"مم" و"امبو" و"كخ" تعبيرات مصرية نستخدمها في حياتنا اليومية دون أن نعرف أصلها أو حتى إن كانت ذات معنى. والمفاجأة التي فجرها علماء المصريات أن مثل هذه الكلمات يرجع عمرها إلى أكثر من خمسة آلاف عام.
فقد كشف علماء المصريات أن اللغة المصرية القديمة لم تندثر تماما وآثارها باقية إلى يومنا هذا. ويقول الباحث اللغوي المصري عز العرب عبد الحميد ثابت إن هناك مئات الالفاظ بل والجمل لا تزال مستعملة كل يوم في اللغة الدارجة للمصريين "فما يكاد المولود يرى النور حتى يسمع أمه تخاطبه بلغة غريبة عنه ولكنها في الوقت نفسه أقرب ما تكون إلى حسه وفهمه.. فهو إذا جاع قالت له أمه "مم" وإذا عطش قالت له "امبو".
ويقول ثابت إن أصل كلمة "مم" مأخوذ عن القبطية "موط والهيروغليفية "أونم" بمعنى كل. وامبو مأخوذة عن كلمة "امبموا" القبطية بمعنى "اشرب".
ويضف ثابت أنه "إذا أرادت الام أن تنهر ابنها تقول له "كخة" و هذه الكلمة قدمية معناها القذارة وإذا أرادت أن تعلمه المشي قالت له "تاتا خطي العتبة" وتاتا في الهيروغليفية معناها امشي". أما إذا أرادت الام تخويف ابنها فإنها تقول له "هجيبلك البعبع" والمأخوذة من القبطية "بوبو" وهو اسم عفريت مصري مستخدم في تخويف الاطفال.
وفي موسم الشتاء يهلل الاطفال لنزول المطر بقولهم "يا مطرة رخي رخي" وأصل "رخي" في العامية المصرية هو "رخ" في الهيروغليفية ومعناها "نزل".
وسيدهش المصريون إذا ما علموا أن أصل كلمة "مدمس" ومعناها الفول المستوي في الفرن بواسطة دفنه أو طمره في التراب والتي تشير إلى أكثر الوجبات شعبية لدى المصريين هو كلمة "متمس" الهيروغليفية أي إنضاج الفول بواسطة دفنه في التراب.
ومن الاكلات الشعبية أيضا التي اكتسبت اسمها من المصرية القديمة أكلة "البيصارة" واسمها القديم "بيصورو" ومعناها الفول المطبوخ.
ثم هناك المصطلحات الشعبية الدارجة مثل كلمة "شبشب" (الخف) والتي أصلها القبطية "سب سويب" ومعناها مقياس القدم. وفي الحر يقول المصريون إن "الدنيا بقت صهد" وصهد كلمة قبطية تعني "نار".