تايلاند.. الخطر الجديد في التصفيات الآسيوية لكأس العالم 2018
1أبريل 2016
كووورة - ريان الجدعاني
منتخب تايلاند تصدر المجموعة 6 على حساب العراق
المدرب كياتيسوك سيناموانغ المعروف بلقب (زيكو تايلاند)
منذ 2007 إلى نهاية منافسات الدور الثاني من التصفيات المزدوجة المؤهلة لكأس العالم 2018 بروسيا وكأس أمم آسيا 2019 بالإمارات، تطور مستوى منتخب تايلاند عبر اعتماده على عدة مدربين أجانب طوال تلك الفترة ليكون قادراً على تصدر المجموعة السادسة على حساب منتخب العراق ويتأهل بجدارة للدور الثالث والحاسم من التصفيات.
قبل 2007 لم يكن منتخب تايلاند يشكل خطراً على منتخبات قارة آسيا، حيث يمتلك انجازاً وحيداً وهو حصد المركز الثالث في كأس آسيا 1972 التي أقيمت في العاصمة التايلاندية بانكوك، قبل أن تشهد نسخة 1996 بالإمارات تعرضه لخسارة قاسية من منتخب السعودية بنتيجة 0-6 ليخرج من الدور الأول بخفي حنين، ويتكرر نفس هذا الخروج في النسخ التالية 2000 بلبنان و2004 بالصين.
ولكن في نسخة 2007، عندما نظمتها تايلاند بالمشاركة مع دول فيتنام وإندونيسيا وماليزيا، تغير حال منتخب تايلاند كثيراً، عندما قرر الاتحاد التايلاندي لكرة القدم الاعتماد على لاعبين شباب سيكون لهم مستقبل باهر للكرة التايلاندية يتقدمهم المهاجم تيراسيل دانجدا (27 عاماً) الذي كان يبلغ السن 19 ويلعب في أكاديمية فريق مانشستر سيتي الانجليزي، قبل أن يشهد 2014 احترافه بصفوف فريق الميريا الإسباني.
فقد شهدت البطولة تحقيق تايلاند التعادل مع العراق 1-1 ثم تحقيق مفاجأة من العيار الثقيل بالانتصار على سلطنة عمان بهدفين دون رد، قبل أن يخسر أمام الوافد الجديد للقارة الآسيوية في ذلك الوقت منتخب أستراليا بأربعة أهداف دون رد، ليخرج بصعوبة من الدور الأول بفارق الأهداف عن أستراليا التي امتلكت نفس نقاطه وهي 4 نقاط.
بعد تلك البطولة قرر الاتحاد التايلاندي الاستعانة بالمدربين الأجانب بهدف نقل ثقافة الكرة الأوروبية لعقلية اللاعب التايلاندي، حيث تولى الأنجليزي بيتر ريد (59 عاماً) تدريب منتخب تايلاند من 2008 إلى 2009، ثم خلفه الانجليزي بريان روبسون (59 عاماً) من 2009 إلى 2011، قبل أن يتولى الألماني الشهير وينفريد شايفر (66 عاماً) تدريب تايلاند من 2011 إلى 2013.
في فترة الألماني شايفر اعتمد منتخب تايلاند على خطة استراتيجية تعتمد على إرسال الكرات الطويلة من مركز الوسط إلى الهجوم، لتشهد فترته تحقيق منتخب تايلاند نتائج لم تكن متوقعة في منافسات الدور الثالث من تصفيات كأس العالم 2014، كالفوز على سلطنة عمان بنتيجة 3-0 ثم إرغام السعودية على التعادل دون أهداف في بانكوك، أخيراً الخسارة بصعوبة أمام أستراليا بهدف وحيد، إلا أن رحلته توقفت عند هذا الدور وفشل في التأهل للدور الرابع والحاسم.
ولكن الفريق تعلم من فترة الألماني شايفر خاصية عدم الخسارة في العاصمة بانكوك، لتفيد هذه الميزة منتخب تايلاند في تصفيات كأس العالم 2018 تحت قيادة المدرب الحالي التايلاندي كياتيسوك سيناموانج (42 عاماً)، الذي يعرف في بلاده بلقب "زيكو تايلاند"، حيث لم يتعرض لأي خسارة في المجموعة السادسة التي يتواجد فيها منتخبات فيتنام والصين تايبيه (تايوان) والعراق، ليحصد 14 نقطة متصدراً المجموعة على حساب منتخب العراق بطل كأس آسيا 2007.
قدرة تايلاند على تصدر المجموعة السادسة على حساب بطل آسيا 2007 منتخب العراق يعتبر جرس إنذار لبقية منتخبات آسيا التي تأهلت للدور الثالث والحاسم والذي سيحدد المنتخبات المتأهلة لكأس العالم 2018، حيث رفض "زيكو تايلاند" أن يكون منتخبه مجرد محطة وقود لمنتخبات دور الثالث عندما أكد لصحيفة "بانكوك بوست" التايلاندية بالقول: "بعد وصولنا للدور الثالث أصبح هدفنا هو التأهل إلى روسيا 2018، لقد صنعنا هذا المنتخب منذ السنوات الماضية من أجل تحقيق هذا الهدف".
يذكر أن منتخب تايلاند يعتبر من أقوى المنتخبات في منطقة جنوب شرق آسيا (الآسيان)، فهو من أكثر المنتخبات فوزاً بكأس منطقة جنوب شرق آسيا بواقع أربع مرات أعوام 1996 و2000 و2002 و2014، ويعتبر أيضاً من أكثر المنتخبات فوزاً بالميدالية الذهبية بدورة ألعاب منطقة جنوب شرق آسيا بواقع 15 مرة.