مع حلول الذكرى السنويّة لوفاة السيّدة الطاهرة أمّ البنين(عليها السلام) خرج بعد ظهر اليوم الأربعاء (13جمادى الآخرة 1437هـ) الموافق لـ(23آذار 2016م) خَدَمَةُ العتبتَيْن المقدّستين الحسينيّة والعباسيّة بموكبٍ عزائيّ موحّد إحياءً لهذه الفاجعة الأليمة.
حيث اصطفّ خَدَمَةُ أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) في الصحن الشريف لمرقده الطاهر لأداء الممارسة العبادية وزيارة أمّ البنين(عليها السلام) مع إلقاء بعض الموشّحات التي بيّنت دور شخصيّتها العظيمة في التضحية والصبر من خلال تقديم أولادها للشهادة في سبيل نصرة الإمام الحسين(عليه السلام) بالإضافة الى إلقاء المرثيّات التي جسّدت فاجعة فقدها (سلام الله عليها)، ثمّ استقبل خَدَمَةُ مرقد أبي الفضل(عليه السلام) بعدها بعبارات الحزن خَدَمَةَ العتبة الحسينيّة المقدّسة الذين خرجوا بموكبٍ عزائيّ كبير من الصحن الحسينيّ الشريف على شكل كراديس يتقدّمهم عددٌ من أعضاء مجلس الإدارة ورؤساء الأقسام فيها، وخلال مسير الموكب صدحت حناجرُ المعزّين المشاركين فيه بالهتافات التي بيّنت المكانة العظيمة لهذه السيدة الفاضلة (سلام الله عليها) ليُختَتَم الموكبُ بمجلس عزاءٍ (لطم) في صحن أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) لكونه المعزّى بهذه الذكرى والفاجعة الأليمة.
هذا وقد شهدت العتبتان المقدّستان منذ ساعات الصباح الأولى دخول وتوافد مواكب العزاء لجموع المؤمنين والمحبّين لآل الرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله) إحياءً لهذه الذكرى الأليمة كما اتّشحت أروقة العتبة العبّاسية المقدّسة بالسواد مع إقامة مجلس عزاءٍ في الصحن الشريف تناول السيرة العطرة لها(سلام الله عليها).
الجدير بالذكر أنّ السيدة الجليلة العابدة الزاهدة والورعة التقيّة أمّ البنين(عليها السلام) توفّيت في الثالث عشر من جمادى الآخرة يوم الجمعة عام (64هـ)، أي بعد شهادة الإمام الحسين(عليه السلام) بعد عمرٍ مديد قضته بين عبادة الله تعالى وأحزان متوالية ومصائب جمّة على فقد أولياء الله تعالى, وشهادة أولادها الأربعة سويّاً يوم عاشوراء مع أخيهم وسيّدهم الإمام الحسين(عليه السلام)، ويقع قبرها المنوّر في المدينة المنوّرة في البقيع وزيارتها فيها أجرٌ وثوابٌ عظيم.