الارتداد المعدي المريئي ، هو أعراض مزمنة أو خلل في مخاطية المريء تنتج عن رجوع غير طبيعي لحمض المعدة نحو المريء ، ويحدث نتيجة لقصور في وظيفة عضلة المريء أو فشل وسائل الحماية الأخرى ، ويعرف المريء بأنه عضلة أنبوبية ضيقة يبلغ طولها 40 سم تقريبا ، لتبدأ من بعد اللسان وتنتهي عند المعدة ، وهو يتكون من ثلاث طبقات ليفية من الخارج وعضلية من المنتصف تحتوي بداخلها على غشاء مخاطي ، يعد الارتداد المريئي حالة شائعة جدا تتراوح نسبة الإصابة له 20-40% من الناس ، وتزداد نسبته بعد سن الأربعين ، وهو يصيب الجنسين بنفس النسبة .
الأعراض :
– الحرقة : ويحدث الإحساس بالحرقة بمنطقة خلف القص وتزداد بعد تناول الطعام وعند الاستلقاء .
– عسر البلع .
– البلع المؤلم .
– التجشؤ .
– التظاهرات خارج المريء وتتمثل في :
* ألم الصدر غير المفسر : حيث يتم تحويل المرضى بهذه الأعراض من عيادات أمراض القلب عند الاشتباه بأمراض نقص التروية القلبية الناتج عن الذبحة الصدرية والاحتشاء ، ولكن بعد الفحوصات التي تنفي وجود أمراض قلبية والتي تؤكد الارتداد المسبب لألم الصدر .
* تظاهرات رئوية : حيث تتظاهر كثير من الأمراض الرئوية بالارتداد المريئي مثل : الربو القصبي ، التهاب القصبات المزمن ، ذات الرئة الاستنشاقية ، انقطاع التنفس أثناء النوم ، انخماض الرئة ، التليف الرئوي الخلالي .
* تظاهرات أذنية : حيث يشتكي المريض بأعراض تدفعه لزيارة عيادة الأنف والأذن والحنجرة مثل : السعال ، ألم الحلق ، بحة الصوت ، التهاب الجيوب الأنفية المزمن ، التهاب البلعوم الخلفي ، الإحساس بوجود جسم غريب في الحلق .
التشخيص :
– وقوف الطبيب على شكاوي المريض ، مع سرد بعض الأسئلة لتحديد مدة بداية الأعراض ، أثر مضادات الحموضة على تلك الأعراض ، أسئلة هامة تساعد الطبيب في التشخيص الصحيح .
– قد يلجأ الطبيب لإجراء التنظير الهضمي العلوي للتأكد من وجود التهاب المريء ، وتحديد درجة الالتهاب ، التحقق من وجود داء باريت ، ونفي الاشتباه بأمراض أخرى مثل القرحة الهضمية .
– اجراء مراقبة إفراز الحمض لمدة 24 ساعة ، أحد الفحوصات التي يتم اجراءها لتشخيص الارتداد المريئي ، والذي يتم اجراءه للمرضى الذين يعانون من أعراض الارتداد ولا يستجيبون للعلاج ، أو لمن لديهم ألم في الصدر غير نوعي ، ومظاهر خارج المريء ، كذلك يتم اجراء هذا الفحص للمرضى الذين سيخضعون للعلاج الجراحي .
أمراض تتشابه في الأعراض مع الارتداد المريئي وهي :
– التهاب المعدة .
– التهاب المريء .
– التهاب المريء بالأدوية .
– القرحة الهضمية .
– عسر الهضم .
– أمراض القنوات الصفراوية .
– امراض الشرايين الإكليلية .
– اضطرابات المريء الحركية .
مضاعفات الارتداد المريئي :
– التضيق .
– داء باريت .
– السرطان الغدي .
العلاج :
– يهدف العلاج الحفاظ على درجة حموضة المعدة بمستوى 4 أو أعلى ، ويتم وصف مضادات مستقبلات الهستامين مثل السيميتيدين ، بالإضافة لعلاجات أخرى مثل الرانتيدين ، الفاموتدين .
– ومن العلاجات الحديثة أيضا مضادات البروتون ، و Omperazole ، Lansoprazole ، Rabeprazole ، Esomeprazole ، والتي يتم وصفها مرتين يوميا ويستمر المريض عليها لفترة طويلة .
– قد تحتاج بعض الحالات للتدخل الجراحي لمنع حدوث ارتداد حمض المعدة إلى المريء .
نصائح علاجية :
يتزامن علاج الارتداد المريئي بعدة نصائح هامة تعمل على الشفاء وتساعد في راحة المريض وتجنب المضاعفات وهي :
– النوم مع رفع السرير لرفع الجزء العلوي من الجسم والرأس .
– اتباع حمية غذائية صارمة لإنقاص الوزن ، مع تناول وجبات خفيفة عديدة وعلى فترات متقاربة وعدم تناول الوجبات مرة واحدة وملء المعدة .
– تجنب تناول الطعام قبل النوم مباشرة بل تناول الوجبة بما لا يقل عن ساعتين .
– الامتناع عن التدخين ، الكحول ، النعناع ، الشيكولاته ، الأطعمة الدسمة .