يعتبر علم الفلك من العلوم القائمة بذاتها التي برع فيها العرب و ذلك منذ العهد العباسي. و من بين أعظم المنجمين الفلكيين العرب نذكر أبو معشر الفلكي. و هو جعفر بن عمر البلخي عاش ما بين 787 و 886 للميلاد. و لقد قرن أبو معشر القلكي، شأنه شأن علماء عصره، علم النجوم بصناعة التنجيم. و موضوع صناعة التنجيم هو الأبراج الفلكية التي ترتبط بالكواكب على أساس أن كل برج يتحكم فيه كوكب واحد أو عدة كواكب. و هذه الكواكب تتحكم و تؤثر تأثيرا قويا في أبراجها الخاصة بها مهما كان وضعها في السماء و في كل وقت.
و الأبراج قديمة الأزل -كما يقال-، و منها تعرف مواصفات الشخص الجسدية و الروحية. و تنقسم هذه الأبراج إلى 12 برجا مثلها مثل الأبراج الغربية -في الأسماء و الترتيب- ما عدى برج العذراء الذي يسمى في الأبراج العربية بالسنبلة. و كل برج من هذه الأبراج الإثنى عشر مصنف إلى أبراج خاصة بالمرأة و أبراج خاصة بالرجل. و لكم عرض القول في أبراج الرجال و ما تتضمنه من أحوال و طبائع شخصية و يليه، بعد ذلك، القول في أبراج النساء و ما تتضمنه من أحوال و طبائع. و ذلك طبقا لأقوال أبي معشر الفلكي:
القول في أبراج الرجال و ما تتضمنه من أحوال و طبائع
1- البرج الأول. و هو برج الحمل و المريخ و هو ناري. قال أبو معشر: المولود بهذا البرج يكون رجلا أسمر اللون طويل القامة كبير الرأس صعب المراس سريع الغضب قريب الرضا وهابا نهابا سريع الإنتقال من مكان إلى مكان يقول الحق و يكره الباطل لايعمل إلا برأيه و يكون استقلاله بمشورته، فيه بعض فساد تارة، صبورا عن الأهوال.
2-البرج الثاني. و هو برج الثور و الزهرة و هو نيراني ترابي. و هو بيت الزهرة و شرف القمر.المولود بهذا البرج يكون كبير الرفعة عالي المنازل معتدل القامة واسع الجبهة يميل إلى اليأس كبير الرأس متسع الوجه أسود العينيين مقرون الحاجبيين عريض الأكتاف رقيق الخصر و الأرداف ملفوف الساقين صغير القدمين يحب اللهو و اللعب و الطرب و المزاح و المجامعة للنساء ذو فرح و هيبة ووقار، مجتمع فيه كل المحاسن يمازح الناس على قدر عقولهم، يحب الزينة و الكسوة و النزاهة و الأكل و الشرب و العشرة و البسط، ليس له حظ من أصحابه يريد لهم الخير و هم يريدون له الشر و ينجيه الله من مكرهم أو شرهم بنيته الصافية و اللقمة التي بيده
يطعمها لغيره، عزيز النفس محسود على شقاء الدنيا، في رأسه أثر، و على ظهره علامة، و على بطنه شامة، نظيف الجسم حسن الصورة، طبيعته السوداء. له من منازل القمر الثريا و الدبران. محبوب عند كل إنسان، من عاشره لا يمل من حسن عشرته، له رزق من الأرض، لا تصعب عليه الأمور إلا فرج عنه، يقضي حوائج الناس و يكسل عن حاجة نفسه، كتوم لبعض الأسرار و بعض الأوقات يبوح ببعضها و هو لطيف الخلق و الذات.
3- البرج الثالث: و هو برج الجوزاء و عطارد. قال أبو معشر الفلكي : هو برج مذكر ذو جسدين طبيعته الحرارة و الرطوبة. قال الحكيم أبو معشر : المولود به يكون رجلا حسن الوجه أبيض اللون بصفرة أو حمرة واسع الفم معتدل القامة جيد الحاجبين مليح العينيين صاحب صنعة فاخرة كاتبا حاسبا منجما لبيبا ذا رأي صائب بوجهه علامة أو أثر جدري و برجليه قروح أو طبوع و برأسه شامة، يختلط بالأكابر و أرباب الدولة و معجب بنفسه غزير الأولاد كثير الأصدقاء صاحب مكر و مكايد لا يثبث على حالة واحدة يخاف عليه و هو ابن ثلاثة سنين و في خمس و في سبع و في عشرين سنة إلى ثلاثين سنة فإن جاوز ذلك كله عاش إلى ثمانين سنة و خيار شهوره بؤنة و أشهرها طوبة. و إن خدم الملوك نال خيرا كثيرا و ربما كان حياكا أو خياطا أو منجما إذا كان عطارد منحوسا و إن كان مسعودا كان قاضيا أو حاكما أو وزيرا و ما أشبه ذلك.
