كيف تحصل على أفضل المقاعد على متن الطائرة؟
يصيح أبٌ متعبٌ بأطفاله "تابعوا المسير يا أولاد" بينما يتراكض الأطفال متشوقين يتطلعون إلى المقاعد يمنة ويسرة، بحثاً عن مقاعدهم على متن الطائرة.
يعبرون المقاعد الأمامية في الدرجة الأولى، تليها درجة رجال الأعمال، ثم مقاعد الدرجة السياحية، يعبرونها ويشقون طريقهم عبرها صفاً صفاً إلى أن يصلوا إلى الصف الأخير، فيتفاجؤون بمقاعدهم في المنتصف، مبعثرة غير مجتمعة سوياً، فيندب الأب حظه ويقول "لماذا دائماً أنا بالذات؟".
يعرف مسافرو الطيران المخضرمون من تجاربهم كل الحيل والنصائح والطرق ليضمنوا أفضل المقاعد على متن الطائرة.
ليس الحديث هنا عن دفع بضعة آلاف أخرى من الدولارات لقاء مقعد في الدرجة الأولى أو درجة رجال الأعمال، فهذا سهل بالنسبة للأغنياء.
بل الحديث عن ضمان أفضل مقاعد الدرجة السياحية بتكلفة زهيدة أو حتى مجاناً دون تكلفة على الإطلاق، حسب مدونة نشرتها خبيرة السفر كاثي بكوورث على النسخة الكندية من “هافينغتون بوست”، الخميس 24 مارس/آذار 2016.
وطبعاً لكل منا وجهة نظره في ما تعنيه كلمة "أفضل" المقاعد، فالبعض يفضل الممر فيما آخرون يفضلون النافذة، والغالبية تفضل مقدمة الطائرة على مؤخرتها لكن ليس الكل.
أما بكوورث، فتفضل الممر والقرب من المقدمة، لكنها تفضِّل ألا يكون المقعد الأول في الدرجة الذي يلي الحاجز بين الدرجتين لأنه لن يكون أمامك كرسي تخزن تحته حقيبة يدك.
البعض يهوى المقاعد التي عند المخارج لكنها تشكل عقدة خوف مقلقة بالنسبة لآخرين. من المهم الانتباه إلى أن تلك المقاعد الواقعة عند المخارج لا تعطى للأطفال أو لمن هم بحاجة إلى وصلة لحزام المقعد أو لمن لديهم معوقات جسدية تمنعهم من أداء المطلوب في حال الطوارئ.
من مزايا مقاعد المخارج أيضاً (فضلاً عن الرحابة والسعة)، أنك عادة ما تصعد إلى الطائرة قبل الجميع، ما يمنحك الوقت والفرصة لترتب أغراضك وحقائبك كما يحلو لك في الخزائن العلوية بحرية.
لكن كيف لك أن تعرف تشكيلة المقاعد التي ستكون على طائرتك قبل أن تحجز تذكرة؟ لك أن تلقي نظرة على مواقع مثل Seatguru.com، فبعدما تحجز تذكرتك، يحق لك أن تنظر إلى ترتيب المقاعد على طائرتك.
الكثير من الطائرات تكون مقاعدها 3 على كل جانب، لكن هنالك أيضاً رحلات طيران صغيرة بها مقعد على طرف ومقعدان اثنان على الجهة الأخرى، فيما الرحلات الأكبر بها مقاعد وسطى أيضاً.
كثير من شركات الخطوط الجوية تتيح أيضاً مقاعد مميزة في الدرجة السياحية Premium Economy، يزيد سعرها عن بقية الدرجة السياحية بمقدار من 15$ إلى 50$ في العادة، وبإمكانك حجز مقاعد الصف الأول من الدرجة السياحية ومقاعد المخارج.
وهناك أيضاً شركات طيران مثل ترانسات Air Transat تتيح لك خدمة مقاعد بلاس Plus شاملة الطعام والمشروبات أيضاً لكن تكلفة هذه تصل إلى مئات الدولارات.
