ضمن كوكب يضم أكثر من 7 مليارات إنسان، ربما يثيرك الفضول لتأمل حجمنا ووضعنا في الكون…
بطريقة أو بأخرى ستكتشف أن كوكبنا المترامي الأبعاد، ليس أكثر من خلية ميكروبية بدائية النواة، تعيش على طرف بعيد ومهمل من مجرة صغيرة تدعي درب التبانة!
ودرب التبانة بدوره ليس أكثر من جُرم سماوي متواضع يحيا حياته الخاصة، يضم ما يقارب 200 مليار نجم ضمن مائة مليار مجرة معروفة حتى الآن…
تماما كما في الكون سنجد الإنسان، لكن مع وجود بعض الاختلافات في الأبعاد والنسب بكل تأكيد.
مجرة درب التبانة
ولكي يمكنك تصور المشهد من مقعدك الآن، ربما تود معرفة أن جسم الإنسان يضم ما يقارب 32 بليون خلية حية تعمل كلها في تناسق وانسجام في خدمة ذلك الجسد المتواضع.
نحن وبلا شك نعلم أن الخلية هي وحدة بناء الكائن الحي، وأن الذرة هي أصغر وحدة بناء للكائن الحي تم اكتشافها على الإطلاق، وبالطبع عند الكتابة عن الذرة ومكوناتها لا يفوتنا ذكر الفيزيائي الدنماركي طيب الذكر نيلز بور.
مستويات أو مدارات الطاقة طبقا لافتراض بور
وهو افترض نموذج بور للذرة والذي وصف فيه الذرة بأن معظمها مكون من الفراغ وهناك جسيمات دقيقة سميت بالإلكترونات، تدور في مدارات حول نواة متناهية في الصغر هي مركز الذرة.
وقد لاحظ بور أن نموذج دوران الإلكترونات في مدارات محددة حول النواة تشبه مدارات كواكب المجموعة الشمسية حول الشمس، لكن مع وجود بعض الاختلافات في الأبعاد والنسب بكل تأكيد..
مدارات الكواكب حول الشمس
عند العودة لجسم الإنسان نجد أن ملاين الخلايا تولد وتموت يومياً في تناغم تام، وأن جسم الإنسان يتجدد بالكامل كل خمس سنوات على أقصى حد.
هناك أيضًا ملايين الأجرام السماوية تولد وتموت في تناغم تام، فهناك دائمًا ثمة تشابه بين الأنظمة في الكون.
وأنت أيضًا عندما فقط تفكر في مقارنة بعض أحجام الكائنات الحية من حولك ستقف مندهشاً بلا شك من مدي صغر حجمك مقابل فيل أفريقي يافع يتجول في أدغال أفريقيا الوسطي بين حشائش السافانا العملاقة.
وربما تزيد دهشتك عندما تتساءل، أين حجم نملة صحراوية بيضاء من حجم ذلك الفيل اليافع ؟!
الكل مشترك في كون كل واحد منهم كائن حي…
فيوما ما ربما يدرك الإنسان حقيقة أعتي معضلات التحام الأجرام الكونية ذوات الكتلة اللامنتهية تقريبياً، المنتشرة في الفضاء السحيق من مجرد دراسته لطبيعة فوتونات عديمة الكتلة تقريباً منبعثة من انقسامات داخل نواة أصغر الذرات المعروفة.
هذا التشابه بين النظام الحي والنظام الكوني والارتباط من الذرة إلى الكون قد يقودنا يومًا ما لمعرفة أسرار كبرى عن حاضرنا ومستقبلنا في هذا الكون الواسع.
يبدو أن الطريقة الأمثل لفهم العالم الواسع حولنا تبدأ بالبحث في دواخلنا أولًا…
ربما لو تمكنا من ذلك، سيكون التفكير في كون كوكبنا الأرضي العزيز مجرد خلية حية عملاقة هو أمر مألوف للجميع.
المصدر
www.arageek.com