يثير حجاب الفنانات بين الفترة والأخرى الجدل في الساحة الفنية المصرية على وجه التحديد، تارةً عندما تخلعه الفنانة مثل سوسن بدر وغادة عادل، وأخرى لعودة الفنانة المحجبة للتمثيل مثل حنان ترك وعفاف شعيب وصابرين.
وبطبيعة الحال تتسابق وسائل الإعلام لتغطية الخبر باعتبار خبر حجاب الفنانة أو خلعه سبقاً صحافياً يفوق حتى أخبار إطلالاتهن ومكياجهن وأزيائهن، وما إلى ذلك من معلومات يتم تفنيدها تحت عدسات الصحافيين.
كلاهما يتحّمل نصيبه
تتحمل الفنانات ووسائل الإعلام وزراً متساوياً في إثارة هذا الجدل الإعلامي، الذي يتحول أحياناً إلى تراشق وحرب وطيسة تصرخ بمانشيتات ساخنة تهدف لزيادة نسبة البيع والمشاهدة الإلكترونية.
وشهدت الساحة الفنية اعتزال عددٍ لا يستهان به من الفنانات، اللواتي اتبعن عدة فتوات تحرم ظهور المرأة فنياً، ثم ما لبثن عدن، بعد انقطاع، للظهور في أدوار أمهات وجدات بمظهر جدي وملتزم كما حدث مع سهير البابلي وسهير رمزي وعفاف شعيب ومديحة حمدي ومنى عبد الغني وغيرهن.
”مدرسة” صابرين
أخريات اخترن العودة للتمثيل بنفس الروح دون أن يتغير سوى غطاء الرأس، كما في حالة النجمة صابرين، التي استحدثت وحدها “تريند” أو موضة سبقت الكل إليها، وهو استبدال الحجاب بباروكة شعر اصطناعي إيماناً منها أنها تخدم الدراما حينما تظهر بلا حجاب في مشهد في بيتها أو مع محرم لها كما في حالات مسلسلات “الشك” و”دكتور أمراض نسا” و”أوراق التوت”، بينما تلتزم صابرين في طلاتها العادية سواء الاجتماعية أو الإعلامية بالحجاب العادي أو غطاء الرأس.
وعلى الرغم من استنكار الكثيرين لنهج الفنانة الجديد، سارعت صابرين بوأده عبر التصريح بأنها حصلت على فتوى بخصوص هذا الأمر.
وكانت طريقة صابرين في تغطية شعرها، الذي تراه حسب معتقدها عورة، وفي نفس الوقت الظهور بمظهر طبيعي ومستساغ لطبيعة المشاهد هو أن ترتدي الباروكة الاصطناعية إذا كان السياق الدرامي مثلا يدور في حرمة المنزل.
بدورها، واظبت حنان ترك بالظهور في الحجاب في كل أدوارها بلا استثناء، على الرغم من عدم منطقية ذلك درامياً، حتى اختارت الابتعاد أصلاً عن الساحة والاعتزال النهائي.
خلع الحجاب
بسمة وهبة
على الجانب الآخر، تسبب خلع بعض الفنانات للحجاب في شن هجوم عليهن بعد تراجعهن عن قرارهن كما حصل مع كل من عبير صبري وإيمان العاصي وميرنا المهندس والمذيعة بسمة وهبة، بل وصل الحد ببعض الناقدين إلى تكفيرهن وإخراجهن من الملة.
وبعيداً عن تأييد الحجاب أو تأييد خلعه، يدور في الذهن تساؤل حول تعارض المظهر الديني الصريح مع طبيعة عمل الفنانة والشخصيات التي تجسدها، وما هو السبيل للخروج من المأزق إذا ما اختارت الممثّلة الفن والحجاب سوياً؟ ويبدو أول ما تخسره، إلى جانب تضحياتها العديدة، مصداقيتها وقدرتها على إقناع الجمهور.
منقول