4-البرج الرابع: برج السرطان و القمر. قال الحكيم : هو برج مؤنث ليلي بارد رطب طبيعته البلغم هو من أول الصيف. المولود به من الرجال يكون أبيض اللون يميل إلى صفرة أو خضرة، مليح الوجه و العينيين بوجهه أثر، طويل القامة و العنق رقيق البدن كثير النقلة من مكان إلى مكان، عزيز النفس، معجب بنفسه. يصاب بالعين سريعا. يقوى بدنه في أول الشهر و يتوعك في آخره، محبوب في صغره عند الرجال، كثير الفساد، خفيف الروح، كسيب، يناله رمد بعينييه و ينجو منه، و ينال شرفا، يعشق الرياض و الفرح، و الخمور تصلح بدنه، كبير المقاعد غليظ الجثة، و البياض غالب عليه، يخاف عليه من الماء ليلحقه شرقه منه و هو صبي و ينجو منه، و إن مشى في الليل يلتفت خلفه، يخاف عليه من الجن، و أحسن شهوره أبيب و شرها أمشير، و إن بدا به مرض يوم الثلثاء في شهر أمشير كان سببا لموته، و الغالب عليه البلغم. و يتزوج من النساء بالزوج، و إن كان القمر مسعودا كان أميرا أو قاضيا و إن كان منحوسا كان بخلاف ذلك.
5- البرج الخامس: و هو برج الاسد و الشمس. قال الحكيم ابو معشر : هو برج مذكر ناري قائم في حركته. المولود به يكون رجلا غليظ الجثة أكال لأموال الناس مدور الوجه قصير العنق طويل القامة غليظ الساعدين بوجهه أثر واضح و ربما كان بعينيه عيب أو ضعف في عينيه و رأسه، يخاف من شر الخلق واسع الصدر، شعره بصهوبة كبير الأنف غضوب قليل الأولاد، شرأبي واسع الفم له علامات ببطنه و ذراعه و و جهه فيه خال أسود، يفتقر في نصف عمره حتى لا يجد الدرهم الفرد ثم يعوض الله عليه بعد ذلك و لا يموت إلا في نعمة من الله تعالى. خيار شهوره مسرى و نساؤه بالفرد و ينال من النساء مكائد عظيمة و تأكل ماله امرأة إما أن تكون منه أو رفيقة له و يقهر معها و ينال من الحكام أهوالا شديدة يجمع المال و يرميه في النيران لم ينتفع منه بشئ، و يرى الموت بعينيه و ينجو من البأس و نهاية عمره إلى سبعين سنة أو إلى ثمانية و ثمانين سنة.
6-البرج السادس: و هو السنبلة و عطارد. قال الحكيم أبو معشر: هو برج ترابي مؤنث ليلي بارد يابس طبيعته السوداء و الصفراء ذو جسدين. المولود به يكون رجلا أبيض اللون طويل القامة ضخم القدمين برجليه عسور أو قروح أو عيب، يحب النساء حبا شديدا، ينكد عليه في كل سنة مرتين عند بروز الحنطة و عند حصادها و إذا مشى يهتز بقامته، بوجهه أثر أو خال أسود، يناله وجعا بركبتيه قليل الحركة كثير الأولاد الإناث، بعيد الشهوة يحب النكاح، صبي مع الصبيان شيخ مع المشائخ حادق لبيب يوافقه الزرع و الحرث و ينال أسبابا كثيرة و كلما نظر لشئ عمله بيده، و لو كان عطارد مسعودا كان فقيها أو قاضيا أو وزيرا أو من أهل الديوان أو حاسبا أو كاتبا أو حكيما و ما أشبه ذلك، و إن كان منحوسا كان بضد ذلك. خيار شهوره توت و أشرها برمهات. و إن بدا به مرض يوم الثلاثاء في شهر برمهات كان سببا لموته. و الغالب عليه السوداء مع وجع في الركب و القدمين و ربما كان حياكا أو صباغا.
