في كل سنة تصل مسامعنا العديد من المصطلحات الجديدة غالبيتها مرتبطة بالعالم الحديث و التكنولوجيا. و بنفس الطريقة ظهر مصطلح “انترنت الأشياء” حديثا و هو ما يعني الجيل الجديد من الإنترنت أو الشبكة التي تمنح إمكانية التفاهم بين الأجهزة المترابطة مع بعضها البعض من خلال بروتوكول الإنترنت. و تضم هذه الأجهزة و الأدوات و المستشعرات و الحساسات و كذلك أدوات الذكاء الاصطناعي المتنوعة و غيرها.
يتجاوز هذا التعريف المفهوم التقليدي الذي يقصد به تواصل الأشخاص من خلال الحواسيب و الهواتف الذكية من خلال شبكة عالمية واحدة و من خلال الطرق التقليدية المعروفة. لكن انترنت الأشياء تعطي للفرد حرية التنقل و التحرر من المكان، أي أن الإنسان يستطيع أن يتحكم في الوسائل دون حاجته أن يكون في مكان معين للتحكم بجهاز معين.
كيف وصلت الإنترنت إلى انترنت الأشياء؟
الكل يعلم أن الانترنت تطور عبر مراحل طويلة. فخلال الحرب العالمية الثانية أو في بداية التسعينات من القرن الماضي كانت الشبكة تقتصر على الاستعمالات و التطبيقات العسكرية و خاصة عند الجيش الأمريكي. و في أواخر الثمانينات و أوائل التسعينات خرج قرار استراتيجي من أجل السماح باستخدام التطبيقات المدنية للشبكة. حيث يقول الكثير من العسكريين أنهم لم يكونوا يتوقعون أن تنتشر الانترنت بهذا الشكل الكبير في العالم، كما لم يتوقعوا أن تدخل الانترنت في كل نواحي الحياة المدنية.
و تزامن ظهور الانترنت مع انتشار تكنولوجيا الهواتف الخلوية و النقالة كنوع من أنواع التكنولوجيا الحديثة، لتصل إلى نسبة نفاذ عادلت 100 بالمائة في عدد كبير من البلدان العالمية، كما ظهرت بعدها تكنولوجيا الهواتف اللوحية و الكفية الذكية و أجيال من خدمات نقل البيانات من خلال كل من G2 G3 G4 حتى وصل الأمر إلى توسع ظاهر التواصل الاجتماعي بشكل كبير. و الآن ظهر الجيل الثالث من الإنترنت و هو جيل الانترنت الدلالي “Semantic web” و الذي يعني أدوات الانترنت مثال محركات البحث و التي تحول البيانات الغير مهيكلة إلى بيانات مهيكلة يمكن استعمالها أو استخدامها من خلال ربط المفاهيم و الدلالات.
ما هي الأشياء؟
هناك العديد من انترنت الأشياء و لكن سنذكر أبرزها و التي تتواصل عبر الانترنت دون الحاجة إلى التدخل المباشر من الإنسان. ففي هذا التواصل يكون التفاهم جاريا في الأجهزة في حين أن الإنسان لا يعتبر سوى إحدى طرفيات الاتصال “Node” العادية. و نعني بالأشياء هنا أي جهاز أو طرفية من الأجهزة التي يمكن تعريفها على الانترنت من خلال تزويدها بعنوان انترنت “IP” مثل السيارة و التلفاز و نظارات جوجل و الأجهزة المنزلية كالثلاجة و الغسالة و أدوات الإنذار و جهاز التكييف و مدخل المنزل و القائمة طويلة تشمل كل شيء من الأمور الأخرى كالسلع و المنتجات في السوبر ماركت.
تشمل انترنت الأشياء كذلك أطواق الحيوانات التي تربى في مزارع التربية أو المحميات و الأشجار و عناصر الغابات. و الذي يجب أن تعرفه في كل هذا أن أشياء الانترنت هي كل الأشياء التي يمكن لشبكة الانترنت أن تتعرف عليها بواسطة بروتوكولات الانترنت المعروفة. و إذا ما فكرت قليلا فإن حتى الإنسان يمكنه أن يكون من هذه الأشياء إذا ما ألصقنا به أو بمحيطه عنوان انترنت معين كالساعة أو النظارة أو السوار أو معدات طبية أو ملابس الكترونية غيرها.
منافع إنترنت الأشياء
من أهم منافع انترنت الأشياء هي أنه يمكن الإنسان من التحكم بشكل كلي في الأشياء عن قرب و عن بعد. فمثلا يمكن للفرد أن يتحكم في محرك سيارته من خلال جهاز الحاسوب ، حتى أنه يمكنه أن يتحكم في واجبات الغسيل عن طريق التحكم في الغسالة الكهربائية في المنزل، و الكثير من الأمور التي تسهل الحياة اليومية على الفرد.