Tuesday 17 July 2012
بغداد تسلمت جثامين 23 عراقيًا بينهم صحافيان قتلوا في سوريا
العراق يطالب رعاياه في سوريا بالعودة ويدعو لعدم التعرض لهم
ايلاف
دعا العراق اليوم أطراف النزاع في سوريا إلى عدم التعرض لرعاياه هناك بعدما طالت أحداث العنف الدامية التي تشهدها البلاد حاليًا العراقيين المقيمين على أراضيها والذين أعلن اليوم عن مقتل عدد منهم هناك حيث تسلم العراق اليوم من السلطات السورية جثامين 23 من مواطنيه بينهم صحافيان راحوا ضحية المواجهات العسكرية بين الجيشين النظامي والحر في مدن دمشق وريفها وحمص وحلب.أعلن الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية علي الدباغ بأن مجلس الوزراء قد ناقش بجلسته الإعتيادية المنعقدة هذا اليوم الثلاثاء تزايد حوادث القتل والإعتداء على العراقيين المقيمين في سوريا ودعا أطراف النزاع في سوريا إلى عدم التعرض لهم كونهم ليسوا طرفاً في النزاع الدائر حالياً في سوريا. وأكد الدباغ في تصريح صحافي تلقته "ايلاف" أن العراقيين هم ضيوف يقيمون بصورة موقتة في سوريا وأن الحكومة العراقية تدعوهم للعودة الى الوطن حيث سيتم تأمين كل الوسائل اللازمة لعودتهم.
واضاف الدباغ ان مجلس الوزراء ناقش ايضا مسألة إختراق الطائرات الحربية التركية وانتهاكاتها المتكررة للأجواء العراقية وتعريض أمنه وأمن مواطنيه للخطر حيث تم رصد هذه الإنتهاكات من قبل أجهزة الرادار العراقية.
وقال إن الحكومة العراقية إذ تدين هذه الخروقات لأجواء وسيادة العراق، فإنها وانطلاقاً من مسؤوليتها الوطنية وحمايتها أجواءها فإنها تحذر تركيا من أية خروقات أو انتهاكات لأجواء العراق وأراضيه. وأكد الدباغ أن مجلس الوزراء وجّه وزارة الخارجية العراقية لتقديم احتجاج لمجلس الأمن الدولي وتثبيت هذه الإختراقات والإنتهاكات وسيحتفظ العراق بحقه في اتخاذ كل الإجراءات لمنع هذه التجاوزات على سيادته.
وأشار الى أن مجلس الوزراء وحرصاً منه على توطيد العلاقات بين البلدين والشعبين الجارين فإنه يذكّر الحكومة التركية بأن هذه الممارسات تضر بالعلاقات المشتركة وتتنافى وقواعد حسن الجوار والمصالح المشتركة.
ومن جهته، دعا مرصد الحريات الصحافية الصحافيين العراقيين المتواجدين في سوريا الى اتخاذ الحيطة والحذر والتواصل مع السفارة العراقية في دمشق ونصحهم بالإمتناع عن السفر لسوريا خلال هذه المرحلة لخطورة الأوضاع الأمنية هناك. وطالب الحكومة العراقية بالقيام بإجراءات سريعة لإجلاء البقية منهم والذين إنقطعت بهم السبل في أنحاء من سوريا ومحاولة تأمين عودتهم الى البلاد.
وأدان المرصد مقتل صحافيين عراقيين في حادثين منفصلين من قبل مجموعة مسلحة في منطقة جرمانة كانا يغطيان الإشتباكات بين الجيش السوري النظامي والجيش السوري الحر. في وقت سابق اليوم، قال مصدر أمني عراقي إن سلطات بلاده تسلمت جثامين 23 عراقيا بينهم صحافيان قتلوا خلال الأحداث الدامية التي تشهدها سوريا منذ 17 شهرا.
وأضاف أنّ السلطات العراقية تسلمت جثماني الصحافيين العراقيين علي جبور الكعبي رئيس تحرير صحيفة الرواء الاسبوعية وفلاح طه الذي يعمل صحافيا حرا لعدة مؤسسات اعلامية عراقية وهما عضوان في نقابة الصحافيين العراقيين حيث قتلا بالرصاص وبطعنات سكاكين في حي جرمانة في ضواحي العاصمة دمشق وسيسلما الى ذويهما اليوم الثلاثاء. وقد نقلت عناصر من الاستخبارات والشرطة السورية جثماني الصحافيين عبر معبر الوليد الحدودي وسلمتهما الى السلطات العراقية مع التقارير الطبية العائدة لهما.