إن كنت زبوناً كثير الأسفار لديك رصيد من الأميال أو النقاط، فانظر إن كان لديك خيار استبدال هذه النقاط بمقعد في درجة أعلى.
أما إن لم يكن في وسعك القيام بأي من هذا وذاك، فعليك الانتظار حتى 24 ساعة قبل موعد إقلاع الطائرة لتلقي نظرة عليها على الانترنت وتختار مقعداً سياحياً عادياً.
كثير من المسافرين الذي يصطحبون مرافقاً معهم أثناء الرحلة يحجزون مقعدي الممر والنافذة معاً ويتركان الوسط شاغراً لأن ذلك المقعد نادراً ما يحجزه مسافر آخر، مقارنةً مع حجزهما لمقعدين متجاورين تاركين إما النافذة أو الممر فارغاً. وفي حال حُجِز المقعد الوسطي فهناك احتمال 99.9% أن ذلك الشخص سيبدل مقعده مع أحدكما، ما لم يرغب في حرمانكما من الجلوس سوية.
إن كنت تريد حجز مقعدين لكن آخرين سبقوك، فيمكنك التسجيل في موقع expertflyer.com الذي يتقاضى 0.99$ فقط (دولار أميركي واحد) لقاء كل طلب لإرسال إخطار لك بوساطة الرسائل البريدية الالكترونية عندما يصبح مقعد معين أو نوع معين من المقاعد متاحاً على متن رحلتك، وهذا الموقع يغطي معظم شركات الطيران.
إن كان تاريخ رحلتك قابلاً للتأجيل، فحاول أن تسافر في وسط الأسبوع لتفادي نهاية الأسبوع أو صباح الأحد أو ازدحام عصر الخميس، فالخطوط الرئيسية تكون شديدة الازدحام مع بداية ونهاية كل أسبوع بل وحتى مع بداية ونهاية كل يوم؛ لذلك فاحجز في منتصف النهار إن استطعت على هذه الخطوط المكتظة.
كذلك احذر من أن العديد من المسافرين المحنكين على دراية بأفضل استراتيجيات اختيار المقاعد، ولديهم مكانة محفوظة على برامج المسافرين الدائمين الخاصة بكل شركة طيران، ما يعني أن خياراتك ستكون محدودة أمامهم.
لكن ماذا لو ضاعت كل جهودك سدى وما زلت تشغل أتعس المقاعد بعيداً عن مرافقيك في الرحلة؟ غالباً لا يقدر طاقم المضيفين مساعدتك هنا، لكنك على الأقل تستطيع إعلامهم أنك تود تبديل مقعدك.
معظم الشركات تطلب منك الانتظار إلى أن تقلع الطائرة وتصبح في الجو، أو على الأٌقل حتى تغلق قمرة القيادة أبوابها. لا يمكنك التبديل إلى مقعد في درجة أعلى مالم تسمح لك الشركة الناقلة بدفع الفرق لحظتها.
لا تحسب أن الآخرين مستعدون تلقائياً لتبديل مقاعدهم معك، فلعلهم اختاروا مقعدهم ذاك بالذات للراحة أو لأسباب شخصية أو معتقدات تطيّر تشاؤمية (مثلاً كثيرون لا يريدون الصف 13)، لذلك اسألهم بأدب، فإن رفضوا التبديل معك فابحث عن بدائل أخرى.
وهناك أمر آخر؛ إن انتهى بك المطاف في مقعد وسطي، فإن الإتيكيت وآداب الطيران المتعارف عليها تقتضي بأنك "تملك" مسندي المقعد كليهما. قد لا يعترف بعض المسافرين بذلك، لكن إن كنت تشغل مقعد ممر أو مقعد نافذة، فلا تنسَ ذلك وأبقه في بالك كنوعٍ من اللفتة والتهذيب تجاه زملاء الرحلة الذين يعانون في الوسط.
- هذه المدونة مترجمة عن النسخة الكندية لـ “هافينغتون بوست”. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.