180 درجة فقط، ستُغيّر حياتك للأبد!
جميعنا تأتينا حالات نكون فيها وكأننا قاضي القضاة، نفتي في الأمور ونصدر أحكاماً على الناس.. فمثلًا، ننظر إلى عجوز يعمل في محل صغير بعين شفقة ونقول: "أين أبناؤه؟ يا حسرة لا بد أنه بحاجة إلى هذا العمل" لكننا قد لا ندرك أنه بالطبع بحاجته! فمن منّا يطيق العيش بلا علم ولا عمل؟
ليس بالضرورة أن يمشي الجميع على قاعدة "سيعيلني أبنائي عندما أتقاعد" وليس الجميع يعشق الجلوس في القهاوي بعد العصر ومتابعة الأخبار في الوقت المتبقي.. لكل شخص أسلوب حياته الخاص..
وبالرغم من أن حياة الناس ليست من شئننا، لكننا بطبعنا فضوليّون، ونرغب معرفة المزيد دومًا من باب إشباع ذلك الفضول أو تقديم المساعدة إن لزم الأمر..
فنمضي يوميًّا في تكوين الصور الخيالية عن الأشخاص الذين نقابلهم في حياتنا، قد يكون ذلك بسبب تسريحة شعر معينة يفضلونها، أو حذاء غريب الشكل يتألقون به، أو حتى أسلوب الكلام والنظرات، نُدخِلها كلها إلى غرفة الفحص السطحي في أدمغتنا، لتعطينا في النهاية فكرة شاملة عن الشخص الذي أمامنا، وماهيّة المشاكل التي يواجهّا في حياته، وكيفية التخلص منها، رغم أنها بالغالب ليست مشاكل، هي جزء من شخصية الشخص، جزء لا يروق لنا..
نعم، نعطي لأنفسنا صلاحية تغيير الأشخاص من دون أي إنذار، متغافلين تمامًا عن مشاكلنا الشخصية التي نتجاهلها تمامًا، فلدينا إيمان غريب بأن الجميع يحتاج لأحكامنا ومساعداتنا، إلا نحن.. نحن لا نحتاج أحداً، أفكارنا متناسبة مع أفعالنا وكل شيء على ما يرام.. وهو العكس! فمجرد التفكير بتغيير أحدهم حتى يحظى بقليل من الوقت والود منا، أمر بغيض..
لكن هناك حلاًّ!
فمع كل ذلك يمكننا أن نجد حدًّا نقف عنده في كل مرة أردنا فيها الحكم على الناس، وفي كل مرة نعزم على تسليط العدسة نحو مشاكلهم.. الحل يكمُن في قلب العدسة 180 درجة باتجاه أنفسنا، أو كما هو متعارف عليه الآن، الحل في "السيلفي"!
رغم بساطة مبدأ السيلفي، فإنه قد يعكس الكثير من الأمور، فمثلًا عندما نقوم بفتح كاميرا السيلفي ونحن نحمل الهاتف بأيدينا، فإننا نرى ذقنين اثنين، وعينين غائرتين، وأنفًا ضخمًا، وكل هذا يمكننا أن نعكسه على كمية الأمور التي تحتاج إلى تحسين بداخلنا، والتي لن نراها إلا إذا صوّبنا العدسة باتجاهنا وقرّبناها إلينا..
مدونة ريم ابو غضيب