من أهل الدار
ام علي
تاريخ التسجيل: July-2011
الدولة: العراق
الجنس: أنثى
المشاركات: 70,417 المواضيع: 17,970
صوتيات:
164
سوالف عراقية:
12
مزاجي: حسب الزمان والمكان
المهنة: ربة بيت
أكلتي المفضلة: المشاوي
موبايلي: XR
سكان أضيق زقاق بمنطقة الكسرة شرق بغداد يطالبون بإدراجه في موسوعة<<غينيس >>
سكان أضيق زقاق بمنطقة الكسرة شرق بغداد يطالبون بإدراجه في موسوعة «غينيس»
كان ملجأ الفارين من الخدمة العسكرية أيام حكم صدام حسين
من فوق بناية كلية التربية الرياضية للبنات في حي الكسرة، بجانب الرصافة من بغداد، تبدو بيوت المنطقة الشعبية التي تتمركز في هذا الحي، وغالبيتها بيوت عشوائية، كأنها نشاز على هارموني التخطيط الحضري للحي الذي يتوسط أرقى الأحياء السكنية في العاصمة العراقية منذ عشرينات القرن الماضي، وهي الوزيرية التي سميت كذلك لسكن الوزراء فيها، والأعظمية، وحي المغرب..
بل إن الكسرة لا تبعد إلا قليلا عن نهر دجلة الذي يقوم عند ضفته هناك أحد أجمل القصور البغدادية للتاجر اليهودي شعشوع (قصر شعشوع) الذي كان مضرب الأمثال بفخامته، واتخذه الملك فيصل الأول مسكنا له لفترة من الزمن عندما تعرض مسكنه للفيضان (كان أحد القصور العباسية، وتحول إلى قصر الثقافة والفنون في الثمانينات)، وكان هذا الحي يضم بناية البلاط الملكي، التي تحولت في ما بعد إلى معهد للفنون الجميلة، وفي الثمانينات ضمت أجمل بناية حديثة هو ناد للضباط القادة في الجيش العراقي.
ولأهمية هذا الحي القديم والراقي، فقد أقامت به كبرى العائلات البغدادية الراقية التي بنت فيه منذ الأربعينات أجمل الفللات الفاخرة خاصة في شارع الزهاوي، كما تم بناء أول ملعب رياضي في العراق (ساحة الكشافة) الذي استضاف كبرى البطولات العربية في كرة القدم، وينتصب أمامه تمثال رائد الكرة العراقية جمولي.
في حي الكسرة، وفي منطقة الأبنية العشوائية، يقع أضيق زقاق في العراق.. وبسخرية لا تخلو من مصاعب يومية ومواقف أكثر من طريفة، يستذكر أبو خالد، بقال الزقاق الأكثر شهرة في الحي، كثيرا من القصص التي حصلت وما زالت بسبب قربه من الزقاق الضيق، بشكل دعا سكانه لمطالبة الجهات المعنية بإدراجه ضمن موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية العالمية.
لا يتجاوز عرض الزقاق القديم أكثر من 40 سم، ويضيق في بعض أجزائه إلى أقل من 30 سم، ويمتد إلى نحو 35 مترا، في ممرات متعرجة وضيقة وغير معبدة، وهو يقع في زقاق «41» السكني؛ بالتحديد في سوق الكسرة داخل محلة «302»، ويعد الزقاق الأكثر ضيقا بين بقية الأزقة القديمة، ويسميه العامة «الدربونة الضيكة»، و(الدربون في اللهجة العراقية الدارجة تعني الزقاق) كونه لا يسمح بالمرور فيه لأكثر من شخص واحد، ويقطنه أكثر من عشر عائلات على جانبيه، في بيوت شعبية ذات كثافة سكانية عالية، أنشأت في ثلاثينات القرن المنصرم، ولا تزال شاخصة حتى الآن.
