النتائج 1 إلى 5 من 5
الموضوع:

هل تشرب قهوة؟!

الزوار من محركات البحث: 7 المشاهدات : 362 الردود: 4
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: March-2016
    الدولة: النمسا
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 1,871 المواضيع: 266
    صوتيات: 0 سوالف عراقية: 1
    التقييم: 3261
    مزاجي: حار مشمس, بارد ممطر
    المهنة: تصنيع كيمياويات
    أكلتي المفضلة: كباب
    موبايلي: سامسونك A7
    آخر نشاط: 27/April/2022
    مقالات المدونة: 2

    هل تشرب قهوة؟!

    تعوّدت كلَّ جمعة عندما أعود من العمل ظهراً أن آخذ دوشاً خفيفاً ثم أتغدّى و بعدها أنام لساعةٍ أو ساعتين كي أستعيد نشاطي.كانت الجمعة الماضية مميّزة، فبينما أنا ممدّدٌ على السرير و أذا بي أحلّق بعيداً خارج حدود الزمان و المكان، وجدت نفسي أحوم حول قريةٍ صغيرة يرتدي سكانها ثياباً بدائية و يتكلّمون لغة لم أسمعها من قبل ولكني و يا للغرابة أفهم ما يقولون.. لا أدري كيف! لفت أنتباهي شاب بهيَّ الطلعة متأنّق وهو يدخل بيته، فأذا بي أتبعه الى داخل الدار، فوجدت في الحوش أمّه العجوز وهي تغزل خيوط الصوف، وما أن رأته حتى بدت عليها علامات الحزن و الأسى.. فقالت له يا شمعون.... الى متى تبقى هكذا؟ تجول في مدن الرومان و تتصيّد البنات...فأجابها بكلِّ برود: ولكنّي شاب و أريد أن أستمتع بحياتي...
    تنهّدت بحسرة قائلةً: ولكن أهل القرية يلومون والدك وهو كما تعلم معلّم للشريعة بأن أبنه الوحيد لم يفتح لحدّ الآن الكتاب المقدس و يقرأ فيه.. يا لخيبة أملنا فيك...في هذه الأثناء قرع أحد الرومان الباب... ففتح شمعون له فدخل الدار و بيده وثيقة ملفوفة، فقال بصوته الجهوري: هل أنت شمعون؟
    أجابه شمعون بشيء من الخوف: نعم... أنا شمعون... ماذا فعلت يا سيّدي؟ ففتح الرسول الروماني الوثيقة و بدأ يقرأ: قرّر القيصر بأن تقوم أنت يا شمعون بن حنانيا بترجمة كتابكم المقدّس من اللغة الأرامية ألى لغتنا الأغريقية كي نضع نسخة منها في مكتبة الحكماء في أثينا، و سيقوم القيصر بمنحك مكافئة مالية كبيرة بعد أنجازك لهذه المهمة...تهلّلت أسارير ألشبع أمّه و قالت: كم أنت كريم يا رب.. إله أبراهيم و أسحق و يعقوب.. لقد أنقذت أبننا من غياهب الفساد و الضياع... و بكت بكاءً مرّاً..فتحنّن قلب شمعون و أجاب مبعوث القيصر بالقبول ، مدَّ المبعوث يده الى الخرج و سلّم شمعون كيساً مليئاً بالدراخمات الفضيّة... و ذهب منصرفاً وهو يقول: سأعود رأس كل شهر لأستلم ما قمت بترجمته و أعطيك ما يلزمك من النقود. كانت المهمة صعبة على شمعون، فلكي يترجم بدقّة،عليه أن يفهم أولاَ ، و لكي يفهم عليه أن يسأل أبيه و الشيوخ في كل صغيرةٍ و كبيرة ، فذاع صيت شمعون بأنه يقوم بعملٍ جبّار و عظيم ، و بدأ بالترجمة سفراً بعد سفر حتى وصل سفر أشعياء النبي، فاستوقفته ألآية، أسمعوا يا بيت داود:أما كفاكم أنكم أضجرتم الناس حتى تضجروا إلهي أيضاً؟ ولكن السيد الرب يجعل لكم من نفسه آيةً، ها العذراء تحبل و تلد إبناً وتدعوه ألله معنا...تعجّب شمعون من هذا الكلام، فهو أشبه ما يكون بالاساطير الأغريقية التي يسمعها من الرومان كلّما زار بلدانهم!، عذراء وتحبل!! و عندما تلد... تلد إلهاً!! و أين إلهنا الآن؟ ألم يولد بعد؟! ومن نعبد الآن إذاً؟ ومن تكلّم مع موسى؟! دارت هذه الأسئلة في مخيلة شمعون كأنها كوابيس... سأل الشيوخ ولم يجيبوه ، فقرّر عدم أكمال الترجمة قائلاً: أنا لا أترجم شيئاً لا أؤمن به ;وقع قراره هذا وقع الصاعقة على أهل القرية و خصوصاً المتشدّدين منهم، فبدأوا يتجمهرون حول البيت وهم يحملون المشاعل بأيديهم، إذ كان الظلام قد حلَّ،وبدأوا يصرخون و يهددون، منهم من كان يطالب بقتله ومنهم من كان يريد إضرام النار بالبيت ومن فيه ;وفي هذه الأثناء خرج حنانيا مخاطباً اليهود الغاضبين الهائجين قائلاً: أسمعوا يا بيت أبي وأهدأوا، حيٌّ هو الربّ ألهنا، إن كان أبني شمعون قد أتى جرماً يستحقّ القتل ، فسأكون أنا من يقتله، وإن كان بريئاً فحرام علينا دمه، سأقدمه غداً صباحاً أمام مجمع السنهدريم، وهو الذي يحكم عليه...