شخصيّات المسرحية (وائل، محمّد، جابر، الجدّ عثمان) رئيسَةُ / (بدر الدين، أكرم) ثانويّة
وائل: هيّا يا محمّد ... هيّا فقد حان الموعد
محمّد: لست مستعدّا لمقابلة جابر يا وائل.
وائل مُتَعجّبا ومستنكرا لم يا محمد؟! لم؟
محمد: هل رأيت تصرّفاته، لقد تغيّر كثيرا
وائل: تغيّرات؟! أيّ تغيّرات تعني؟
محمد: لقد ساءت أخلاقه بعدما تعرّف على بدر الدين وأكرم
وائل: لأجل ذلك يجب علينا إخراجه من هذه الورطة
محمد: لقد نصحته ولم ينته
وائل: لا تيأس يا محمد، سنواصل نصحه لآخر لحظة
محمد: المُصيبة أني رأيته يدخّن مع الأشرار، وقد قرّر التوقف عن الدراسة
وائل: بحزن شديد هذا ما كنت أخشاه، لن نتركه بإذن الله
محمد: لن أذهب معك، فلا فائدة منه
وائل: لا يا محمّد لا تكن سلبيّا، جابر فيه خير كثير
سكت محمد ثم تنهّد وهو يقول:
حسنا ... هياّ يا وائل، هيّا يا أخي بارك الله فيك
وقْعُ أقدام ومحمد يُتمتم
طرقٌ على الباب وصوت جابر من الداخل يتساءل
من على الباب؟
وائل: أنا وائل يا جابر ومعي محمد ... افتح الباب
فتح جابر الباب وقد نهض من مكانه بسرعة فرحا قائلا: تفضّلا تفضّلا أهلا بكما
وائل: والله يا جابر ما جمعنا بك إلا الحب في الله والحرص عليك
محمد: نعم يا جابر لأجل هذا أتيناك
جابر: اجلسا لنتحدّث
يجلس الجميع (جلسة التربع) يقول وائل: ألم تسمع قول الله تعالى: يوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتي يا ليتني لم أتخذ فلانا خليلا"
جابر: سامحك الله يا وائل لقد جعلتني ظالما.
محمد: هو لم يقصد هذا، وائل يريد منك ترك مصاحبة بدر الدين وأكرم.
جابر: لو تركناهم في معاصيهم من يُنبّهُهُم
وائل: لا تغالط نفسك لقد أثروا عليك وليس العكس.
محمد: أليس كذلك ... أليس كذلك، لقد شاهدتك تدخّن ولم تحضر إلى المؤسسة منذ شهر تقريبا.
وقعُ أقدام من بعيد وصوت شيخ؛ تسبيح واستغفار
وائل: إنه الجد عثمان ........ محمد: حسنا... لقد جاء ليفصل في الأمر
يدخل الجد متّكئا على عصاه الجد عثمان: السلام عليكم يا أولاد
الأولاد بصوت واحد وعليكم السلام أهلا بالجد عثمان
الجد عثمان: هذا من حسن أدبكم وكرم أخلاقكم
وائل: ماذا تقول في مصاحبة الأشرار وترك الأخيار
يجلس الجد ويقول: أقول كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم " المرء على دين خليله فلينظر أحدكم إلى من يخالل"
جابر: هل هذا يعني أن ننعزل ولا نعرف أحدا؟
الجد عثمان: نعم يا بُني ننعزل أهل الشر أما أهل الخير فلا.
جابر: (في حياء منحني الرأس) كل ما قلتموه صحيح فأنا آسف على بدر مني ولن أعود إليه أبدا
يقف الجد ثم الأولاد ويصافحهم واحدا واحدا قائلا: هكذا يجب أن تكونوا يا أولادي متعاونين على البر والتقوى.. لقد ذكّرتموني بشبابي بارك الله فيكم.