يقول البقال مصطفى نصيف (أبو خالد) في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إن الأفراح والأحزان لا تمر قريبا من هذا الزقاق، والمعروف بين العامة بـ«الدربونة الضيگة»، فالعروس مثلا لا يمكنها أن تزف من بيت أهلها بسبب ضيق المكان، وتضطر لاختيار أحد بيوت أقاربها في مناطق مجاورة، وكذا الحال مع مراسم الوفاة؛ إذ إن أهل المتوفى يعانون الأمرين من أجل إخراج الجنازة من البيت للسبب ذاته، ويضطرون لإخراجها أحيانا إلى تمريرها عبر سطوح الدور.
ويضيف: «في إحدى المرات نشب حريق داخل أحد البيوت، فلم يستطع عمال الإنقاذ نجدة الكثيرين بسبب ضيق المكان، وتواصل الحريق ساعات طولية، مما تسبب في إزهاق أرواح أناس حشروا في ذلك الزقاق».
المواطن أبو وسام، مسؤول لجنة الخدمات في المجلس البلدي بحي الكسرة، قال في حديثه لـ«الشرق الأوسط»:
«إن معظم بيوت الزقاق كانت في الأصل عبارة عن قطع أراض، تعود لشخص واحد، باعها للسكان على شكل (عرصات) قطع صغيرة، وبنيت بشكل عشوائي، دون إجازات بناء أو خرائط سكنية رسمية».
وأضاف: «سكان الحي يعانون كثيرا في حياتهم اليومية، بسبب ضيق الحي، حتى إن أثاثهم يدخل ويخرج من البيوت عبر سطوح الدور القريبة ومنها إلى الشارع المحاذي للزقاق، وغالبا ما تهمل الأجهزة الكهربائية المنزلية، فيما لو أصابها عطل بسيط لأن إخراجها يعني تكبد مشاق كبيرة، كما أن باعة تلك الأجهزة (الدوارة) لا يمكنهم دخول المكان لشرائها».
وأكد: «حل مشكلة هذه الأزقة يتم عبر إيجاد سكن ملائم آخر لهم، وتهديم الدور وبنائها وفق المواصفات القياسية والصحية في البناء».
وخلال جولة «الشرق الأوسط» في الزقاق، شكت المواطنة أم عدي، صاحبة إحدى الدور القديمة، من مشاق السكن في هذا الزقاق، وتمنت من الحكومة العراقية أن تتوصل لحل مناسب لمعاناتهم على مدى سنوات طويلة. واستدركت بالقول:
«إذا ما مرض أحد منا سنجد صعوبة في إخراجه للمستشفى وإغاثته، كذلك الحال مثلا مع أسطوانة الغاز التي لا تدخل بيوتنا إلا بمشقة بالغة، ونشعر أننا في سجن رطب وعفن وليس في بيوت كباقي خلق الله». وأكدت: «لولا أزمة السكن الخانقة في بغداد، لرحلت معظم العائلات من هنا، لأن البيوت غير مناسبة للسكن مطلقا».
وعن ذكرياتها في هذا الزقاق قالت: «كثير ما كان مأوى مناسبا للفارين من الخدمة العسكرية، أيام صدام حسين، بسبب ضيقه، وكونه لا يخطر على بال القوات الأمنية التي كانت تطاردهم آنذاك».
وتقع منطقة الكسرة وسط بغداد، وتعد من المناطق الشعبية القديمة، وتربط بين منطقتي الأعظمية والوزيرية. وتعتبر ذات أعلى نسبة كثافة في بغداد؛ إذ إن العائلات التي سكنت منذ أكثر من سبعين سنة في بيت لا تتجاوز مساحته مائة متر مربع بقيت في البيت نفسه، وأغلب عائلات هذه المنطقة من صغار الكسبة والعمال.
يذكر أن هذا الحي سمي بـ«الكسرة» نسبة إلى الكسرة التي حدثت في سدته من جهة النهر بسبب فيضان دجلة سنة 1925م وإغراق المدينة، وهي تمتد من شارع «المغرب» إلى شارع «طه» باتجاه الأعظمية
منقوووووول