بأسم الثالوث المقدس

لماذا تستخدم الكنيسة المزامير في الصلاة ؟
+++++++++++++++++++++++
لقد اختارت الكنيسة سفر المزامير لتستعمله في كافة صلواتها، وعلى امتداد اليوم كله لأسباب كثيرة منها:
1- لقد جمع داود في شخصه اختبارات عجيبة، فهو راعى الغنم الفقير، وهو الملك العظيم، وهو النبى الملهم وهو القديس الذي حلق في سماء الروحيات، وهو الإنسان الذي سمح الرب بسقوطه فى خطيئيتن شنيعتين أذلتاه، ولاجلهما ظل يبكى ويبل فراشه بدموعه.
فنحن في المزامير نجد اختبارات كثيرة لابد أنها توافق نفسياتنا واحتياجاتنا.
2 - المزامير خرجت من قلب إنسان تطهر فعلا بالتوبة، وجاهد من أجل حياة الروح جهادا عظيما يجدر بنا أن نتطلع إليه ونتعلم منه.
3- المزامير ولو أن قائلها داود واليه تنتسب، لكنها هى أيضا كلام الله قاله داود بالروح القدس حتى أن السيد المسيح قال:
" قال داود بالروح" (مت 22: 43)،
وحينما نصلى بالمزامير فنحن نكلم الله بكلامه، فهل يوجد أعظم من هذا؟!
انه أضمن للمحامى حينما يترافع عن متهم أن يترك عنه كلامه الخاص ويكلم القاضي بنصوص القانون لان القاضي ملتزم به، أليس هذا هو ما نلمسه في المزامير التى تتضمن عدل الله ومحبته للبشر ورحمته ووعوده الكثيرة الثمينة لبني الإنسان.
4- المزامير تحتوي على عنصر التسبيح واضحاً جدا فيها والتسبيح هو لغة الملائكة والروحانيين، بينما صلواتنا الارتجالية التى نصليها غالبا ما تكون صلوات نفعية فهى طلبات متراصة وغالبا ما تكون خالية من هذا العنصر الهام عنصر التسبيح والتمجيد لله.
5- والمزامير فوق هذا كله مادة عجيبة للتأمل، فهى تتيح للذين يصلونها بالروح وبتأن تأملات رائعة حقا لا يمكن إلا أن يكون مصدرها روح الله.
فهل بعد هذا تحتاج الى برهان أو دليل على قوة المزامير وجزيل نفعها للذين يصلون بها. اسمع قول مار اسحق:
" ليكن لك محبة بلا شبع لتلاوة المزامير لأنها غذاء الروح " وقول القديس نيلس السينائى " داوم على تلاوة المزامير لان ذكرها يطرد الشياطين ".
وقول العظيم في البطاركة أثناسيوس الرسولي:
" التسبيح بالمزامير دواء لشفاء النفس ".
بركة الرب ترعاكم جميعاً
صلوا لأجلي