قال الامام علي بن الحسين عليما السلام :

ان الدنيا قد ارتحلت مدبره .
وان الآخرة ترحلت مقبلة ولكل واحد منهما بنون , فكونوا من ابناء الآخرة ولا تكونوا من ابناء الدنيا ,
فكونوا من الزاهدين في الدنيا الراغبين في الآخرة ,
لان الزاهدين اتخذوا ارض الله بساطاً والتراب فراشاً والمدر وساداً والماء طيباً ,
وقرضوا المعاش من الدنيا تقريضاً .
اعلموا انه من اشتاق الى الجنة سارع الى الحسنات وسلا عن الشهوات .
ومن اشفق من النار بادر بالتوبة الى الله من ذنوبة وراجع عن المحارم .
ومن زهد في الدنيا هانت عليه مصائبها ولك يكرهها .
وان الله عز وجل لعباداً قلوبهم معلقة بالآخرة وثوابها وهم كمن راى اهل الجنه في الجنة مخلدين منعمين وكمن راى اهل النار في النار معذبين ,
فأولئكشرورهم وبوائقهم عن الناس مأمونه وذلك ان قلوبهم عن الناس مشغولة بخوف الله ,
فطرفهم عن الحرام مغضوض وحوائجهم الى الناس خفيفه ,
فبلوا اليسير من الله في المعاش وهو القوت ,
فصبروا اياماً قصاراً لطول الحسرة يوم القيامة .