النتائج كما تقول التقارير الدولية ليست في مستوى الجهود المبذولة فضلا عن الآمال والطموحات، وقد تكون المشكلة حينها مشكلة “كيف” لا مشكلة ” كم” أي أنه علينا مراجعة جهودنا التي نبذلها في سبيل مكافحة المخدرات لا لنبذل أكثر بل علينا أن نبذل بطريقة مختلفة عما تعودناه وأحسن مما تعودناه فالمخدرات هي من المشاكل الإنسانية التي تزداد خطورة مع الأيام بفعل تطور أنماط الاستهلاك ووسائل الاتصال. وقد امتدت آثارها إلى جوانب مختلفة من الحياة البشرية وأضحت سبب مباشرا في انتشار عددٍ لا بأس به من الجرائم الخطيرة والآفات الصحية والنفسية والاجتماعية التي تقوض مقومات المجتمع وتنخره من الداخل وتهدد حياة الشباب حتى أصبحت بحق “الموت” معبأُ في اقراص وحقن و”السُم” معروضٌ في ألف شكلٍ وشكل وضحاياه من كل جيلٍ وجنس وطبقةٍ اجتماعية وهذا جزء من الاسود.
إن المتابع لمشكلة تعاطي المخدرات على الصعيد العالمي يجد أنها أصبحت من أكبر المعضلات التي تعاني منها كافة دول العالم وشعوبها، فخطورتها أصبحت ماثلة أمام جميع الدول مما دفعها إلى العمل على محاربة هذه الآفة من خلال الاتفاقيات والبروتوكولات والمعاهدات حتى باتت مشكلة تعاطي المخدرات في السنوات الأخيرة أزمة تقض مضاجع كل الحكومات؛ ليس فقط لما هو معروف عن اضرارها الصحية والاقتصادية والاجتماعية بشكلٍ عام أيضا لما تسببه من مشاكل أمنيةٍ بشكل خاص وارتباطها بالجريمة المنظمة وقضايا غسل الأموال وشبكات الإرهاب عبر العالم ومما يزيد العالم قلقاً؛ ما تؤكده الأرقام من ازديادٍ مطرد لهذه الآفة، ولا يخفى علينا ما لهذا الازدياد من أثرٍ سلبي على المجتمعات وعلى اقتصاد الدول وما يظهره من فشل السياسات والبرامج حتى الآن في إيقاف هذا الزحف المهدد للإنسانية.
وذلك كله يتطلب مزيداً من حشد الجهود وابرام الاتفاقيات ودعم العمل المشترك بين الدول داخل إطار استراتيجيات شاملة، وتوسيع العمل على برنامجللممدمنين المتعافين فى جميع انحاء العالم ومعالجات عميقة ومما هو جديرٌ بالذكر أن مشكلة المخدرات لم تعد مقصور ةٌ على شريحةٍ معينة من المجتمع تتسم بعمرٍ معين وبمستوى ثقافي محدود، بل تفاقمت حتى أصبحت مشكلة تعاني منها شرائح المجتمع بمختلف مستوياتها، وقد نادت الدول والمنظمات الدولية بضرورة محاربة هذا الداء العضال، واستخدمت في ذلك أساليب منوعة: شملت تحريمها دوليا واعتبار بيعها أو ترويجها أو تعاطيها مخالفة يستحق عليها الجاني العقاب الذي يصل إلى الإعدام في بعض الدول كما حرصت كثير من المؤسسات التثقيفية على السعي الحثيث نحو نشر الوعي حول أخطار هذه الآفة ومضارها على الفرد والمجتمع والدولة.
لقد وصل عدد المتعاطين للمخدرات وفق تقرير الأمم المتحدة لعام 2008عن ظاهرة تعاطي المخدرات على مستوى العالم إلى 208 مليون متعاطٍ للمخدر في أنحاء المعمورة. ويتركز التعاطي لدى المراهقين من الجنسين ممن وقعوا ضحايا لهذه الآفة كما بلغ حجم الاستثمار العالمي لتجارة المخدرات حوالي 500 بليون دولار سنويا وأصبحت تجارة المخدرات تمثل المرتبة الثالثة من حيث الحجم أي تشكل ما بين 9إلى 10% من حجم التجارة العالمية بعد تجارة النفط والسلاح وهذا المؤشر يؤكد أن تعاطي المخدرات أصبح خطرا عالمياً يحتاج إلى تضافر الجهود في مواجهته.
كل ما ورد في الأعلى ه نتائج صحيحة صادرة من جهات معتمدة في العالم وبالفعل تجسد كل التفاصيل الموجودة في ارض الواقع ولو تم عرض نتائج ستجدها مخيبة للآمال بشكل كبير جدا ودائرة التعاطي تتسع وتكبر ولا يوجد لها عاصم إلا الايمان وزيادة الوازع الديني داخل الفرد والحماية الاسرية والتوعية الصحيحة والتشجيع على علاج المخدرات لنصبح عالم بدون المواد المخدرة.