(∏) زوآيا ..حاده جدا.. (∏)
زوآيآ..حاده جدا..
لا تعرف من النسيان إلاالحقيقه..ولا من الجمال إلا الذكريات..
ولا من الصمت إلا الأنين..
ولا من الموده إلا ما إستكان فى القلب..
العمر..آت لا محاله..ولكـن....!!
يحمل دموعاً كالجداول تحفر الخدود..وآلآماً تدمي المآقي..
وأحلامٌ وأمنياتٌ زائفه....!!
أغرتنا وأوقعتنا في هامش الحياه..
ثم عادت كي تسخر منا..
وغدا حتماً علينا ألا نندهش من الوقائع الجاريه أمامنا..
فالتاريخ لا يعترف قط إلا بالحقائق الحادثه..
زوآيآ أدهشتني... وألجمت لساني وقلمي,,
فآثرت تقديمها لكم..علنا نستقي منها بعض العبر..
(∏) كبرياء عجوز.. (∏)
قرة العين..لم يكن يرضي أن تبتعد عنه ولو للحظه..
يلاحقها من حجرةٍ لأخري..ومن الصاله إلى المطبخ..
يصرخ..فتضمه على صدرها..ترويهِ حناناً وحين يصحو ليلاً.. تنتفض وتحملهُ على الكتف..
حتى يهدأ وينام..فتقبله بكل حنان على جبينه ..
وحين يشتكى سقماً..تطلق عيناها النوم..
وتهجر البسمةُ شفاهها..!!
ما شكت ولا إشتكت فى يومٍ من كدٍ أو تعب..
وما توانت للحظةٍ عن تلبية رغبةً له..
وها هي..وهنت منها العافيه..وأعتلى الشيبُ رأسها..
وبدأت الشيخوخه تنهش جسدتها..
وبقلب المحب..توقعت منه الحنان....!!
ليس رداً لجميل صنعته معه....!! فكل ما قدمته له....!!
واجب عليها لم تنتظر أى شكر عليه..
توقعت منه الحنان لأجل الحب الذى منحته وما زال بقلبها له..
توقعت منه الحنان لأجل العشره التى كانت بينهما حتى تزوج وترك البيت ..
هو وزوجته..
توقعت منه الحنان لأجل العشره التى طالت بينهما ونهبت كل شبابها..
توقعت منه الحنان لأجل العمر الذى وهبته له دون شريكـ ....!!
حين اختارت ان تبقى لجواره أرملةٌ من أن تعيش حياتها مع آخر....!!
تحدر..الدمع من عيناها الذابلتين..وتشققت وجنتاها من الألم..
وأختنقت العبرات فى صدرها..
حين وجدته يتأفف من كلماتها وكِبَر سنها....!!!!
ويتهرب من زيارتها بعللٍ وحججٍ واهيه....!!
خناجر الألم تمزقها..وتهشم شرايينها!!
حين يشتدُ عليها المرض..فترى....(!!)
في عينيه أمنيات لها بالموت وتسريع الأجل....!!
لحظاته بجوارها لم تعد تسعدها..بقدر ما هى باقيةٌ على إسعاده..
من سرير المرض مدت يدها نحوه..
وتصنعت بسمه تخفى خلفها ألم يلتهمها..ووضعتها على خده قائله..
إذهب لا تضيع وقتك الثمين معي..فأنا فى عداد الأموات..
إذهب ولا تتصنع محبتي..وحين تحتاجني.. تعال....!!
لأضمك لصدرى وكأنى ولدتك الآن..
وإن جائتني المنيه....!! ستجد ألف من يخبرك..
وعذراً بني ان كان دفني سيعطلك على أعمالك....!!
لملمت ألمها القاتل وهى تمتم قائله..
إذهب فالله غني عنك..وأحق منك..وهو الباقى لى..
بعدك ..وبعد فراق الدنيا..
....(!!) واحتفظت تلك العجوز بكرامتها....(!!)
(∏) الأمنيه..والخنجر (∏)
للمرة التاسعه..تشعر بحركه بأعماق الرحم..تنهدت وهي تمني النفس..
