اللحظة المثالية! إنها اللحظة التي نتمنى دائما أن تأتي، لكنها في الغالب لا تفعل. لأنه ولسبب واضح لا يوجد هنالك ما يسمى باللحظة المثالية. العديد منا يُفوت على نفسه أفضل الفرص التي تكون بجانبه، وذلك بسبب “المثالية” التي تعودت عليها عقولنا. ومن أمثلة ذلك ما تجري عليه ألسنتنا دائما من أقوال مثل:
“أحتاج إلى معلومات أكثر قبل أن أقوم باتخاذ القرار.“
“ربما يكون هنالك شخص أفضل مني.“
“لا أشعر بأنني جاهز مائة بالمائة، سأفعل ذلك في السنة المقبلة.“
وحتى بعد ذلك، الكثير منا يبقى على نفس المنوال المتمثل في تقديم شكوى مفادها:
“نحن لسنا في المكان الذي أردنا أن نكون فيه…“
على ذلك أن يتوقف! نعم، فانتظار اللحظة المثالية للقيام بأمر ما هو كمَثَلِ انتظار ذلك الفارس العظيم من أجل أن يأتي ويجتَثَّك من مشاكلك بشكل سحري. لقد حان الوقت كي نواجه الحقيقة. وكلما أسرعنا في إدراك أنه لا يوجد شيء يسمى اللحظة المثالية، كلما جعلنا الأشياء تحدث بشكل أسرع. لقد حان الوقت لإيقاف انتظار تلك اللحظة المثالية اللعينة، والبدء في إبداع مسارنا الخاص.
نَمذجةُ العُظماءِ
إن كل ما نريد تحقيقه والوصول إليه قد قام شخص آخر في الغالب بفعله حقا. لذلك توقف عن خسارة وقت وجهد أكثر في التخطيطات والإعدادات الزائدين عن الحاجة، وتعلم من غيرك! هل تريد أن تبدأ مشروعك الخاص؟ اجعل إذا شخصيات مثل ستيف جوبز، ريتشارد برانسون، أو إيلون ماسك تكون من النماذج الخاصة بك لتحقيق حلمك. وحتى ولو كنت على معرفة مسبقة بتلك الشخصيات، فحاول أن تقرأ عنهم وتتعلم من نجاحهم قدر المستطاع.
تريد مساعدة الملايين من الناس والتأثير عليهم؟ لم لا تجعل شخصيات مثل: أوبرا، نيلسون مانديلا، أوأنتوني روبنز تكون من النماذج التي يمكن أن تتعلم من مسارها الحافل؟
عندما كان كل واحد من أولئك الشخصيات البارزة يمتلك مساره المختلف عن الآخر، الذي كان يقود كل واحد منهم لما أصبحوا عليه الآن. كل فرد منهم تقريبا بدأ رحلته في أحلك الظروف. وفي الغالب، لم يكن لأحد منهم فكرة عما سيحصل لهم في المستقبل. لقد كان هنالك الآلاف إن لم أقل عشرات الآلاف من الناس، الذين كانوا بنفس المواهب، الموارد، والفرص التي كان أولئك القادة يمتلكونها. لكن ما جعلهم مميزين عن الآخرين حقا هو أنهم لم ينتظروا شيئا يسمى اللحظة المثالية. إنهم لم يفكروا في شيء غير البدء في تحقيق أحلامهم.
يقول ثالث أغنياء العالم في سنة 2014 وارن بافت: “كن أنت حذرا عندما يكون الآخرين طماعين، وكن طماعا عندما يكون الآخرين حذرين.“
وأريد هنا أن أنبه على أنه ليس من الضروري أن تعمل بكل ما أوتيت به من جهد لتكون نسخة من الشخصيات التي تم ذكرها، لا! بل كن نفسك فالكلام كله يدور هنا حول ما يمكننا تعلمه من الناجحين، ولِكُلِّ منا مجاله وشخصياته التي يمكن له أن يتعلم منها. والشيء الضروري هو أن يعمل كل منا جاهدا للقيام بما يؤمن به، ولا ينتظر ما سماه كاتب المقال الأصلي بـ”اللحظة المثالية” أو “The Perfect Moment” لأنه لا وجود لها كما سبق.
