في كُلّ قارة من قارات العالم يقام عدد كبير جداً من المسابقات الرياضيّة، وبالطبع للعبة الأكثر شعبيّة حول العالم نصيبٌ هائل من هذه المسابقات. ففي حين تستضيف كل دولة بطولاتها المحليّة الخاصة، دائماً ما يكون هناك بطولات على نطاق واسع سواء عالميّ أو قاريّ، لا.. أنا لا أتحدّث عن كأس العالم؛ أنا أتحدّث عن بطولة تُسمّى دوري الأبطال.
هي البطولة الأهم على صعيد الأندية في كل قارة، حيث يشارك فيها أبطال الدوريات المحلية إضافة إلى أصحاب المركز الثاني وفي بعض الأحيان الثالث من كل دوري، بينما تحظى الدوريات صاحبة التصنيف الدوليّ العالي على أربعة مقاعد منافسة في عالم هذه البطولة، وكلما قلّ تصنيف البطولة المحلية ينقص عدد الفرق المشاركة.
تُعدّ مسابقة دوري أبطال أوروبا أهم بطولة على صعيد الأندية في أوروبا وبالتالي في العالم، بل تضاهي شعبيتها كأس العالم للمنتخبات، تغيّرت تسميتها في بداية تسعينيات القرن الماضي بعدما كانت تسمى رابطة الأبطال الأوروبية، لكنها بقيت بذات الإثارة وذات الكأس (أم الاذنين) كما تُلقّب، وتتصارع كبار أندية أوروبا ونجومها في كل أنحاء العالم من أجل معانقة اللقب الأوروبي الأهم، ورفع الكأس ذات الأذنين.
للأسف الشديد، وبالرغم من إجراء هذه المسابقة سنويّاً، إلا أن هناك مجموعة كبيرة من نجوم كرة القدم الذين تألقوا في ميادين الساحرة المستديرة ولم يستطيعوا معانقة اللقب الأوروبي، سواءً كان بسبب الحظ العاثر أو عدم إتاحة الفرصة المناسبة.
نحن بدورنا سنستعرض عليكم بهذا التقرير أبرز لاعبي كرة القدم الذين لم يفوزوا بدوري الأبطال، أسماء ستفاجئك دون شك!
قبل البداية يجب التنويه أن الأسطورة البرازيلية بيليه لم تتم إضافته لهذه القائمة لأنه لم يحترف في أوروبا، واقتصرت مسيرته على اللعب في البرازيل والولايات المتحدة الأمريكية، والآن قراءة ممتعة نتمناها لكم.
دييجو أرماندو مارادونا
ابن مدينة بيونس آيرس الأرجنتينية والمولود عام 1960، والذي أطرب الجماهير بفنياته ومهاراته، ودائماً ما يُصنّف على أنه الأفضل في التاريخ مع البرازيلي بيليه.
سجّل مارادونا في مسيرته 259 هدف في 491 مباراة، ومثّل أندية ارجنتينيوس جونيورز وبوكا جونيورز وأولد بويز في الأرجنتين، وبرشلونة وإشبيلية في إسبانيا، ونابولي في إيطاليا، وحقق كُلّ الألقاب الممكنة على صعيد الأندية والمنتخب، لكنه لم يستطع رفع كأس دوري الأبطال.
رونالدو
الظاهرة البرازيلية المولود في ريو دي جانيرو عام 1976، والذي مثّل أندية كروزيرو وكورينتيانس في البرازيل، وانتر ميلان واي سي ميلان في إيطاليا، وبي اس في ايندهوفن في هولندا، والغريمين التاريخين في إسبانيا ريال مدريد وبرشلونة.
حقق هو الآخر كل الجوائز الممكنة على الصعيدين الفردي والجماعي، وحصد كل الألقاب على مستوى الأندية والمنتخب، لكن تظلّ ميدالية دوري الأبطال هي الوحيدة التي تنقص خزائنه، واكتفى بالوصول لنصف النهائي فقط، ومن أبرز إنجازاته الفوز بالكرة الذهبية ثلاث مرات والفوز بكأس العالم والدوري الإسباني وكوبا أمريكا.
زلاتان إبراهيموفيتش
يُعدّ السلطان السويدي المولود في مدينة مالمو عام 1981 حاصد البطولات على الصعيد المحلي، فأينما ارتحل يحقق البطولات، فمن المعروف عن السويدى أنه كثير التنقل بين الأندية، لكنه أينما ارتحل يحقق الألقاب، سواء في هولندا أو إيطاليا أو إسبانيا أو فرنسا.