أن يكون هذا الجنين صبيا وأخاً للثمان بنات..
ولداً يرفع رأسها أمام زوجها....!!
حتى لا يلعن اللحظه التى تزوج فيها إمرأةٌ..
لا تنجب إلا البنات....!!
تمر عليها لحظات من الرعب..وهى تستعرض...حزنه الصاعد
إن كان الجنين انثي....!!
وتختال نظرتهُ المشمئزه..وحافة إهتزاز ضحكته الساخره منها ومن خلفتها....!!
سعت للطبيب فى عجاله كي يطمئنها..لكنها صفعها للمره التاسعه..
حين أكد لها بأن الجهاز يخبرهُ بأن الجنين أنثي..
إنصرفت فى عجاله..وهى عازمه على إسقاط هذه الأنثي التى ستجعلها محط نظره..
دنيئه من الزوج....!!
تناولت العديد والعديد من الأدويه والمركبات الكيميائيه..لقتل ما فى أحشائها....!!
ومع كل محاوله..يزداد الجنين تشبثاً بالحياه..مقاوماً كل الأسلحه التى تسعى لإسقاطه..
رافضاً الإنصياع لرغبة الام..
حتى أكل شهرهُ التاسع..وبدأ الجنين يتمرد ويعلن العصيان على المكان..
باحثاً عن مخرج يقودهُ إلى النور..
كانت حركاته بداخلها تمزق مشاعرها وقلبها وما تنتظره من زوجها..
ولو خيروها فى تلك اللحظات بين الموت ونظرات الزوج اللاهث وراء ذكر....!!
لأختارت الموت عن طيب خاطر..
توجهت لمستشفى الولاده ومعها زوجها..وكم تمنت ألا يرافقها..
كانت لا تشعر بألآم الولاده من حدة الإشفاق على ذاتها من ردة فعل الزوج....!!
اللحظات تمر ببطء..أمام عينيها..تتمنى ان يخرج الجنين ميتاً....!!
لم تأن للحظه..ولم تتألم لرفة عين..كان السكون مخيم وإنتظار المجهول يقتلع أمانها..
صيحة الطبيب تشق السكون....!!
وهو يصيح معلناً أن الجهاز قد أخطأ هذه المره....!!
وأن الجنين ذكر...(!!)
حينها ..ولدت السعاده بقلبها دون ان تعرف مدة حمل....!!
ورذاذ الغبطةُ لآطمها كالأمواج..وألقى السرور ظلاله على الحياه..
وتحول البيت إلى جنةٌ يكسوها وميض الفرح فى كل لحظه..
إلى أن بدأ الوميض مع الأيام يخبو رويداً..رويدا..
حين بدأ حجم الصبي فى التضاؤل....!!
وبدأ سرطان ما تناولته من أدويه ينهش جسده الضعيف..!!
وبقآيآ الكيميائيات ينهش مخه وأعصابه..ويمنحه فى كل لحظه تشوهاً وإعاقه..
وكل يوم يزداد اختناقه من نوبات التشنج العصبي....?!!
لم تترك باباً لطبيباً إلا وطرقته..
دون جدوى أو بصيص من الأمل لأصلاح خطأ كان بالخطأ..
وكل يوم يذبل الحلم والأمنيه بين يديها..
عيناها الدامعه..تلتقى بعينيه فيبتسم..
فتزيده ابتسامته تشوهاً...
وغدا الكل يمقته..حتى الأب الذى كان حلمه صبياً..!!
غدى يتمنى ان تكون كل خلفته بنات أرحم من هذا الكابوس....!!
ما أروع أن يرتضي المرء بما أقتسمه له ربه من هذه الدنيا..
سواء كان من المال أو البنون....!!
زوآيآ ..تزاد حدةٌ ونقمه..وآهات عاليه ومرعبه..تتحرر من الأفواه..
نحاول أسرها فى الحلقوم..لكنها تخترق الحناجر..وتٌبكي الجماد..
تحلق فوق رؤوسنا..وتلجم ألسنتنا..
نحاول نزعها وإزالتها..دون جدوى..
ونبقى جميعاً أمام تلك الزوايا مذنبون..
لكم ودي