ماذا تعرف عن الشامات؟ وهل تسبب السرطان حقاً؟ دليلك الشامل!



يمكن أن تكون الشامة ملمح جمال مثالي، أو تشوهاً قبيحاً، ولكنه حميد في ذات الوقت. كما يمكن أن تكون تلك الشامة الصغيرة مسرطنةً أيضاً. فما هي العلامات التي ينبغي أن تبحث عنها للتأكد من أنك سليم من “المرض الخبيث”؟

لدى الشخص البالغ العادي ما بين 10-40 شامة، سواءً كانت تمثل ملمحاً جمالياً رائعاً أو تشوهات قبيحة كثيفة الشعر. ونظراً لارتباطها بسرطان الجلد، غالباً ما تعتبر نتيجةً مباشرةً للتعرض لأشعة الشمس.

ورغم الفكرة السائدة بارتباط الأشعة فوق البنفسجية في تكوين الشامة، فمن غير المعتاد أن يولد شخص دونها وفق تقرير نشرته صحيفة The Guardian البريطانية.

ما هي الشامة بالتحديد؟
الشامات (المصطلح العلمي هو الوحمات الصباغية)، هي مجموعات من الخلايا المنتجة للصبغات والمعروفة باسم الخلايا الصباغية. ويمكن أن تتنوع هذه البقع إلى حد كبير من حيث الحجم والمظهر؛ فمنها غير المستوي أو الناعم أو المسطح أو الناتئ أو كثيف الشعر.

عادةً ما تكون دائرية أو بيضاوية، وتتسبب مادة الميلانين التي تفرزها الخلايا في أن يصبح لون الشامات داكناً بصورة أكبر من لون بقية الجلد، رغم أنه يمكن أن تكون من نفس لون الجلد. وهناك شامات أكثر ندرة تعرف باسم الوحمات الحلقية وتحيط بها دائرة بيضاء، حيث تكون البشرة فقدت مادة الميلانين، بينما تبدو الوحمات الزرقاء داكنة بسبب عمق الخلايا الصباغية داخل طبقات الجلد.

لماذا تظهر الشامات لدينا؟
تظهر معظم الشامات خلال العقود الثلاثة الأولى من العمر، وتكون أكثر شيوعاً وبروزاً لدى الأشخاص ذوي البشرة الفاتحة ويمكن أن تكون متوارثة في العائلة.

وغالباً ما تظهر الشامات وتختفي وفقاً للتغيرات الهرمونية، وقد يؤدي الحمل إلى جعلها تبدو داكنةً، ويمكن أن يؤدي البلوغ إلى تزايد أعدادها؛ ومن الأرجح أن تتضاءل تلك الأعداد مع سن الشيخوخة.

عادة ما تبقى الشامات لسنوات، على النقيض من النمش الذي يكون أصغر حجما وأكثر شحوباً ويمكن أن يظهر بصفة مؤقتة بعد التعرض لأشعة الشمس.

هل أشعر بالقلق حينما يتغير مظهر الشامات؟
ليس من المعتاد أن تتغير الشامات بمرور الوقت، ويمكن أن تجعلها أشعة الشمس والهرمونات أغمق لوناً أو أكثر بروزاً ثم تعود لتصبح مستوية مرة أخرى أو أكثر شحوباً.

ومع ذلك، إذا حدثت تغيرات سريعة في الشامة، فإن الأمر حينذاك يستحق زيارة الطبيب. ابحث عن أي تغيرات سريعة في الشكل أو الحجم أو ما إذا كانت تنزف بسهولة.

كيف تبدو الشامات المسرطنة؟
لمعظم الشامات لون واحد أو اثنين على الأكثر، بينما يمكن أن تحظى الشامات المسرطنة بمزيج غير متساو من البني الفاتح أو الأسود الداكن أو الأسود أو الأحمر أو الوردي. ويتطلب وجود حواف غير منتظمة أو زيادة الحجم أو سرعة النزيف أو الحكة أو التورم أو الانتفاخ إجراء زيارة عاجلة للطبي.

فإذا فحصت الشامات كل بضعة أشهر، فلا بد أن ترى شيئاً يجدر الإبلاغ عنه.
إذا ما رأيت أن الأمر يتطلب تقييماً طبياً، فلا تفزع. فالشامات تؤثر على 10% من الناس؛ ومع ذلك، لا يصاب بسرطان الجلد سوى واحد فقط بين كل 10 آلاف شخص. من الأفضل أن تتوخى الحرص نظرا لأن سرطان الجلد يهدد حياة الإنسان.



