عجيباً ومثيراً للدَّهشة.. مبهورة أنا ومذهولة بإله سرمديّ. رحْب الفضاء لا يسعه، رضيَ أن يُولد في مذود حقير يرفضه حتّى الدّنيء والفقير، سافر قلبي وحطَّ جانب المهد مُتأملاً باندهاش لمرأى ذلك الحدث. أهازيج الفرح تسربلتني، تناغمتْ روحي وتراقصتْ مع النَّجم غبطةً لازدياده شموخاً بِنورِه الباهر المُنبثق منه، ليقود اليه المجوس كي يقدِّموا الذَّهب واللّبان والمُرّ، وليسجدوا إجلالاً لمُحبٍّ تناثرتْ رياحين محبّته لتكسوا الكون بأكمله، صغيرة أنا أمام مقاصده تناضل نفسي كي تعي قصّة ميلاده، اندهشَ الرُّعاة واُخذوا بخوف عظيم عندما ظهر مجدُ الرّبّ ليبشِّرَ عن ذاك الرَّضيع، الذي حلّ ليزيّن الدُّنيا بأثواب المسرَّة كلّ حين، وليطرح السَّلام، ويسقي عروق أرض مُشقّقة تترجّى الحنين، أتى بالوعد الصَّادق الأمين، الشَّعب السَّالك في الظُّلمة أبصر نوراً، والجالسون في ظلال الموت أشرقَ عليهم نورٌ مجيدٌ، أيّها المولود ندعوكَ بشغفٍ لتوقظَ فينا ما طوتْهُ الأيام، وجعلته روتينا و ذكرى لنصحو بحقّ ولنفطن كي نجيد معنى العيد، حللْتَ أهلاً بمباهج المواعيد، ها قلوبنا مفروشة بأوراق الفلّ والياسمين، مسقوفة بالرَّياحين، مرشوشة بالعطر الثّمين لتولد فيها، فيُبهر منّا كلّ النَّاظرين.