لم يكن هذا التقويم قط تـقـويـمـاً مسيحياً منذ نشأة المسيحية ، وإنما عمل به في القرن الخامس عشر الميلادي ، وانتشر بعد ذلك في العالم مع انتشار السَّيطرة الاستعمارية العسكرية والثقافية .
وكان الراهب « أكسيجوس : D. Exigus » المتوفى سنة 550م ؛ قد توصَّل إلى أن المسيح عليه السلام ولد في 25 ديسمبر/كانون الأول سنة 754 رومانية ، وقد جعل أول يناير من تلك السنة يساوي أول يناير من السنة الأولى للميلاد ، أي بداية التقويم الميلادي ، وقد اعتمد في ذلك على رواية نُسبت إلى « كليمنت الإسكندري » مفادها أن المسيح ولد في 25 ديسمبر من السنة الثامنة والعشرين لحكم القيصر أغسطس أوكتانيوس الذي يصادف سنة 727 رومانية وهذا يساوي سنة 754 رومانية .
وقد جعل أكسيجوس بداية السنة الميلادية بيوم البشارة في 25 آذار/مارس ، وجرى الناس على ذلك سنين طويلة ، حتى وقع الاختيار على الأسبوع الذي يلي تاريخ الميلاد ليكون بدايةً للسنة الجديدة ، وهو ما استقر عليه الأمر إلى اليوم .
وقد وقع كل من كليمنت وأكسيجوس في أخطاء تاريخية في هذا التقويم ذلك أن السنة التي تعدّ بداية لحكم أغسطس إنما هي سنة 723 رومانية يوم انتصاره في معركة أكتيوم البحرية ، لا سنة 727 رومانية كما ذهب كليمنت ، أي أن المسيح عليه السلام ولد في العام 751 رومانية وليس في العام 754 .
وكما أُبقي على الخطأ في أسـماء الأشهر الغربية في هذا التقويم ولعدم انتباه أحد إليه عبر القرون .
وقد ثبَّتت الكنيسة هذا التقويم سنة 1531م . وهو ما يُعرف اليوم بالتقويم الشرقي ، ثم انتشر ببطء في المشرق العربي وشرقي أوروبا ، وقد طرأ بعد ذلك تعديلٌ أخير على التقويم الميلادي وهو ما يُعرف بالجريجوري أو الغربي .