الهزة الارضية المدمرة قادمة والخطر يهدد الاقصى والمفاعل النووي
قال خبير الهزات الارضية والجيولوجي المحاضر في جامعة بئر السبع د. ثابت ابو راس، في حديث لمراسل موقع "فرفش" ان الهزة الارضية التي ضربت البلاد بعد ظهر يوم الاثنين الأخير بقوة 5.7 درجات على سلم ريختر، كان مركزها في عرض البحر المتوسط، ووصفها بأنها متوسطة القوة.
د. ثابت ابو راس
وقال د. ابو راس ان قشرة الكرة الارضية مقسمة الى سبع صفائح أو ألواح تكتونية، اساسية، بالاضافة الى 25 من الصفائح الثانوية، وأن الهزة الاتي ضربت البلاد مؤخرا حدثت من التقاء "قبلة" بين صفيحتين تكتونيتين هي الاوروبية والافريقية، وتجئ نقاط الالتقاء بينهما في عرض البحر المتوسط على طوله، وتحديدا في منتصفه بين اسبانيا وقبرص، وتمر في جنوب ايطاليا، والعديد من الجزر، وقبل ان تمر من قبرص تنحني شمالا وتمر ببحر ايجا بين تركيا واليونان.

وقال ان هذه الهزة تعتبر وسطية وعالية نسبيا من سطح الارض، ولكن بسبب بعد مركزها عنا لم نشعر بقوتها، وكل هزة ارضية من هذا النوع تزيد قوتها عن 6 درجات على سلم ريختر تعتبر مدمرة.
مقدار التدمير
يقول د. ثابت ابو راس ان مقدار تدمير الهزات الارضية يعتمد على مجموعة عوامل اهمها:
1. قوة الهزة الارضية
2. مكان وقوعها وقربها من مناطق مأهولة كما الزلزال المدمر في هاييتي. في الصحراء لا نشعر به وفي البحر نشعر به على شكل امواج تسونامي.
3. عمق الهزة الارضية في جوف الأرض. قشرة الكرة الارضية هي عبارة عن 15 كيلومتر، وكلما كانت الهزة "عالية" أي قريبة من سطح الأرض كلما كانت اكثر تدميرا.
4. مدة الهزة الارضية. كلما كانت مدة الهزة الارضية اطول كلما كانت مدمرة أكثر.
5. الهزات الارتدادية. فإنها تشكل خطرا على الابنية التي تصدعت من جراء الهزة الرئيسية.

منطقتنا واقعة في الشق السوري الأفريقي
تقع منطقتنا تحت تأثير مركزين للهزات الارضية، الاساسي بينهما هو الشق السوري الافريقي، وهو شق ثانوي يبدأ من جبال توروس في تركيا ويمتد عبر غور الاردن والجولان وايلات والبحر الأحمر حتى القرن الأفريقي. في حال حدوث هزة ارضية قوية (فوق 6 درجات) في اريحا مثلا (وهذا حدث في السابق) فإن تأثيرها سيكون مدمرا جدا وستتأثر فيها القدس وبيسان وطبريا واريحا.
انهيار الاقصى أو مفاعل ديمونة النووي
قد تكون للهزات الارضية انعكاسات ليست تدميرية فحسب بل هناك تأثيرات ما بعد بعد، فالهزات الارضية التي تحدث في عرض المحيط تتبعها امواج تسونامي، وتكون مدمرة ايضا.. ويقول د. ثابت او راس "تخيلوا حدوث هزة مدمرة يكون مركزها في عين جدي، معنى ذلك انها ستؤثر القدس والأقصى، وستؤثر على المفاعل النووي في ديمونة، الذي بني في سنوات الخمسين ولا ندري مدى جهوزيته ومناعته في الصمود امام زلزال مدمر، أو قد تؤدي الى هدم الأقصى لا سمح الله، فتكون لهذه الهزة أبعاد جيوسياسية قد تؤدي الى حروب، ولا احد يعرف متانة الاقصى اليوم وصموده بعد الحفريات الكثيرة التي تنفذ تحته، وهنالك تشقق في بعض البيوت القريبة من الأقصى حتى بدون هزة ارضية، واعتقد ان المسافة بين الاقصى ومفاعل ديمونة لا تتعدى الـ 15 – 20 كيلومترا هوائيا، وكلاهما واقعين على شفا الشق السوري الأفريقي.
اسرائيل تنتظر هزة قوية
منطقتنا شهدت هزة ارضية
مدمرة كل 90 - 85
يقول د. ثابت ابو راس ان الثابت علميا ان اسرائيل تنتظر هزة ارضية قوية، وقبل ثلاث سنوات عقدت الحكومة أو جلساتها للاستعداد لهزة ارضية قوية، فقامت بالتصديق على الخارطة "تاما 38" التي تعني حماية البلاد من الهزات الارضية، وتعتمد بالاساس على تقوية البيوت وتزويدها بالمناعة "ايزوتوب" عن طريق معايير لقوة الباطون المستخدم في البناء للصمود امام الهزات. ووضعت الحكومة الاسرائيلية خطة بتأخير معين وبدأت العمل مع السلطات المحلية بواسطة جبهتها الداخلية، على بناء خطة لمواجهة هزة ارضية، ونشر ثقافة الخوف في المجتمع الاسرائيلي، والخوف هو وسيلة تجتذب المجتمع ليكون مجتمعا.
البلدات القديمة في المدن والقرى العربية معرضة للدمار
منذ العام 1981 بدأت اسرائيل بالتشديد على مسألة قوة المباني، لذلك فان البيوت والابنية التي أنشئت قبل عام 1981 مهددة بالدمار في حال حدوث هزات، بالاضافة الى البلدات القديمة في الناصرة وعكا ودير حنا وسخنين والمغار ورام الله حيث يوجد بلدة قديمة تكون اكثر عرضة للدمار.
هزة ارضية كل 90 سنة
بدأت الابحاث في موضوع الهزات الارضية في القرن الثامن عشر، ولاحظوا في منطقتنا انها شهدت هزة ارضية مدمرة كل 90 - 85 سنة تقريبا، وانا شخصيا اطلعت وحققت في صحة هذه المعلومات، لذلك فانه الآن حان وقت الهزة المدمرة، لأن آخر هذه الهزات كانت في العام 1927 ومنذ ذلك الحين لم تشهد المنطقة هزة بقوة 7 درجات وما فوق.. فالهزة قادمة والعلم عند الله، فلا أحد يستطيع ان يؤكد ان هذا ما سيحدث.