يحاضر في البحرين اليوم الخميس عن "التعايش"، رجل دين باكستاني متطرف. ولا غريب في ذلك، فالدولة التي هدمت 40 مسجدا لاتباع أهل البيت عليهم السلام لا بد أن يكون منظروها "المتسامحون" و"المتعايشون" من حركة طالبان أو تنظيم القاعدة أو ربما داعش!
أفاد بذلك موقع "مرآة البحرين"، الذي اضاف ان "مولانا فضل الرحمن" يتزعم حزب جماعة علماء الإسلام المتشدد، يؤيد حركة طالبان بشكل علني، وقد وجهت إليه اتهامات بـ "الخيانة" في بلاده بعد أن دعا أتباعه لمهاجمة أفراد القوات المسلحة الباكستانية.
أن أمير الحرب فضل الرحمن، معروف أيضا بحروبه المستمرة ضد المرأة. عارض في مارس/ آذار الجاري قانونا يُجرم العنف ضد المرأة في باكستان. ويوفر قانون حماية النساء، الذي أقر في إقليم البنجاب، أكبر أقاليم باكستان، حماية قانونية غير مسبوقة للنساء من العنف المنزلي والنفسي والجنسي.. ودعا هذا القانون أيضا إلى تخصيص خط ساخن للإبلاغ عن حالات إساءة المعاملة وإقامة منازل لإيواء النساء المعنفات.
وقال فضل الرحمن، تعليقا على القانون، "إنه يُخالف الإسلام ويتعارض مع الدستور الباكستاني"، وأضاف قائلا للصحفيين إن "القانون يجعل الرجل يشعر بعدم الأمان.. هذا القانون محاولة لجعل باكستان مستعمرة غربية مرة أخرى".
وقد يشبه الأمر المزحة عندما نقول إن (مولانا) يرى ضرورة القضاء على كل إمرأة ترتدي الجينز في باكستان، لأنها تمثل العدو الحقيقي للبلاد. لقد انتهى إلى أن معضلات الإرهاب والفقر والبطالة والطاقة في باكستان ليست إلا غضبا إلهيّا على "المتبرجات"!
وردا على سؤاله لماذا تشكل النّساء اللّاتي يرتدين الجينز أعداءً للدّولة، قال "من الهزات الأرضية إلى انتشار كل أنواع الكوارث، كلها سببها النّساء غير المحتشمات (...) كل امرأة هي مثل كيس الطحين وهي سلاح دمار شامل".
ويضيف "لو وضعتم هذه النّساء في أكياس وأبقيتوهن واحتفظتم بهن في بيوتكم، هل تعتقدون أن الأخوة في طالبان كانوا سيهاجمون باكستان؟"، (مولانا) يرى أن أخوته في طالبان لا يطلبون سوى "الشريعة عن اليمين واليسار وفي الوسط، والنّساء داخل المنازل يعشن في أكياسهن".
ويواصل منظر الحكومة البحرينية نظريته "بمجرد أن يوقف الله غضبه من خلال طالبان، سيتحسن الاقتصاد تلقائيًا من خلال الاستثمار الأجنبي، وهذا بدوره سيُحَسن وضع الطّاقة. حل كل مشكلة يكمن في الاعتناء بالنّساء".
ولا يرى (مولانا) أن الاعتناء بالنساء يكون بتعليمهن وتوفير فرص عمل لهن، بل إنه طلب من رئيس الوزراء وقائد الجيش إعلان الحرب على النّساء الباكستانيات وشن حملة عسكرية لإلزامهن بالبقاء في منازلهن.
بعد كل تلك الفتاوى بحق المرأة، فإنه ليس من السهولة التنبؤ بردود فعل "مولانا فضل الرحمن" عندما يبدأ محاضرته في مركز عيسى الثقافي ويكتشف أن من بين الحضور فتيات جئن لمعرفة فنون التعايش كما يراها باكستاني قبلي خريج مدارس أنشأتها الوهابية السعودية.
وكان فضل الرحمن عارض بشدة توجيه ضربات عسكرية لتنظيم القاعدة بعد هجمات 11 سبتمبر/ أيلول، الأمر الذي دفع الحكومة لاعتقاله واتهامه بالتحريض على القوات المسلحة، فيما ردت الجماعة على ذلك بالقول "إن السلطات الباكستانية لفقت التهمة بأمر من الولايات المتحدة".
قاد حزبه احتجاجات عنيفة ضد الحكومة الباكستانية لمشاركتها في الحلف الدولي لمواجهة الإرهاب في أعقاب هجمات نيويورك وواشنطن. وظل يدافع عن حركة طالبان أفغانستان، ومع تضييق الخناق على الحركة لعب (مولانا) بإيعاز من الحركة دور وسيط السلام معها.
وفي فبرير/ شباط 2013 توجه إلى قطر من أجل إجراء محادثات مع الحركة، بحسب تصريح مسؤولين في جماعته في إسلام آباد (...) بأنه ذهب في إطار محاولات لإحراز تقدم في المفاوضات مع طالبان للتمهيد لانسحاب القوات الأمريكية من البلاد المقرر 2014.
"مولانا" الذي تخرج من المدارس الدينية الباكستانية التي موّلت إنشاءها السعودية، أنشأ علاقات مع أمراء سعوديين بعد أن قام بتنظيم رحلات للصيد لهم في قندهار. ونجح في استغلال علاقاته كونه رئيسا للجنة الشؤون الخارجية في البرلمان (منتصف تسعينات القرن الماضي) لزيارة عدد من الدول من بينها دول غربية وعربية.
واستطاع من خلال زياراته المتكررة للسعودية والإمارات تأمين الحصول على تمويل لحركة طالبان خلال الحرب الأهلية التي كانت تشهدها البلاد. ونجحت مساعداته في تمكين طالبان على ما كان يُعرف بتحالف الشمال القريب من الاتحاد السوفيتي آنذاك.
وأكد في تصريحات حديثة إن طالبان ليست عدوة لباكستان وإن القوات تحتاج إلى التّركيز على أعداء باكستان الحقيقيين، مضيفا أن "طالبان هم إخوتنا وأعمالهم ضد الدّولة مبررة"!
وبالإضافة إلى الهجمات المنتظمة لحركة طالبان باكستان على الجيش الباكستاني، فإنها دائما ما تنفّذ هجمات وحشية على اتباع أهل البيت عليهم السلام. وتبنت الحركة خلال الأعوام الماضية عمليات أدت لمقتل العشرات من اتباع أهل البيت خلال إحياءهم مراسم دينية.