صوت مجلس النواب العراقي من حيث المبدأ، خلال جلسته الخامسة من الفصل التشريعي الأول للسنة التشريعية الثالثة التي عقدت، أمس الخميس، (12 تموز الحالي)، على اعتماد مضمون قصيدة الشاعر محمد مهدي الجواهري ( سلام على هضبات العراق) كنشيد وطني لجمهورية العراق.
وكانت لجنة الثقافة في البرلمان أكدت أن العديد من مثقفي العراق وشعرائه اقترحوا أن تكون قصيدة الجواهري نشيدا وطنيا، كونها توضح هوية العراق ووطنية المواطن العراقي، فضلا عن تكرار كلمة (سلام) فيها لعدة مرات في صدر جميع الأبيات، وهو ما يحتاجه العراق وما يجب أن يكون عليه، كما أن مركز الجواهري في براغ اقترح المقترح ذاته في ( 27 تموز 2008).
ومحمد مهدي الجواهري المولود في مدينة النجف في (26 تموز 1899) والمتوفى في (1 أيار 1997) شاعر عراقي شهير، لقب بشاعر العرب الأكبر، وله قصائد كثيرة أشهرها (عينية الجواهري) و(يادجلة الخير).
ومنذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة خلال العام1921، ومع كل تغيير في نظام الحكم، كان النشيد الوطني العراقي بدوره يخضع للتغيير، ومع تعاقب الأنظمة المختلفة تعاقب على العراق خمسة أناشيد وطنية في خلال اقل من قرن.
وعند تولي الملك فيصل الأول الملكية في العراق كان السلام الملكي باللحن البسيط، وبعد ثورة 14 تموز 1958 كان لابد من إجراء تغيير على السلام الملكي وتحويله إلى سلام جمهوري، ليكون في هذه الحقبة لحنا أيضا بلا كلمات وكان يسمى موطني.
وبعد وصول حزب البعث إلى السلطة خلال العام1963، تم اعتماد نشيد وطني جديد وهو (والله زمان يا سلاحي)، وهو من الحان المصري كمال الطويل وكلمات الشاعر المصري صلاح جاهين، وفي العام 1981، تم اعتماد نشيد (وطن مدّا على الأفق جناحا)، وهي من كلمات الشاعر العراقي شفيق الكمالي والحان اللبناني وليد غلمية ليكون النشيد الوطني للجمهورية العراقية.
وبعد العام 2003، تم اعتماد أنشودة (موطني) كنشيد وطني لدولة العراق وهي من كلمات الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان كتبها عام 1934، ولحنها محمد فليفل.
سلامٌ على هضبات العراق ... وشطـّـيه والجُرف والمنحنى
سلامٌ على باسقاتِ النخيل ... وشُمِّ الجبال تُشيعُ السَـنا
سلامٌ على نيّرات العصور ... ودارِ السلامِ مدارِ الدُنى
سلامُ على خالعِ مِنْ غـَـدٍ ... فـَـخاراً على أَمسـِـهِ الدابرِ
سلامٌ على طيباتِ النذور ... سلامٌ على الواهبِ الناذرِ
سلامٌ على نـَبـْعـَةِ الصّامـِدينَ ... تـَـعاصتْ على مـِـعْوَلِ الكاسرِ
سلامٌ وما ظلَ روضٌ يفوحُ ... وما ساقطتْ ورقَ الدوحِ ريحُ
سيبقى ويبقى يدوي طموحُ ... لنجمٍ يضيءُ وفجرٍ يلوحُ