ومن جهته، أشار مصدر في قيادة حرس الحدود في محافظة الانبار الغربية الى أن السلطات العراقية تسلمت من سوريا جثامين 21 عراقياً قتلوا في الأحداث التي تشهدها غالبيتهم من أهالي العاصمة بغداد. وقال إن السلطات السورية سلمت صباح اليوم قوات حرس الحدود العراقية في منطقة القائم (380 كم غرب الرمادي) جثمان 21 عراقيا قتلوا في الأحداث التي تشهدها سوريا" موضحا أن "القتلى قضوا بطلقات نارية وقصف صاروخي في مدن حمص وريف دمشق وحلب".
وأضاف المصدر أن "غالبية القتلى من العاصمة بغداد والآخرين ينتمون إلى محافظات مختلفة" مشيرا إلى أن "قوات حرس الحدود العراقية تكفلت بنقل الجثامين إلى العاصمة برفقة وحدة عسكرية" كما نقلت عنه وكالة السومرية نيوز. وكانت تقارير تحدثت عن مشاركة مجموعات مسلحة عراقية في أعمال العنف التي تشهدها سوريا إما لصالح النظام أو المعارضة.
وقال الحزب الاسلامي العراقي تعليقا على مقتل العراقيين في سوريا ان تزايد حوادث قتل العراقيين في سوريا يثير القلق والمخاوف على مصيرهم مع تصاعد حدة المواجهات العسكرية هناك. ودعا في بيان صحافي اليوم السلطات العراقية "للقيام بمهامها في متابعة أوضاع العراقيين عامة والصحافيين منهم على وجه الخصوص وحمايتهم كونهم يمثلون سفراء الحقيقة وأبطالها".
وقد أدان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي السبت الماضي "المجزرة" التي وقعت في قرية التريمسة في ريف حماة وأسفرت عن مقتل أكثر من 200 شخص مشدداً على ضرورة نبذ العنف والإرهاب والإسراع في إيجاد حل سلمي لإنقاذ سوريا. وكان السفير السوري في العراق نواف الفارس أعلن في الحادي عشر من الشهر الحالي انشقاقه عن نظام الرئيس بشار الأسد واصفاً الأخير بـ"الدكتاتور"، فيما دعا عناصر الجيش النظامي والشباب السوري إلى الالتحاق بالثورة وعدم السماح للنظام بزرع الفتنة.
ومن جهتها، قالت لجنة الهجرة والمهجرين في مجلس النواب العراقي إن العراقيين في سوريا يتعرّضون لاعتداءات في مناطق معينة من العاصمة دمشق. وأشارت رئيسة اللجنة لقاء وردي إلى أن وزارة الهجرة والمهجرين العراقية شكلت لجنة طارئة لاستقبال العراقيين العائدين من سوريا مؤكدة الحرص على تهيئة الأجواء المناسبة لعودة العراقيين من سوريا وباقي الدول التي يتواجدون فيها.
وأوضحت أنه قد تم تخصيص مخيمات على الأراضي العراقية للأسر العائدة من سوريا، وذلك بالتعاون مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في العراق، حيث سيتم إنشاء مخيم في منطقة حصيبة الواقعة على الحدود العراقية الغربية مع سوريا لهذا الغرض.
أما رئيس البعثة الدولية للصليب الأحمر في العراق ماغني بارث فقد أوضح أن البعثة تتابع عن كثب الأوضاع في سوريا بخصوص العراقيين المقيمين فيها، لكنه أشار إلى أن البعثة لم تتخذ أي استعدادات لإجلائهم من سوريا حتى الآن. وقد أعلنت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في العراق أنها بدأت التحضيرات على الحدود العراقية مع سوريا استعدادًا لعودة أعداد كبيرة من العراقيين إذا تصاعدت حدة الاضطرابات الجارية في سوريا.
يذكر أن حوالى 400 ألف عراقي يقيمون في سوريا بعدما غادروا بلادهم بسبب أعمال العنف الطائفي التي اجتاحت العراق عامي 2006 و2007 رغم أن إحصاءات وزارة الهجرة والمهجرين العراقية والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين تشير إلى وجود 200 ألف عراقي هناك، لكن السلطات السورية تؤكد وجود أكثر من مليون ونصف المليون لاجئ عراقي على أراضيها.