على ضفاف دجلة في الكوت
سأكتب لك يا بغداد من فيض شجوني الكثيفة
بأي لغة وأي كلمات عفيفة
فكل اللغات لا تنطقها تتلعثم فيها
يا منار الدنيا منك الكلم الطيب ومنك النصيحة
ليس كل القلوب فوق الأرض تعرفها بصورة صحيحة
وتتمرغين في لغو الكلام من الشفاه القبيحة
يا نجمة العلياء تضطهد اسمك أفواه الحقد
حتى صرت في طرقات الموت شاة ذبيحة
وحين أطعموه بفئران عقولهم ثعبان الطائفية علا فحيحه
ما أجملك يا بغداد
سال لعاب الطمع وكشرت أنيابها الضواري الكسيحة
يا زهرة الزمان وعلى مدى الأيام تمتد لك يد الغدر
سرقوا جلبابك وتركوا قبح الفضيحة
آه يا حبيبتي صدرك عاري حافية القدمين
وتحملك الأعوام العجاف عاجزة جريحة
داهمتك ألف عاصفة ولا يوجد حل عادل كما تعلمين
أنت اطهر من آثامهم فأغلقي أبوابك وانفضي أرضك
من كذبهم من عهرهم من زيفهم وبالكاظمين أنت الشريفة
وبالكاظمين أنت الشريفة