فى مرحلة ما خلال الحمل يكون من المحتمل أن تبدئين بالتساؤل عن الولادة وكيفية التعامل معها وماهو المطلوب منكِ أثناء تلك المرحلة ، وكيف تتعاملين مع الانقباضات المستمرة ، وهنا قد يمكنكِ الانخراط فى صفوف التهيئة للأمهات المقبلات على عملية الولادة ، والتى تتعلمين منها كيفية تجاوز توتر وقلق تلك الفترة وتعلم كيفية التنفس بهدوء والاسترخاء ، وقد يتعلم شريككِ معك بعض الأمور التى من شأنها أن تخفف عنك بعض نقاط الضعف والألم وتعلمه بعض الإسعافات التى يمكن أن تحتاجينها فى تلك الفترة الحرجة ، ولكن ماذا عن عملية الدفع أثناء الولادة ؟ عدد كبير من النساء يعتقدن أن عملية الدفع يجب أن تبدأ عندما يتسع عنق الرحم ويبدأ رأس الطفل فى الخروج ، تلك الصورة التى رسمتها وسائل الإعلام و الأفلام ؛ ففى كل منهم نرى الأم مستلقية على ظهرها أو جالسة وحولها فريق من الناس يصرخون بقوة “هيا ادفعى” !! تلك الطريقة التى تحبس الأنفاس وتجعلكِ تتخوفين بشدة من عملية الولادة وتشعرين بأنها جزءاً طبيعياً من هذا العمل ، ولكن يجب عليكِ معرفة ماذا يحدث خلال مرحلة الدفع هذه ؛ ففى هذه المرحلة تشعر المرأة بالرغبة فى الدفع للأسفل من أجل مساعدة الجنين على الخروج برأسه من عنق الرحم ثم بعد ذلك إلى المهبل ، وهنا يتلقى الدماغ إشارة قوية لإفراز المزيد من الأوكسيتوسين ، تلك الزيادة التى تساعد االانقباضات والتقلصات على قذف الطفل إلى الخارج ، تلك الانقباضات القوية المكثفة غير الطوعية والتى قد تشعر معها بعض النساء بعدم القدرة على الدفع أيضاً ، ويزيد هرمون الأوكسيتوسين من راحة الجسم حتى أثناء عملية الولادة من أجل المساعدة مرة أخرى على دفع الطفل للخارج ، فإذا كان معدل ضربات قلب طفلكِ جيداً وليس هناك أى علامات على الضيق ، فليس هناك عجلة من أمرنا أو اضطرارك للدفع إلى الخارج أكثر من ذلك ، وقد تشعرين أنكِ فى مرحلة أخرى انتقالية تطغى على الموقف ، ويمثل هذا رد فعل جسدكِ على إفراز المزيد من الأدرينالين فى الجسم ، ذلك الأمر الذى يحدث أثناء الولادة . والأدرينالين هنا موجود لسبب ما ، ألا وهو تحضير الأم أن تكون في حالة تأهب واستعداد للولادة طفلها. ويوفر الادرينالين القدرة على العمل مع جسدها ، وجلب تقلصات دفع قوية للطفل إلى أسفل داخل قناة الولادة دون عائق طبيعي ، وإذا كنت الولادة في المستشفى، فإنه ليس من المألوف أن تسأل المولدة إذا ما كان عنق الرحم بالشكل المطلوب من أجل البدء فى عملية الولادة ، وغالباً ما ستسمعين كلمة امض قدماً وادفعى أثناء الولادة سواء كنتى تشعرين بالرغبة فى ذلك أم ما ، وإذا كانت المرأة تشعر بالقلق حيال مسألة الدفع أثناء عملية الولادة ، فمن الممكن أن تطلب النصيحة من طبيبها الخاص أو ممرضة التوليد مثل أخذ نفس عميق والعد لعشرة ثم الدفع بقوة ، وهذا ما يُعرف بالدفع الطبيعى ، وقد قرر الأطباء أيضا أن كل مرحلة من مراحل الولادة يجب أن تأخذ فترة معينة من الوقت ، وكان يعتقد أن الأطفال الذين لم يولدوا في أسرع وقت ممكن بعد الاتساع سوف تعاني من تلف في الدماغ أو تموت . ومسألة الدفع مازالت تستخدم فى العديد من المستشفيات حول العالم على الرغم من أنها لم تثبت أية فوائد صحية لكل من الأم والطفل عند عملية الولادة الطبيعية ، وفى بعض الحالات النادرة قد يؤدى الدفع الشديد إلى احمرار العنين وانتفاخ وجه المرأة مما يؤدى إلى انفجار الشعيرات الدموية داخل العنين ، ولكن فى معظم الحالات يتم النصح بالدفع مع كل انقباض تشعر به الأم . والولادة ليست هى الوقت المناسب لمراجعة الأفكار مع مولدتكِ الخاصة ، ولكن يجب عليكِ مناقشة تلك الأمور قبل عملية الولادة بفترة قياسية حتى تستطيعين الإلمام بكل ما ينقصكِ من معلومات واتخاذ القرار الصحيح بشأنها .