بدأت خطوة زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر حين قرر الاعتصام داخل المنطقة الخضراء ليأخذ الخيمة رقم 135 عابرًا بها الحواجز الكونكريتية وكاسرا سكون المنطقة الخضراء، الذي يخفي خلفه حراكًا سياسيًا يشوبه الكثير من القلق طلبا للاصلاح الذي يرضي الجميع وليس الشعب فقط، وهي مهمة مستحيلة بحسب القواعد المنطقية.
اعتصام الصدر داخل المنطقة الخضراء، رفع من سخونة الحوارات داخل دوائر القرار وهو ما بدا واضحا على جلسة مجلس النواب أمس التي حدّدت الخميس المقبل موعدا لتقديم الكابينة الوزارية، فيما اتهم رئيس المجلس سليم الجبوري الحكومة بالتلكؤ في إرسال مشاريعها الاصلاحية الى المجلس الذي شهدت جلسته اليوم جدلا حادًّا بين الجبوري ونواب من كتلة الاحرار التي قاطعت على اثره الجلسة لتعود بعد ذلك عن قرار المقاطعة بوساطة الشيخ همام حمودي نائب رئيس المجلس.
ما شهدته الساعات الماضية من اعتصام الصدر داخل الخضراء وجدل كتلة الاحرار مع رئيس البرلمان، ربما جاء في اطار التصعيد السلمي الذي تحدثت عنه الهيئة السياسية لكتلة الاحرار، كما قال المتحدث باسم الهيئة جواد الجبوري معبرًا عن الاعتقاد بأن حق فضّ الاعتصامات محصور بالسيد الصدر فقط.
التحالف الوطني هو الآخر يواصل اجتماعاته بشكل متوالٍ وبحضور رئيس الوزراء حيدر العبادي، حيث تعهد في آخرها بانجاز التعديل الوزاري خلال الأيام القليلة المقبلة، وفقا لمعايير المهنية والخبرة والتكنوقراط، وهو ما يؤكد أن موعد الخميس المحدد برلمانيا انما جاء بالتوافق مع العبادي وكتلة التحالف الوطني.
وبحسب مراقبين، فان الضغوط التي يواجهها العبادي في انجاز ملف الاصلاحات سواء من شركائه السياسيين أو الشارع الذي بدأ يغلي في معظم المحافظات، ستجعل من الخميس المقبل يوما مفصليًّا يحدد مسار الأوضاع السياسية في البلاد بطريقة يحكمها نجاح العبادي في انجاز مهمة الاصلاح أو فشله.
المصدر
www.alsumaria.tv