لون يدل على انعدام الضوء, وهو لون نادر في الطبيعة فلا نجد منه زهوراً أو وروداً.
في الثقافات الشرقية يرمز إلى الموت, وفى الحضارة الصينية يمثل الليل, أما عند الرومان فهو لون إله الزراعة. كنت أعتقد أن اللون الأسود لون حزين كئيب، لكني وجدت أن الكتاب المقدس يحمله جمالاً لا قبحاً. صحيح قد لا نرى في الطبيعة زهوراً سوداء لكننا نرى في الكتاب المقدس عروساً جميلة رغم أنها "سوداء"، ونرى عريساً أبرع جمالاً من بني البشر, قصصه مسترسلة حالكة كالغراب (أي سوداء), وهل ننسي قوة ورقة شخص اسمه "عبد ملك" الكوشي (وكوش تعنى أسود), يوم أن أخرج النبي العجوز إرميا من الجب والوحل, ومعه ثلاثون رجلاً وملابس بالية, ليضعها النبي إرميا تحت إبطيه فلا تجرحه الحبال. (إرميا 38).. بل وهناك العديد المفيد من الدروس التي ينطق بها هذا اللون منها:
1- اللون الأسود هو لون التميز والوضوح وعدم المواربة:
عندما يحط غراب بين الطيور البيضاء لا شك أننا نراه بوضوح فهو لا يتلون. وهكذا (أولاد الله ظاهرون وأولاد إبليس) (يوحنا الأولى 3: 10)
إن الرب يبغض الشخص غير الواضح والذي يظهر بلونين وله رأيان. لذلك يقول لأنك (لست حاراً ولا بارداً.. أنا مزمع أن أتقيأك من فمي) (رؤيا3: 15 –16)
هؤلاء البشر تجدهم يعرجون بين الفرقتين, من الفم الواحد تخرج بركة وأيضاً لعنة في وسط المرنمين يرنمون، وفي حفلات أهل العالم يغنون ويرقصون, إنهم في المقدمة دائماً.. هؤلاء يقول لهم الرب: "اغتسلوا. تنقوا. اعزلوا شر أفعالكم من أمام عيني" (إشعياء 1: 16)
2- اللون الأسود نرى فيه نعمة الله الغنية والمغيرة:
تقول العروس في سفر نشيد الأنشاد: "أنا سوداء" وهكذا نحن جميعاً بالاستقلال عن نعمة الله المخلصة، فأمام الرب وفي محضره ينكشف الإنسان, ويدرك حقيقة ذاته, بذلك اعترف النبي إشعياء في العهد القديم عندما صرخ قائلاً ويل لي إني هلكت لأني إنسان نجس الشفتين) (إشعياء 5:6). إن نعمة الله تحول السوداء كخيام " قيدار" (وقيداراسم معناه ذو الجلد الأسود وهو أحد أبناء إسماعيل) إلى شقق سليمان. أما الذين يرفضون النعمة, فلا يبقى أمامهم سوى النقمة والدينونة, بل وسوف يصرخون قائلين: "جلودنا اسودت كتنور من جرى نيران الجوع." (مراثي 10:5) معمولة) (يوحنا19:3-21)
3- المسيحية لكل العالم وليست عنصرية:
المسيح لا يميز بين أبيض أو أسود لأنه (ليس يهودي ولا يوناني. ليس عبد ولا حر. ليس ذكر ولا أنثى لأنكم جميعاً واحد في المسيح يسوع ) (غلاطية 28:3)، إن أول من ضرب بالبرص هي مريم أخت النبي موسى لأنها تكلمت عليه في عدم وجوده بسبب المرأة الكوشية التي كان قد تزوجها.
4- إيمان نعم تفاؤل وتشاؤم لا:
لا نعتقد أن إيليا كان يتشاءم من الغراب, بل على العكس كان يستبشر به خيراً لأنه كان يحضر له خبزاً ولحماً صباحاً وكذلك مساء, بل إذا اسودت السماء جاء المطر (ملوك الأول 45:18), وإن نبت شعر أسود فى المكان المصاب بالبرص يحكم الكاهن بطهارة الأبرص (لاويين 37:13), حتى أنه مكتوب: (كوش تسرع بيديها إلى الله) (مزمور 31:68) فالمسيحي لا يتفاءل ولا يتشاءم كالوثنيين, لا بالأرقام, ولا بالألوان, لأننا (بالإيمان نسلك لا بالعيان) بل يشكر في كل الظروف وعلى كل شيء، وتسمعه ينشد ويقول: (نصيبي هو الرب قالت نفسي. من أجل ذلك أرجوه. طيب هو الرب للذين يترجونه, للنفس التي تطلبه) (مراثى إرميا24:3و25).
.عزيزى
إننا نعيش في عالم مظلم, يشبه بشخص أعمى يحاول أن يمسك بقطة سوداء فى غرفة مظلمة.. وفى الظلام تتساوى جميع الألوان, لكن أليس من قبس من نور أم ليس هناك ضياء بلى, فهذا هو المسيح، النور الحقيقي الذي ينير كل إنسان أتى إلى العالم، لقد صرخ إليه بارتيماوس الأعمى فأبصر في الحال, وكثيرون غيره أتوا إليه فأبصروا ذهنياً وقلبياً, فهل تأتى أنت أيضاً إليه وأرجو أن لا تنسى هذه الحقيقة:
(وهذه هي الدينونة إن النور قد جاء إلى العالم وأحب الناس الظلمة أكثر من النور لأن أعمالهم كانت شريرة، كل من يعمل السيئات يبغض النور, ولا يأتي إلى النور لئلا توبخ أعماله. وأما من يفعل الحق فيقبل إلى النور لكي تظهر أعماله أنها بالله