ما هو سرطان الجلد الناجم عن التعرض للشمس؟
إنه أسوأ أنماط سرطانات الجلد، نظراً لانتشاره في أعضاء الجسم الأخرى. ففي إنكلترا وويلز، ينجو 90% من الأشخاص المصابين بسرطان الجلد على مدار 10 سنوات من تاريخ التشخيص.

ورغم جودة الإحصائيات، فإن الأمر يتوقف على المرحلة التي وصل إليها السرطان عند تشخيصه، وبالتالي ما إذا كان قد تمكن من الانتشار.

ويعد سرطان الجلد غير الناجم عن التعرض لأشعة الشمس أكثر شيوعاً، لكنه نادراً ما ينتشر في أجزاء الجسم الأخرى، وعادة ما يظهر في صورة كتلة حمراء صلبة أو بقعة مسطحة لا تختفي خلال بضعة أسابيع.

ماذا يحدث إذا ما أبدى الطبيب مخاوفاً بشأن شامتي؟
ينبغي أن تتم إحالتك إلى أخصائي أمراض جلدية خلال أسابيع قليلة لفحص الشامة ومعاينة بقية أجزاء جسمك للتأكد من خلوها من الشامات.

وإذا ما تشكك الطبيب في إصابتك بسرطان الجلد، عادةً ما يقوم باستئصال الشامة وما حولها لمسافة 2 مم وفحصها معملياً للتأكد من خلوها من السرطان، ويتم إجراء هذه الجراحة الصغرى بمخدر موضعي وتتم خياطة الجرح بعد ذلك.
ما مدى انتشار سرطان الجلد الناجم عن التعرض للشمس؟

في العام 2013، كان هناك 14500 حالة إصابة جديدة بسرطان الجلد الناجم عن أشعة الشمس (و72100 حالة إصابة بسرطان الجلد غير الناجمة عن أشعة الشمس) بالمملكة المتحدة.

ويعد سرطان الجلد هو خامس أكثر السرطانات شيوعاً بالمملكة المتحدة. وقد أصبحت معدلات الإصابة بسرطان الجلد في بريطانيا أربعة أضعاف ما كانت عليه في أواخر السبعينيات من القرن الماضي. ويُعتقد أن ذلك يرجع بصفة جزئية إلى تزايد الوعي بما يؤدي إلى تزايد معدلات التشخيص وكذلك إلى تزايد قضاء الإجازات في البلدان الحارة.

ما الذي يسبب سرطان الجلد الناجم عن أشعة الشمس؟
يؤدي التعرض إلى الأشعة فوق البنفسجية إلى زيادة مخاطر الإصابة. وسواءاً كان ذلك ناجماً عن التعرض لأشعة الشمس أو الأشعة فوق البنفسجية، فإنها تخترق البشرة ويمكن أن تتلف الحمض النووي بما يؤدي إلى الإصابة بالسرطان.

وتكون إحتمالية إصابتك بسرطان الجلد أكبر في حالة وجود الكثير من الشامات والنمش وإذا كانت بشرتك شاحبة أو حمراء أو كنت أشقر اللون أو كان هناك تاريخ مرضي في العائلة.

كيف يمكنني تجنب الشامات المسرطنة؟
ليس من الضروري أن تصاب بضربة شمس حتى تزيد من مخاطر تعرضك لسرطان الجلد. فقد تصاب به حتى لو لم تتعرض للشمس، لكن كلما زادت مدة تعرضك للشمس، كانت الخطورة أكبر.

وإذا كانت بشرتك شاحبة أو بها الكثير من الشامات، فمن الضروري أن تتجنب المبالغة في التعرض لأشعة الشمس. تجنب أشعة الشمس في منتصف اليوم وضع نظارة شمسية وقبعة عريضة الحواف وتفادى الاستلقاء تحت أشعة الشمس أثناء الإجازات، حيث تزيد من تعرضك للأشعة فوق البنفسجية.

لست مصاباً بسرطان الجلد ولكن لا يروق لي شكل شاماتي
لست وحدك، فوفقاً لدراسة أجراها جراحو تجميل في العام الماضي، فقد تزايد عدد الأشخاص الذين يطلبون إزالة الشامات جراحيا بنسبة 127% عن العام الماضي.

وحتى إذا كنت تستطيع تحمل تكاليف الجراحة، فلا ينبغي اتخاذ القرار باستهانة، نظراً لأن الندبة الناتجة عنها قد تزعجك بشكل أكبر من الشامة ذاتها.
- هذا الموضوع مترجم بتصرف عن صحيفة The Guardian البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.