لكن هذا التألق المحلي لم يشفع له بأن يكون بطل أوروبا، فمثّل أندية انتر ميلان وأي سي ميلان وجوفينتوس في إيطاليا، وأياكس في هولندا، ومالمو في السويد، وبرشلونة في إسبانيا، وباريس سان جيرمان في فرنسا، وسجّل 377 هدف في مسيرته حتى الآن، وحقق بطولة الدوري مع جميع الأندية التي لعب معها.
من الطريف أنه عندما انتقل إبرا إلى فريق برشلونة قادماً من الأنتر في موسم 2009 – 2010 حقق الأنتر دوري الأبطال بنفس الموسم وأقصى البرسا أيضاً، وفي الموسم التالي انتقل إبرا إلى الميلان بسبب خلافاته مع مدرب البرسا جوارديولا، فحقق البرسا دوري الأبطال بنفس الموسم.
لكن بالنظر للمستوى الكبير الذي يقدّمه مع فريقه الحالي باريس سان جيرمان ربما سيحظى بكأسه الأول في عالم دوري الأبطال لهذا العام، مع العلم أنه ما زال من أبرز المهاجمين في العالم ولكن فرصه ستتضاءل كثيراً إذا ما حقق اللقب هذا العام.
مايكل بالاك
النجم الألماني المولود في شرق ألمانيا عام 1976، هو حامل مشعل الألمان في وقت جفت الملاعب الألمانية من المواهب، فاستطاع قيادة المنتخب الألماني لنهائيات كأس العالم وأمم أوروبا، ومثّل أندية كايزرسلاوترن وبايرن ليفركوزن وبايرن ميونخ في ألمانيا، وتشيلسي في إنجلترا.
حقق مع جميع الأندية السابقة عديد النجاحات، لكنه كان سيء الحظ في دوري الأبطال، فوصل للنهائي في مناسبتين ولم يستطع تحقيق اللقب، لذلك يُعدّ بالاك من أكثر اللاعبين سيئي الحظ لأنه خسر عدة الألقاب في الأمتار الأخيرة.
أبرز خيباته كانت عام 2002 عندما كان في ليفركوزن، فقد خسر نهائي دوري الأبطال أمام ريال مدريد، ونهائي كأس ألمانيا أمام شالكة، والدوري الألماني في الجولة الأخيرة حيث كان يكفي البايرن التعادل للتتويج لكنهم خسروا بنتيجة 2-0 أمام مينوس وانتصر البايرن على بريمن بنتيجة 3-1، لتضيع ثلاثية على بالاك ورفاقه، ولم يتوقف الأمر هنا فقد خسر نهائي كأس العالم أمام البرازيل.
تكرر معه الأمر نفسه عندما كان في تشيلسي عام 2008، فقد خسر الدوري بالجولة الأخيرة بعد تعادل البلوز تشيلسي وفوز مانشستر اليونايتد، وخسر أيضاً نهائي دوري الأبطال أمام اليونايتد بركلات الترجيح، ونهائي أمم أوروبا أمام اسبانيا.
جيانلويجي بوفون
يُعدّ الحارس الإيطالي صاحب الـ 37 عاماً الأفضل في التاريخ عند كثير من متابعي كرة القدم، وحقق إنجازات كبيرة في مسيرته، وضرب العديد من الأرقام القياسية، ولعب لباراما ونادي يوفينتوس الإيطالي الذي ما زال حارساً له حتى يومنا هذا.
هو صاحب أعلى صفقة لحارس مرمى عام 2001 عندما انتقل لليوفي من بارما بمبلغ (51 مليون يورو)، وتمكّن من رفع كأس العالم مع الآزوري الإيطالي والوصول لنهائي أمم أوروبا، لكن دوري الأبطال ظلّ عصياً عليه وخسر في النهائي في مناسبتين، لكنه حقق لقب كأس الاتحاد الأوروبي رفقة بارما عام 2001، ويملك 154 مشاركة دولية رفقة المنتخب.
فرانشيسكو توتي
ملك روما وابنها، هكذا يُلقّب النجم الإيطالي صاحب الـ 39 عاماً المعروف عنه الوفاء الكبير لنادي العاصمة الإيطالية، فقد رفض عديد العروض من كبار أوروبا من أجل البقاء في روما.
لكن هذا الشيء أثّر على مسيرته وحرمه من الفوز بدوري الأبطال، واكتفى بالوصول لربع النهائي، لكن القدر أنصفه وتمكّن من رفع كأس العالم مع الآزوري عام 2006، وفاز توتي بلقب هدّاف الدوري الإيطالي وحقق لقب الدوري وكأس إيطاليا رفقة روما.
