من حسن حظي أني حين أرى من أحسبهُ رفيقا للفكر والعمر أراه مرّتين، في كل واحدة عبرٌ متناثرة تصوّرها مُقلة العين اليمنى بصورة والأخرى بعكسها، وما يميّز النظرتين عن بعضهما؛ أن الأولى شوقٌ والثانية سوقٌ، شوق يجرني للحياة مع الفكر وسوق يسوقني مع العمر، وحسن الحظ كان إيّابا وذهابا، كبُر الشعور في الإقبال وصار وَعيًا في الإحجام، فغُبّرَ لون الجمال بألوان الكمال فهممتُ بالمسح، لكن صاحبي أبى..... أبى من الوهلة الأولى وكأنه فهم القصد، وكيف لا يفهم وهو يحسبني رفيق العمر ثم الفكر، لم يدع لي كلاما أخطه بين الرحلتين، فقد طوى الصفحة بسرعة ومرر الخلاصة على الفؤادين، فلم يكلف أي فؤاد نفسه عناء التسلط رغم جِبِلّة ذلك، واتضح الأمر؛ مع رفيقي نغدو صغارا في الذهاب كبارا في الإياب فمزيدا من العقاب إلى أن تصافح الفكرة العمر في يوم التلاحم والتراحم .................... بقلم عامر غزير