على باب حزنك وقفت
وفوق كاهلي
ينفجر عطش الأنتظار
على باب حزنك وقفت
وفوق كاهلي
ينفجر عطش الأنتظار
يا أمي في شراييني يجري وجهك
فيمطرني الحنين شوقا اليك
فأنهضي أما يكفيك نوم ؟
وهناك عيون تنتظر غمامة نورك
امل يغسل سواد الفراق
جئتكِ احبو والظلام يستعر في خاصرتي
متعبة كل الدروب نحوك
وطعم صوتك ما زال يكبر
في صدري ربيع ذابل
فأنهضي يا أمي أما يكفيك نوم ؟
كالشلال يقتحم الأسى
خطوط دمي ،
واقرأ تأويل الردى ،
فأرى
في لوحهِ نورك يتلى
الأسماء تبلى والنهار يغيب
واصابع حنينك في صدري تفيض
يا أمي
كيف سيبتلع صدري قوافل رحيلك ،
كيف ستنام مصابيح الايام
وفي عينيك ماتت كل الاحلام !
يا امي أضعت اتجاهات االمسير
أين امضي فكل الطرق
مفجوعة بكِ
وأنا الغائب عني
أمضي بلا حواس
ليكون حزنك قيدي المشتعل
يا أمي أراكِ ضوء
يستقل طريقي والليالي دموع
تصرع بمدائن حزنك
ساقتلع جسور النهار من عيني
وأغرز يديكِ نهر
يصب جنتك بجحيم نبضي
كأنه الأمس كأنه كنت أنا
قبل أن اخلع وجهي
عند قبرها
على مقربة من حد الكلام ،
يسقط بصري في نهر الدموع
والضحى يغسل جوعي ليديها
لأفترش من الدروب
وردا من شَعْرها
هي ،، الزوايا تخنق صوتي
وافتعل من وشاح السراب
ضحكة عرجاء تصعد دخان
فوق سلم رئتي
وما عادت الأماكن تطيق وحدتي
فمن سيبكي أجنحة موجها
عندما يشرب قميصي غبرة الصراخ
أضعت شطآن نفسي
عندما ادركني بخور وجهها
ليقطر السراج ضوء أعمى
يزرع ببذرة شعوري حمى السفر
فهلا عزف الطيف
في نفسي جهد الأوقات
يا أمي يكبر الحرف بكِ
لينفجر شظايا من حنين تخترق
لهفتي الغائبة
منذ أن غادرني مزمار الدفء
نحو معالم قلبك ،
كم من وتد صبر
سينسف في فؤادي
وفي شفاهك ترتفع منارات الآه ،
لوعرفكِ الالم لنسج
لظلك قباباً من شّموس
في داخلي تسكن مأذن صوتكِ
ويُكبرُ في الخلايا باسمه كل نبي
لم يزل في بوحي
تجيء الأناشيد فصولاً وإشتهاءً
حتى دس ضعفكِ الجمر في كمي
ايُ غربة ستُختصر
وطرقات المنايا بخار يتقلد أفقي
لأراني كسفحٍ أخضر عرته السنين
قوافي الســحر
فكيف بلا صباحكِ سيصلي
النهار في مقلتي
يا أمي أي بُعدٍ يتلو قصائده في فمي
وناره تشتد ظَمَأٌ لا يُرى
ليجول في عمق شهيقي رمح الجراح
ينحني قلبي على رائحة يديك ،
وأراك تنبتين في عمقي
زهرة من ماء، !
أمي في مرايا بصري تتشكلين كنسمةٍ لا تتوقف ،
كم عبرتني مسافات الوقت ، وكم غرس صمت الليل أظافره بحنجرتي
ما زلتِ انتِ تلك الابتسامة الساكنة في جهاتي ، ما زلتِ ذاك الصوت الماطر على لغتي
انتِ الوطن المسافر بدمي ، والوجه الخالد
في الأمس
واليوم
والغد