشاعر كن كالنخيل عن الاحقاد مرتفعآ.
يرمى بصخر ويرمي بأطيب الثمر
ومن هذه الشواهد المعبره عن تواضع الطبيعه نجد الغصون
الحامله للثمار اليانعه اخفض من سواها....
التواضع صفه مميزه لكبار المصلحين والقادة والفلاسفه
والعلماء على مدار التأريخ؛
دعاء الرسول الكريم(اللهم اجعلني في عيني صغيرآ وفي اعين الناس كبيرآ)
التواضع جواز سفر نحو قلوب الناس يدخلها من ملئ بالترحيب
قال الشاعر تجنب الخلق الذميم ولاتكن
ابدآ بغير مكارم الأخلاق
ومن مكارم الأخلاق التواضع؛ الذي يحيي في عروق ابنائه
حب التعاون والتكاتف لا أن يعزف الفرد عن اخيه
متكبرآ عليه مبتعدآ عنه لأن من تواضع رفعه الله ومن تجبر
قصمه الله...
لأن التواضع عبادة كما الحمد والاستغفار عباده
وبعد ذلك من صفات سبحانه وتعالى ينزل من عليائه
ليجيب دعوة الداعي اذا دعاه...