يُعدّ أيضاً توتي أكبر لاعب سجّل في دوري الأبطال بعد أن سجل في شباك فريق مانشيستر سيتي عام 2014 بسن 38 كاسراً رقم رايان جيجز لاعب مانشستر يونايتد السابق، ومساعد المُدرّب الحالي للفريق.
مايكل أوين
ابن مدينة تشيستر الإنجليزية، المولود عام 1979، وأفضل لاعب في أوروبا عام 2001، كان واحداً من أهم المواهب في وقته، وأتعب دفاعات الخصوم بتحركاته ومهاراته، ومثّل أندية ليفربول ومانشستر يونايتد ونيوكاسل وستوك سيتي في إنجلترا، وريال مدريد في إسبانيا، لكن الإصابات أثّرت كثيراً على مسيرته، ولم يستطع تحقيق لقب دوري الأبطال.
اكتفى بالوصول للنهائي رفقة مانشستر يونايتد عام 2011، ويظلّ فوزه بلقب الدوري الإنجليزي مع اليونايتد عام 2011 من أبرز إنجازاته، وستتذكر الجماهير طويلاً هدفه الساحر في شباك الأرجنتين في مونديال فرنسا عام 1998.
فابيو كانافارو
بطل العالم مع الآزوري الإيطالي عام 2006 والمولود عام 1973، وأفضل لاعب في العالم عام 2006، كان يُعدّ من أفضل المدافعين في وقته، وحقق العديد من الإنجازات مع الأندية والمنتخب، ومثّل أندية نابولي وانتر وبارما وجوفينتوس في إيطاليا، وريال مدريد في إسبانيا، والأهلي الإماراتي.
من أبرز إنجازاته كأس الاتحاد الأوروبي والدوري الإيطالي والدوري الإسباني، لكن من سوء حظه أنه لم يحقق دوري الأبطال.
سيسك فابريجاس
تمنّعت كأس دوري الأبطال بشكل كبير على النجم الإسباني صاحب الـ 28 سنة، سيسك حقق كل شيء ممكن مع الأندية والمنتخب، لكن دوري الأبطال دائماً تكون عصية عليه ولا يستطيع تحقيقها، ليكتفي بالوصول للنهائي عام 2006 برفقة فريق أرسنال الإنجليزي.
مثّل سيسك أندية أرسنال وتشيلسي في إنجلترا، وبرشلونة في إسبانيا، ويحمل سيسك نحساً كبيراً بهذه المسابقة، فبرشلونة فقد بريقه الأوروبي في الفترة التي كان سيسك يلعب بصفوفه، وحتى تشيلسي المتألق أوروبياً أصبح يخرج من دور الـ 16 منذ قدوم سيسك، لكن هذا النحس لا ينفي موهبة الإسباني وأنه واحد من أهم أركان جيل إسبانيا الذهبي، ومازالت الفرصة مُتاحة لديه لتحقيق اللقب الأوروبي.
مسعود أوزيل
المايسترو الألماني ذو الأصول التركية صاحب الـ 27 سنة، وبطل العالم مع المانشافت الألماني، والذي مثّل أندية شالكة وفيردر بريمن في ألمانيا، وريال مدريد الإسباني، وأرسنال الإنجليزي.
يُعدّ من أبرز صانعي الألعاب في الوقت الحالي، وأينما ذهب يضرب الأرقام القياسية في التمريرات الحاسمة، لكنه اكتفى بالوصول لنصف النهائي ثلاث مرات رفقة الريال فقط في دوري الأبطال، ويُعدّ الدوري الإسباني أبرز إنجازاته على صعيد الأندية عندما حقق لقبه رفقة الريال عام 2012.
هناك قائمة طويلة من اللاعبين المميزين الذين تألقوا في الملاعب العالمية ولم يحظوا بشرف رفع أم الأذنين، أمثال زامبروتا وكامورانيزي وتريزيجيه وآلان شيرار وتورام ورود فان نستلروي وباتريك فييرا.
هناك أيضاً مجموعة أخرى مميزة ما زالت تنشط بالملاعب ولم تحقق اللقب الغالي، أمثال دافيد سيلفا وأجويرو وديجو كوستا وماركو رويس وأنتونيو فالنسيا وسمير نصري وروبيرت ليفاندوفسكي وأردا توران وتياجو سيلفا.
عدم تحقيق هذه الأسماء الكبيرة للقب سيكون حافزاً بالنسبة لهم من أجل القتال في المستقبل لتحقيق اللقب، ونحن سنكون أمام ملاحم كروية من أجل رفع لقب دوري أبطال أوروبا.
أمّا فيما يتعلق بهذه السنة.. فمن برأيك سينتصر في النهاية؟
المصدر
www.arageek.com