في أحد أحياء نواكشوط و حسب ما أفادتني سيدة اليوم التقيتها و هي جارة لأهل الضحية، أقدم بعض الأطفال ما بين الثامنة و الخامسة عشرة على أخذ أحد أصدقائهم و ربطه و ببل إحكام ربكه في حائط مهجور إلى جوار منطقة "صوكوكو" و هي منطقة رملية في ضاحية نواكشوط معروفة بشساعتها و انعدام المباني فيها إلا بعض باعة لبن الإبل الطارج . في احد الحيطان المهجورة أحكموا ربطه و بحث عنه أهله لمدة 3 أيام و هم مقدرين فقط أنه مع بعض أقرابه في اماكن اخرى من نواكشوط أو مع أصدقائه ، بعد انتظار و بحث مضن لم يفهموا القضية فجدوا في البحث مجندين أقرباء له من الشرطة و بعض الاهل, انتبه أحد أصدقائه و هو أصغرهم لبحثهم عنه و في خضم رعبهم و خوفهم أهبرهم بهدوء : فلان ، لقد أحكم ميماتي ربطه و هو في منطقة صوكوكو .استدعى الأهل الأصدقاء و ذهبوا إليه بعد 3 أيام على حد قول الجارة و جدوه و قد شارف على الموت من العطش و الجوع و لم يعد قادرا على الكلام و لا الحركة كان موثوق اليدين و الرجلين مقيدا، و و فمه كان محشوا. تم الأمر في إطار مزاح بين الأصدقاء و نوع من العقاب بينهم ، كان الطفل موثوقا على طريقة مراد و أصدقائه و في الجماعة هنالك مراد و ميماتي و الثالث المسمى عبد الحي ، و يطبقون حلقات المسلسل على بعضهم و مع الآخرين.
مرد الأمر أن عدم مراعاة عامل السن أثناء مشاهدة التلفزيون ظاهرة خطيرة و خطيرة جدا، و في المجتمع الموريتاني لا تعطى أي اهتمام فالتلفزيون يشاهد بفوضوية و تلقائية و يشاهده الجميع و لا يعني الامر مثلا أن البرامج و الافلام ذات الطابع الخليعي أو الفاضح يمكن للجمعيع مشاهدتها إلا أنها لا تشاهد أصلا في البيوت الموريتانية و تقتصر مشاهدتها على الأصدقاء و الصديقات و حتي في هذه الأهل لا ينتبهون لأبنائهم ماذا يشاهدون مع اصدقائهم و صديقاتهم ما أضراره و سلبياته ؟
الطفل كاد يموت لأن صديقه هو بدور ميماتي في مجموعتهم، ربما لو كان معه مسدس لقال لمراد " أأوصو يا معلم " و يرد عليه مراد: نعم . و تقع الواقعة. مشاهدة التلفزيون و عامل السن نقطة مهملة في المجتمع، حتى أنك تجد طفلا أول ما بدأ ينطق ، يردد مقاطع من سيناريو المسلسل لأن الوالدة تتابعنه بشكل يومي بل و حتى مرتين يوميا.