7- البرج السابع: و هو برج الميزان و الزهرة. قال الحكيم هو برج مذكر حار رطب طبيعته الدم. المولود به يكون رجلا أبيض اللون عاقلا لبيبا كسيبا عزيز النفس حسن الصورة معتدل القامة حسن الشفتين وجهه مدور و فيه شامة و بين كتفيه علامة و بصدره خال أسود أو أثر أسود، لحدقه محبوب عند كل من رآه ينال أمراضا كثيرة، منظورا فيما هو فيه يحب الزينة و اللعب في الرياض عاشق معشوق لا يثبث على أمر واحد يخاف عليه من جرح حديد أو حرق نار أو عضة حيوان، أحسن شهوره توت و شرها بشنس، و إن بدا به مرض يوم الخميس أو يوم الأربعاء في شهر بشنس كان سببا لموته ينال مرضا شديدا عند إدراكه و ينال منه شدة و يشرف على الموت و يخاف عليه و هو إبن سبع أو أربعة عشر سنة أو إثنيين و سبعين سنة فإن نجا من ذلك كله عاش إلى أن يرى أولاده، و أحسن مساكنه من كان بابه إلى الغرب و خيار أيامه الجمعة و أشهرها الخميس و ليلة الأربعاء، و إن كانت الزهرة مقارنة للبدر عند مولده خيف عليه أن يكون مؤنثا أو يكون مفسود الحالة مع الرجال في صغره لأنه اجتمع عليه تأنيث القمر، و يكون له حظ عند الرجال و الغالب عليه الدم و الصفرة و الصداع ووجع الصدغيين .
8-البرج الثامن: و هو برج العقرب و المريخ. قال الحكيم أبو معشر : هو برج مائي مؤنث ليلي طبيعته البلغم لأنه بارد رطب. المولود به يكون أبيض اللون يميل إلى صفرة معتدل القامة حسن الوجه مقرون الحواجب ملفوف الساقين لمام مليح العينيين غليظ الكفل غضوب كثير الكلام حار الخصام كثير الكسل و النوم و النسيان لا يمر أحد إلا خاصمه سريع البطش محسود حادق نحرير يرى أهوالا كثيرة و ينال حريق نار أو عضة حيوان و كلما كبر سنه بغضه الناس و لا يموت إلا في نعمة من الله تعالى.
9-البرج التاسع : و هو برج القوس و المشتري. قال الحكيم أبو معشر : و هو برج مذكر نهاري ذو جسدين من طبيعته الحرارة. المولود به يكون أبيض اللون حسن الصورة لطيف الأنف مليح العينيين صغير القدمين قوي الغضب قريب الرضا سخي اليد عزيز النفس كريم العطا كثير الغيرة رحيم القلب يشكو بركبتيه و قدميه و مفاصله يكون سبب لموته مغص يناله في فؤاده بوجهه و ظهره و رجليه علامات و شامة تحت سترته، له حظ من أرباب الدولة يحب الزينة و النزهة و الرياض و الأزهار و شرب الراح، كثير الخصام و في خلقه زهاوة، أكثر أولاده ذكور، و يفتقر في نصف عمره ثم يعوض الله عليه و ينال الحج و زيارة بيت الله الحرام.
10-البرج العاشر: و هو برج الجدي و زحل. و هو منقلب الطبع ترابي سخي اليدين صبور على الضراء و الهول يرى السعادة في أعماله و له قبول عند الناس له عزم في العمل, قال الحكيم أبو معشر: هو برج ترابي مؤنث ليلي طبيعته البرودة.
11- البرج الحادي عشر: و هو برج الدالي و زحل. قال الحكيم أبو معشر الفلكي : هو برج مذكر نهاري لا شرف فيه و لا هبوط. المولود به يكون ذهبي اللون بخضرة لا رفيع و لا سمين معتدل القامة مدور الوجه يحب المالح و الحامض ذا مال مخلف و رزق مفرط، ذا أمانة لا يضيع لأحد عنده شئ، يخاف عليه من نساء يسقونه سما يؤذيه و من الوقوع من مكان عال أو جرح بحديد أو غرق في ماء، يرى أهوالا كثيرة و ينجو منها، شديد الخلق لا يطاق إذا غضب يفتقر حتى لا يجد درهما، ثم ينال خبئة أو ميراثا، و له حظ من أرباب المناصب و الأكابر و أرباب الأقلام.
12-البرج الثاني عشر: و هو الحوت و المشتري. قال الحكيم أبو معشر الفلكي : هو برج مؤنث ذو جسدين ليلي طبيعته البرودة و الرطوبة و عنصره البلغم. المولود به يكون أبيض اللون يميل إلى صفرة أو عضرة مربع القامة أسود الشعر كثير الفساد كثير القساوة غليظ الجثة واسع الصدر و الفم كثير الهم و الكسل، يستغني سنة و يفتقر سنتين، يقال في حقه كلام باطل محسوس في كل ما يعلمه، ينال درجة و ملكا.
وفيما بعد سيليه خصائص ابراج النساء
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد العثمانيے