خلال كل مراحل حياتك، سيكون هنالك العديد من اللحظات التي سيكون فيها ظهرك معاكسا للجدار. أي عندما تكون في أشد حالاتك سوءا، لكن تلك اللحظات من الممكن أن تحدث فيها أكبر انتصاراتك، إذا نظرت إليها بشكل إيجابي. إنها مجرد مسألة كيف تنظر إلى الأمر وتتقبله!
ابدأ قبل أن تكون جاهزاً
لا خطة يمكنها أن تنقذ ضوء النهار من هبوط الليل! لا يهم كم هو عظيم شعورك بالاستعداد. الحقيقة هي أنك لن تكون أبدا مستعدا مائة بالمائة. اعلم يا صديقي الذي يشعر أن هذا المقال موجه إليه أن كل شخص يشعر بنفس مخاوفك. السؤال الصحيح الذي يجب أن تطرحه على نفسك هو: كيف ستتعامل مع الخوف؟
يستطرد صاحب المقال قائلا فيما معناه: “عندما تركتُ الجامعة لأبدأ مشروعي الخاص، سألتني عائلتي: ماذا تفعل بحق الجحيم؟ وقد ظل أصدقائي يخبرونني عن مدى الخوف الذي يسببه هذا الأمر. ولأكون صادقا فقد شعرت بكِلَا الأمرين! لم تكن عندي فكرة عن ماذا بحق الجحيم كنت أفعل أو إلى أين كنت أقود نفسي، وقد كان لي شكوكي أيضا.
لكن بدلا من التساؤل عما إذا كنت أفعل القرار الصائب أو لا، قمت بالتعجيل لدفع إيجار الشهر التالي. لأنك عندما تكون في أحد الخنادق الضاربة في العمق والهول، لا يكون لديك الوقت الكافي للبقاء مسجونا داخل حالة الخوف التي تحيط بك. بدلا من ذلك عليك مواجهة الحقيقة والتعامل معها. عليك حينها التركيز على ما هو آتٍ، وليس على ما قد حدث بالفعل.
الكثير منا لديه طموحات عديدة متمثلة في تحقيق شيء عظيم. ولذلك فالفجوة بين ما أنت عليهم اليوم، وبين ما تريد أن تكون عليه في المستقبل يبدأ بقرار. إنه القرار الذي عليك البدء في القيام به، حتى ولو لم تكن جاهزا مائة بالمائة. في البداية لن يكون الأمر سهلا، ولكن لا تجعل نفسك مُحبَطاً. لن تكون في بداية الأمر مرتاحا مع وضعك الغير متسم بالراحة، لكنك ستكون كذلك، لأن ذلك ينموا مع الوقت.
لا زلتُ مستمرا في النضال مع القرار الذي قُمتُ به، كما يفعل الكثير غيري. عليك أن تعلم أن العالم مليء بالأحلام المكسورة التي لم تُحَقق بعد. كما ينبغي عليك أن تعلم أن الأشخاص الذين بدؤوا قبل أن يكونوا جاهزِين هم الذين غيروا ولا زالوا يغيرون العالم. ولذلك عليك أن تبدأ اليوم.“
يقول المؤلف الأمريكي زيج زيجلار: “
ليس عليك أن تكون عظيما كي تبدأ، لكن عليك أن تبدأ كي تكون عظيما“.
إن ما أراد كاتب هذا المقال إيصاله للقارئ هو أن يتوقف الواحد منا من انتظار تلك اللحظة المثالية الخيالية، التي لن تأتي أبدا، وذلك بالقيام بخلقها بأنفسنا، من خلال البدء ثم المواصلة!
كاتب المقال هو شاب اسمه شون كيم، كان طالبا في الجامعة لكنه تركها منذ عامين تقريبا من أجل أن يتبع أحلامه الخاصة. وهو الآن يقوم جاهداً بتحقيق أهدافه، المتمثلة خصوصا في المغامرة والترحال حول العالم (هو حاليا في ميكسيكو سيتي)، إضافة إلى أهداف أخرى. وقد قام بكتابة هذا المقال ونشره على موقعه الإلكتروني الذي قام بتأسيسه بنفسه. أما أنا فلم أقم إلا بترجمته مضيفا إليه بعض التصرف الذي دَعت إليه الحاجة.
المصدر
www.thegrowthlist.com