جوجل، مايكروسوفت، وأبل: من أين تجني كل شركة أرباحها الخيالية؟
يقولون أنه إذا أردت معرفة لماذا وكيف تتصرف شركة ما، فما عليك سوى تتبع المال! وفي مقالنا هذا سنتناول تقارير الأرباح الخاصة بأضخم ثلاث شركات عامة تعمل في مجال الحاسب على مستوى العالم: جوجل، مايكروسوفت، وأبل!
لذا، مباشرة نقدم لكم لمحة تفصيلية عن أرباح كل شركة وفقًا لفئة كل منتج من منتجاتها ونسبته من أرباحها الإجمالية.
جوجل GOOGLE (الأبجدية ALPHABET)
كما نعلم جميعًأ، قام كل من لاري بيج Larry Page وسيرجي برين Sergey Brin بإعادة هيكلة عملاقهما جوجل العام الماضي، لتتحول إلى شركة تابعة لشركة قابضة أم جديدة أضخم … الأبجدية Alphabet.
قد يبدو هيكل الشركة الجديد مختلفًا، لكن الأعمال لم تتغير في الواقع. فجوجل لا تزال تشكل تقريبًا مصدر كل أرباح الأبجدية (99.4٪)؛ وكما هو بالماضي، فالإعلانات لا زالت تشكل النسبة الأكبر (89.9٪) من هذا الدخل المهول!
مدهش، أليس كذلك؟! الأكثر مدعاة للدهشة هو أنه منذ 6 سنوات، كانت نسبة مساهمة أرباح الإعلانات في الدخل الإجمالي لجوجل 97٪ كاملة قبل أن تنخفض إلى 90% تقريبًا حاليًا. أما بالنسبة للعشرة بالمئة المتبقية، فجوجل تتحصل عليها بشكل أساسي من القطاعات التالية حسب ترتيب إسهامها: مبيعات التطبيقات والمحتوى في متجر جوجل بلاي، أجهزة جوجل الصلبة مثل كرومكاست Chromecast وأهواتف نيكسس Nexus، أتعاب خدمة التخزين السحابي، وأرباح التراخيص.
هناك كذلك تلك الفئة التي استحدثتها الأبجدية بعد الاستحواذ على جوجل، وأطلقت عليها اسم Other Bets وتضم الأعمال على شاكلة جوجل فايبر Google Fiber ونيست Nest. لكن إجمالي هذه المشروعات في هذه الفئة المستحدثة لا يتعدى 481 مليون دولار في العام، لذا لن تستطيعوا تبين شكلها البياني في المخطط بالأعلى لصغرها.
مايكروسوفت MICROSOFT
يعد استخلاص البيانات والمعلومات من تقارير مايكروسوفت الرسمية حول الأرباح والدخل مهمة عسيرة ومخادعة لحد كبير. فعلى العكس من جوجل وأبل، والتي يملك كل منهما منتجًا مسيطرًا يولّد النسبة الأكبر من الدخل، اعتادت مايكروسوفت تنويع منتجاتها والاعتماد على هذا الطيف الواسع إلى الحد الذي لن يتعدى إسهام أي من منتجاتها على الأخرى بنسبة أكبر من 20٪ من إجمالي أرباحها!
اللافت للانتباه والمثير هنا هو المكانة المتقدمة التي تحتلها الألعاب في أرباح مايكروسوفت. بالطبع تشكل أجهزة إكس بوكس Xbox جزءًا مهمًا من هذا الرقم، لكن يمكننا تفسير هذه النسبة بشكل أكبر بالرجوع إلى عوامل أخرى مثل استحواذ مايكروسوفت على شركة Mojang (مبتكرة لعية ماينكرافت Minecraft الأسطورية)، وكذلك الزيادة الدرامية في خدمات إكس بوكس المباشرة Xbox Live services ولا ننسى مبيعات الألعاب الأخرى.
لكن تبقى النسبة الممثلة للأرباح القادمة من نسخ نظام Widows الأصلية مربكة إلى أقصى حد. فحتى وقت ليس بالبعيد، كانت نسخ ويندوز الأصلية أحد أهم منتجات مايكروسوفت الرئيسية؛ لكنها الآن لا تتعدى نسبة 10٪ من أرباحها الإجمالية، بعدما أزاحتها خدمات الحوسبة السحابية وتطبيقات الشركات عن القمة. وهو تحول مثير كما ترون!
أبل APPLE
الأمر هنا أبسط مع شركة أبل! فلا يزال جهاز آيفون هو الأوزة التي تبيض ذهبًا في كوبرتينو (مقر أبل)، وبنسبة تزيد عن 68٪ من إجمالي دخل الشركة وفقًا لآخر ربع مالي في 2015، وبزيادة كبيرة عما كان يحققه في الماضي (55٪ في 2013).
ومن جهة أخرى، واصل قطاع أجهزة ماك في النمو بثبات على عكس بقية المنافسين في سوق الحواسب الشخصية؛ بينما أخذت فئة أجهزة آيباد في الانكماش بشكل ملحوظ. فبعدما كانت نسبة إسهام مبيعات آيباد في إجمالي الأرباخ 18٪ في 2013، انخفضت النسبة نفسها إلى 9% تقريبًا بنهاية عام 2015.
من غير الواضح تمامًا للجميع متى قد تنتهي سيطرة آيفون الساحقة على أرباح أبل. بالطبع هناك تلك الشائعات عن سيارة قادمة تحمل علامة التفاحة الشهيرة، لكن إلى ذلك الحين سيظل التكهن بشيء آخر بقوة وجاذبية آيفون أمرًا عسيرًا للغاية.
وللسبب نفسه، ونظرًا لأهمية آيفون لأرباح أبل الخيالية التي حطمت الأرقام المسجلة لشركة واحدة خلال السنوات القليلة الماضية؛ فمن غير المستغرب أن نرى المدير التنفيذي لأبل تيم كوك بينما يقاتل تارة لحماية براءات الاختراع المسجلة باسم أبل (خاصة تلك التي تتعلق بآيفون) في ساحات محاكم الولايات المتحدة وأوروبا ويربح معظمها من المنافسة اللدود سامسونج، وتارة أخرى لحماية خصوصية وسرية المعلومات التي يحويها آيفون، حتى ولو اضطره الأمر لعصيان أوامر المحكمة الفدرالية في الولايات المتحدة الأمريكية بتمكين أجهزة الاستخبارات المركزية من الولوج لأحد أجهزة آيفون المغلقة بعد وفاة صاحبه!
ومع كل ما تحمله السطور السابقة من أرقام مذهلة، تبقى الحقيقة الأكثر إدهاشًا بأن كل من الكيانات المرعبة بالأعلى بدأت بحلم رجل واحد … لكن هذه قصة أخرى!
منقول