هذه اللوحة هي إحدى تحف بيكاسو من مرحلته النيوكلاسيكية، والتى استمرّت من عام 1918الى عام 1925. وفيها يصوّر امرأة جالسة وهي تفكّر أو ربّما يخامرها حلم يقظة.
وقد استخدم الرسّام في اللوحة عدّة طبقات من اللون الأبيض مع ظلال ناعمة من البنّي والرمادي.
وكما هو الحال في العديد من شخوصه الأخرى في تلك المرحلة، فإن بيكاسو تعامل مع ملامح وجه المرأة بأسلوب مثالي يعكس دراسته للفنّ الكلاسيكي.
الهيئة غير الرسمية التي تبدو عليها المرأة، إلى جانب لباسها الفضفاض والشفّاف إلى حدّ ما، يمنحانها طابعا رقيقا ومسترخيا. كما أن نظام الألوان الصامتة في اللوحة يخلع عليها هالة من الرومانسية والتأمّل.
قيل في بعض الأوقات إن المرأة الظاهرة في اللوحة هي زوجة بيكاسو الروسية اولغا كوكلوفا. لكن يُرجّح اليوم أنها سارا ميرفي، إحدى ملهمات بيكاسو في تلك الفترة. وكان قد فُتن بها ما بين عامي 1921 و 1924م.
كانت ميرفي وزوجها جزءا من جماعة من المغتربين الأمريكيين الأثرياء الذين كانوا يعيشون في باريس في عشرينات القرن الماضي. وكان أسلوب حياتهما غير التقليدي يجتذب دائرة من الفنّانين والكتّاب كان من بينهم كلّ من سكوت فيتزجيرالد وإرنست همنغواي. وقد التقى بيكاسو وزوجته اولغا الزوجين الأمريكيين في خريف العام 1921، وارتبطت العائلتان بعلاقة وثيقة منذ ذلك الحين.
قد لا نعرف الهويّة الحقيقية لهذه المرأة. لكن كان من عادة بيكاسو أن يمزج ملامح عدّة أشخاص مختلفين في بورتريه مثالي واحد. ومن ثمّ، فإن هذا البورتريه قد لا يكون استثناءً