ترك المنتخب الوطني لكرة القدم غصة في نفوس الجماهير العراقية التي لم تكن تحتاج أصلا لمزيد من الألم، فبين حزن يخيم على البلاد بسبب تفجير الإسكندرية الدامي وبين الاخفاق في تقديم المطلوب كيف سيكون شكل الأداء أمام فيتنام بعد التغييرات الطارئة.
ملعب الدم
في الإسكندرية لم يدر بخلد جمع من الشبان أن يكون تتويجهم بأوسمة الشهادة، أسرع من التتويج بكوؤس وميداليات التفوق في نهائي إحدى مباريات كرة القدم للفرق الشعبية، إذ تسلل ارهابي وأعلن نهاية حفل التتويج بطريقة دموية بشعة اسقطت العديد من قتيل وجريح، ونسف الحزام آمال الشباب بأن يطوروا مستوياتهم ويفرحوا بما حصدو من نتائج السباق، ونسف أيضا قاف كرة القدم ليصيرها إلى كرة الدم، وهو المشهد الذي أثر على الرياضيين بصورة خاصة والشعب بشكل عام.
الشارات السود
المنتخب الوطني لم يكن بعيدا عن الشعور بمدى تأثير الفاجعة ويدرك ان قراءة سورة الفاتحة أو وضع الشارة السوداء لن يفي أولئك الذين تضرجوا بدماءهم التي تناثرت مثلما تناثرت جوائز مبارياتهم التي كانوا ينتظرون الحصول عليها، وبمواجهته لفيتنام على المنتخب الوطني أن يدرك ان الشعب ورغم كل المآسي والمعاناة لم يتوان عن المؤازرة والتشجيع وانتظار تحقيق الفوز ليحيي الآمال البعيدة التي ستكون مرهونة بنتائج الفرق المنافسة الأخرى والهبات التي يحصل عليها المنتخب.
تغيير طاريء
بعد أن كان المدرب يحيى علوان هو المعول عليه وهو الخط الأحمر الذي لايمكن انتقاده او الاعتراض على عمله، بمجرد انتهاء المباراة أمام تايلاند أصبح خارج أسوار المنتخب ولافرق بين الاستقالة أو الإقالة ففي كليهما بات علوان هو الخائب الوحيد، لتوجه الأنظار ومن ثم الدعوة الرسمية لمدرب المنتخب الاولمبي عبد الغني شهد لإكمال فرض وجوب اللعب أمام فيتنام مع الرغبة بتحقيق الفوز وانتظار النتائج لتحديد مصير المنتخب من التأهل للدور الثاني من التصفيات في فرصة لم ولن يحصل على مثلها عندما وضعته القرعة في مجموعة أقل ما يقال عنها أنها الاضعف.
حراك مبطن
بعيدا عن هذا وذاك وفي خضم الانشغال بالمباراة أمام فيتنام فإن الهيئة العامة لاتحاد الكرة ربما ستصحو من رقدة طويلة وترفع يد الاعتراض، وستسير في طريق تجميع قواهات من أجل إحداث الإنقلاب في الهيئة الإدارية للاتحاد وهي لن تجد فرصة أفضل من الإخفاق الملحوظ والاخطاء الإدارية كي تتتكيء عليها وترفع شعار سحب الثقة.
المصدر
www.alsumaria.tv