لن يركع الوطن ولن تكسر همة شعب ولن ينثني قائد غيور وهم يحملون همة الاحرار في طلب الاصلاح لن يتزعزع ايمان أمة وفي عروقها تجري دماء الكرامة، كيف يدب اليأس في نفس قائد ووجود شعب ولازال صوت الحسين بحر تموج فيه ضمائرهم وكيف يتراجعوا عن المضي في طريق الاصلاح والحق وراية الطف ترفرف فوق رؤوسهم، أم كيف تهجع ضمائرهم الحية ووقودها دموع الايتام والثكالى وكيف تبرد حرقة قلوبهم ونار الفقر تأكل صبر الطيبين، انهم فتية آمنو بالوطن فانتفض كبريائهم وهبت حشود العراق لتحيط بالمنطقة الظلماء ليرفعوا بوجهها علم العراق فومض فجر من بياض الكفن يشع السلام وخضار يتلألآ مع خيمة المقتدى ومن سواد الحزن لوطن اشتق سواده من مآسي الشعب، ومن حمرة تقدح من عيون الغضب ضد الظلم والفساد..
انه يوم التوكل على الله، والنزول الى ميدان الاصلاح، والوقوف على عتبة الانتصار، ها هو التاريخ يمد أكف العز ليتناول دموع فرح العراقيين لتكون المداد الذي سيوثق بها مواقف الابطال ومن أوتاد خيام اعتصامهم اقلام يسطر بها ملاحم الوطن.
زأر الصدر الثائر، ووثب على معاقل الظلم، وتطاير شرر الغضب من عرينه الاخضر، فتصدعت جدران الفساد، وهوى الرهان على الزمن، والاتكاء على الظالمين، ستجف بحور الظلم، وستنفق حيتان الفساد، وتتلاشى سني الطائفيين، ويعود الوطن الى حجر نقائه ليرتع في دفء الايمان به، في قلوب العراقيين الأصلاء..
غداً سيرتدي العراق ثوب الحرية المنسوج من خيام المعتصمين، حاكته انامل الكرامة، وسيعصب رأسه براية الوطن الأبية، وستطوى صفحة المتاجرين بالطائفية والحروب والمساومين على الحقوق والمقدسات، غداً ستعتلي كرامة العراق منابر الكبرياء، وستقطف أكف الأمل نجوم السماء، لترصع بها صفحات تطلعاته، غداً ستزهر دماء الشهداء، لتضيء طريق الأجيال بألوانها البهية، وستعود الحقوق الى أهلها، والبسمة الى شفاه اليتامى، والطمأنينة الى قلوب الأمهات، اليوم علا الصوت الشعب موحداَ نعم للإصلاح لا للإرهاب.. لا للفساد.. لقد عاد الوطن الى الوطن.
منقول