كان يوئيل رجلاً في الستين من عمره، له أربعة أولاد كلهم في ريعان الشباب، توفيت زوجته قبل خمسة و عشرون عاماً بسبب سقوط عربتهم التي كانت تجرها الخيول في وادٍ عميق أما هو فقد اصيب بكسر في عموده الفقري أدى الى اصابته بشلل في الساقين فلم يستطع من يومها السير بل كان أولاده يحملونه على ىسرير خاص له اربعة حمّالات.
وفي أحد الأيام سمع يوئيل بأن المسيح قد جاء الى قريتهم فطلب من ابناءه أن يحملوه و يضعوه أمام المسيح لأنه آمن أيماناً مطلقاً بأن المسيح قادر أن يشفيه.
حملوه على سريره و توجهوا حيث كان المسيح، الذي كان قد دخل أحد البيوت و هناك في الدار جلس يسوع وسط حوش الدار و جلس حواليه معلموا الشريعة و علماء الدين و خلفهم مئات الناس و المرضى وقد وصل الزحام أوجه حتى تجمهر الناس امام البيت و الكل يريد الدخول.
عندما شاهد يوئيل انه من المستحيل دخول البيت من الباب ، طلب من أولاده أن يصعدوه الى سطح البيت المجاور ومن هناك ينقلوه الى سطح البيت الجالس فيه يسوع ، ثم طلب منهم ان يدلوه بحبال الى أسفل !
فعل ابناءه بما امرهم و انزلوه أمام يسوع ، رأى الجميع ذلك و بدأوا يتهامسون فيما بينهم، كل يهمس بشيء، بعضهم قال: ما اعظم إيمان هذا الرجل! ، و آخرون قالوا: الان سنعرف إن كان حقاً يستطيع عمل شيء له فهو لا يعلم بأن يوئيل مشلول منذ اكثر من عشرين عاماً.
نظر يسوع الى يوئيل و قال له: يا بنيّ... مغفورةٌ لكَ خطاياك.
عم البيت ضجيج التهامس و انقسم الناس الى فئتين، فئة تقول: لقد عرف بأن الرجل حالته ميؤوس منها، فقال له ذلك، كي لا ينحرج.
و فئة قالت: من هو هذا كي يغفر خطايا الناس؟ لا أحد يغفر الخطايا سوى الله وحده.
فقال لهم يسوع: ماذا تعتقدون... أيهما أسهل... أن أغفر خطايا هذا الانسان... أم أن أقول له قم و أمشي؟
و استطرد قائلاً: الحق الحق أقول لكم... أن غفران الخطايا أعظم.. ولكن لكي تؤمنوا بأني قادر على غفران الخطايا... لكَ اقول يا يوئيل بن برخيا... قم.... أحمل سريرك و امشي!
فوقف يوئيل على قدميه و لف سريره تحت ابطه و مضى وهو يمجد الله.