وجدت دراسة مخبرية أميركية أجريت على الفئران أن حمض الفوليك، أحد فيتامينات (ب) ويسمى أيضا الفولات (folate)، يعزز شفاء أنسجة الحبل الشوكي التالفة، بإطلاق تغيير في الحمض النووي، حسب بيان تلقته الجزيرة نت من معاهد الصحة القومية الممولة للدراسة.
وأظهر الباحثون أن تأثيرات الشفاء الناجمة عن الفولات تزداد طرديا بزيادة الجرعة حتى تصل عودة نمو الأنسجة التالفة أقصاها. بعد الوصول لهذه النقطة تتراجع عودة النمو طرديا بزيادة الجرعة، حتى تصل لمستواها بدون الفولات.
والحقيقة أن هذا المشروع البحثي، المنشورة حصيلته الأولى بدورية "مجلة البحث الإكلينيكي" Journal of Clinical Investigation، لا يزال في مرحلة مبكرة وهناك حاجة لدراسات إضافية لتحديد إمكانات الفولات العلاجية لإصابات الحبل الشوكي البشري.
وتظهر هذه الدراسة أن حمض الفوليك، وهو مكمل غذائي شائع، ويعرف أنه يغير عمل الجينات، بطريقة تعزز تعافي الجهاز العصبي.
وتختلف آثار إصابات الحبل الشوكي باختلاف خطورة الإصابة، فتتسبب الإصابات الحادة بشلل تام أسفل موضعها.
وينتج حمض الفوليك بشكل طبيعي في الخضروات الورقية الخضراء وأطعمة أخرى. وتستخدم الصيغة المخلقة منه مكملا غذائيا يضاف للغلال بأميركا. وهو فيتامين هام لتكوين المخ والحبل الشوكي للأجنة بمرحلة مبكرة.
وتوصي هيئات الصحة العامة الأميركية النساء بسن الحمل بتناول 400 مايكروغرام يوميا من حمض الفوليك لخفض مخاطر إنجاب أطفال بعيوب بالأنبوب العصبي: عيب خلقي بالمخ والحبل الشوكي.
الجرعة والفاعلية
نظرا لدور الفولات في نمو الحبل الشوكي للجنين، سعى الباحثون لتحديد إمكانية تعزيزه لشفاء أنسجة الحبل الشوكي التالفة
"ونظرا لدور الفولات في نمو الحبل الشوكي للجنين، سعى الباحثون لتحديد إمكانية تعزيزه لشفاء أنسجة الحبل الشوكي التالفة.
وأظهروا في دراسة سابقة أن حمض الفوليك يعزز عودة نمو المحاور أو الألياف العصبية لدى الفئران المصابة بالحبل الشوكي.
وأجرت الدراسة الجديدة قياسا لتأثير الفولات مقابل مختلف الجرعات، ووجدوا أنه بزيادة الجرعة يزداد مقدار عودة نمو الألياف العصبية.
وأشار الدكتور إسكندر إلى أنه كلما زادت جرعة الفولات زادت أيضا وتيرة عودة النمو حتى تضاعفت عشر مرات بالنسبة للمحاور العصبية. ووصلت ذروتها عند 80 مايكروغرام لكل كيلوغرام من وزن الجسم، ثم بدأ التأثير يقل لكن دون أن يسبب تسمما أو تلفا.
ولفهم كيفية إصلاح الفولات للمحاور العصبية التالفة رصد الباحثون ملاحظات إضافية، فوجدوا أن أنسجة الأعصاب المصابة بدأت تنتج مستقبلات سطحية للفولات. ويتلاءم الفولات مع المستقبلات كتلاؤم المفتاح مع القفل، ثم تمتصه الخلية العصبية.