أستحسن الشيوخ هذا الكلام و قرروا الأستمرار بمحاصرة البيت خشية من محاولة شمعون الفرار.في هذه الأثناء كان شمعون قد دخل غرفته و أغلق عليه الباب و أغلق الشبابيك، وهو يرتعد خوفاً من مصيره المحتوم على يد اليهود، وبينما هو على هذه الحال وإذا بالمسيح يظهر له بطلعته البهيّة و وجهه المشرق، فخرَّ شمعون راكعاً ساجداً أمامه بكلِّ خشوع وقال له والدموع تنهمر على وجتنيه:أغفر لي يا رب لأني شككت بك... ولكني وحيث رأيتك فلم أعد أخشى الموت..فسأموت غداً بسلام.فردّ عليه المسيح قائلاً، يا شمعون بن حنانيا، الحق الحق أقول لك، أنّكَ لن تذوق الموت حتى تراني في الهيكل وأمام المذبح تلتقي بي.... وإذ قال هذا الكلام أختفي من أمامه..وحيث أن اليهود كانوا ينتظرون مجيء المسيح و يترقبون علامات مجيئه كي يتوّجوه ملكاً عليهم، لذلك خرج شمعون من البيت وهو يصرخ بأعلى صوته...قائلاً: قد ظهر لي المسيح..و وعدني بأني لن أموت قبل أن أراه في الهيكل ، فبشراكم أيها اليهود فملككم آت قريباً و أنا سأكون شاهداً على ذلك.فقال شيوخ المدينة، عليك إذاً أن تبقى في الهيكل ولا تغادره أبداً.. ومتى ما جاء المسيح،عليك أن تدلنا عليه فنقيمه ملكاً علينا.راقت للجميع الفكرة وأقام شمعون من ذلك اليوم في الهيكل و كان ينام بجانب المذبح منتظراً مجيء المسيح، وكان يظنُّ أنه آت قريباً، مرّت سنين عديدة ولا أمل.. ذهبت أجيال و جاءت أجيال و شمعون صار كهلاً لا يستطيع الحراك والشباب الجدد كانوا يسألون عن هذا الكهل الطاعن في السن وعن سبب وجوده في الهيكل فكان البعض يجيب باستهزاء; أنه يتنظر مجيء المسيح...وفي أحد الأيام و بينما الهيكل يعجُّ بالناس و الصيارفة و باعة القرابين على جانبي الممر الخارجي للهيكل يروّجون لسلعهم ، دخلت مريم بنت يواقيم مع خطيبها يوسف وهي حاملة أبنها البكر كي يقدّماه أمام الكاهن و يقدما ذبيحة كفارة عنهم، ولأنهم فقراء فقد أشتروا زوجي حمام . ما أن دخلا من باب الهيكل حتى بدأ شمعون الشيخ، هذا الهيكل العظمي الراقد منذ عقود، بالتحرّك! تعجّب الجميع... كيف يستطيع التحرّك! من أين أتته هذه القوة! و لماذا اليوم بالذات!وعندما وصلا أمام المذبح، كان شمعون قد انتصب واقفاً على قدميه!
    فبسط يديه أمام مريم طالباً حمل الطفل على ذراعيه، فأعطته مريم الطفل دون تردد... نظر شمعون الى الطفل بين يديه و قال:الأن قد تم وعدك لي، فاطلقني يا سيدي كي أموت بسلام.. أرجع الطفل يسوع لأمّه مريم و سقط ميتّاً في الحال!وما هي إلّا لحظات حتى سمعت زوجتي تقول: هل تشرب قهوة؟

  2. #2
    من أهل الدار
    سُلاف هذيان
    تاريخ التسجيل: July-2010
    الدولة: كوت
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 14,189 المواضيع: 350
    صوتيات: 0 سوالف عراقية: 2
    التقييم: 6334
    مزاجي: قاتم
    المهنة: صناعة الجمال
    أكلتي المفضلة: السلام
    موبايلي: نوت ٨
    مقالات المدونة: 3
    كانت رؤيا مشوقة وكأنني رأيتها .. ابدعت بكتابة التفاصيل ..هل هي بقلمك ؟

  3. #3
    من أهل الدار
    نعم... هاي من صميم فكري

  4. #4
    من أهل الدار
    سُلاف هذيان
    اهلا بك في الدرر ونحن بشوق للمزيد ..نتأمل

  5. #5
    من المشرفين القدامى
    تاريخ التسجيل: January-2016
    الدولة: بيتنا❤
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 13,205 المواضيع: 2,672
    صوتيات: 26 سوالف عراقية: 100
    التقييم: 4079
    مزاجي: عسل
    المهنة: طالبة ة
    أكلتي المفضلة: بيتزا
    موبايلي: htc
    مقالات المدونة: 129
    شكراً جزيلاًً لك

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال