الله في الديانة المسيحية
أما الديانة المسيحية فتعتبر أن معرفة الله والاعتقاد به أمر غاية في الأهمية لدفع أي فكرة مزيفة عنه، فقد تقود هذه الفكرة المزيفة إلى عبادة "الوثن". في الكتاب المقدس توبيخ للجاهل بهذه الحقيقة، ويرد ذلك وفي ما يعرف بـ "سفر المزامير" في مزمور 50: 21 "ظننت أني مثلك".
وبذلك، فإن الديانة المسيحية تقول إن الله "هو الكائن الأسمى خالق وحاكم كل الخليقة الموجودة منذ البدء".
تبدو هذه الرؤيا واضحة وسليمة نوعاً ما، ولكن عند التوغل في أعماق الديانة المسيحية مع ما طرأ عليها بمرور الوقت من تزييف، نجد أنها تعتقد أيضا أن الله "روحاً" وهو ما ورد في سفر يوحنا إذ يقول: "الله روح، فلا يمكن أن نلمسه بأيدينا (يوحنا 4: 24).
ونرى أيضا ما هو خلاف "وحدانية الله" إذ يرد في إنجيل متى: " الله واحد ولكنه يوجد في ثلاثة أقانيم – الله الآب، الله الإبن، الله الروح القدس (متى 3: 16-17).
وهذا ما يتضارب مع حقيقة الله، من أنه واحدٌ لا شريك له، ولو كان له ذلك الشريك لظهرت رسله وآياته وقوانينه!
الله في الإسلام
في الإسلام، الله تعالى واحد أحد ليس كمثله شيء، قديم لم يزل ولا يزال، هو الأول والآخر، عليم حكيم عادل حي قادر غني سميع بصير، كما يذكر ذلك الشيخ محمد رضا المظفر في كتابه عقائد الإمامية.
ويؤكد هذا الاعتقاد القرآن الكريم الذي نزل على قلب نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وآله {اللَّـهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} ﴿آل عمران: 2﴾.
وتتحدث سورة الإخلاص عن وحدانيته تبارك وتعالى بكل وضوح وشفافية {قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ﴿١﴾ اللَّـهُ الصَّمَدُ ﴿٢﴾ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ﴿٣﴾ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴿٤﴾}.
وهذه العقيدة التي جاءت بها آيات القرآن الكريم جرت أيضاً على ألسنة الأئمة عليهم السلام، فعن الإمام الصادق عليه السلام إنه قال: "هو شيء بخلاف الاشياء".
وتنقل لنا الروايات الشريفة أيضا، أن أحدهم جاء إلى الإمام الصادق عليه السلام، ليسأله عن الله، فقاله له: " يا ابن رسول الله! دلّني على الله ما هو؟".
فيجيبه الإمام عليه السلام: "يا عبد الله ، هل ركبت سفينة قط؟. قال: نعم . قال: فهل كسرت بك حيث لا سفينة تنجيك ولا سباحة تغنيك؟ قال: نعم. قال : فهل تعلّق قلبك هنالك أن شيئاً من الاشياء قادر على أن يخلّصك من ورطتك؟ قال: نعم، فقال الصادق عليه السلام: فذلك الشيء هو الله القادر على الإنجاء حيث لا منجي، و على الإغاثة حيث لا مغيث".
هذه الرواية، تكشف للمتسائل عن ماهية الله طريق معرفته كما ينبغي، وهو "الوجدان" والفطرة النقية التي فطر الله عليها البشر، والتي تظهر بوضوح شديد عند تعلق قلب الإنسان بالله المنجي من الهلكة في الشدائد والمحن.
خلاصة القول، إن نظرة فاحصة في النفس والآفاق من حولها تجيبنا عن أي تساؤلٍ حول وجود الله تبارك وتعالى، عندها سيظهر عجزنا الكبير أمام عظمته وبديع خلقه ولا يمكننا حينها إلا الاعتراف بفشلنا عن الإحاطة بتفاصيله.